“البوسة” أفضل كثيرًا

2237

طلب مبدئي: من فضلكم محدش يزقلني بالطوب.

مفتتح:
تعرف إيه عن المنطق يا مرسي؟!
أنا أعرف إن المنطق بيقول إن فيه إكس وفيه واي في الدنيا، لا هي ماشية إكسات بس ولا وايات بس.. فيه بنت وفيه ولد.. فيه عنصرين في المجتمع مش عنصر واحد، ومهما كنتي متخيلة إنك بتحافظي على نفسك عن طريق إنك تخلقي عالم خالي من العنصر البشري التاني تمامًا، فإنتي متوهمة.. العنصر واي بيتسرسب من شبابيكك المقفلة غصبن عن أي قواعد خارجة عن الطبيعة بتحاولي تعمليها.. العنصر واي موجود، سواء قبلتي ده أو مقبلتيهوش، اتعاملتي معاه أو متعاملتيش.. موجود.. وفي إيدك تحوّلي وجوده لعامل مساعد على الحياة أو عامل معطل، بغيض، بيكدر عليكي العالم الآخر اللي مفيهوش غير إكس وبس.

حدوتة:
كان فيه رواية لدوريس ليسنج اسمها “الأنثى”، الرواية بتتكلم عن عالم مفيهوش غير نساء فقط، بيحملوا لما تتبدر بتلات الورد الأحمر تحت القمر، ويخلفوا بنات تاني، والحياة ماشية بسلاسة شديدة وجمال شديد.

لحد ما اتولد أول ولد، الأم اللي ولدته كانت بتحسبه مشوّه، شكله مش طبيعي زي الطفلة البنت اللي همّ متعودين عليها، فكانوا بيسربوا الأطفال الولاد دول على قمة الجبل عشان النسور تيجي تاخدهم، كانوا متخيلين إن النسور دي بتاكلهم، مكانوش يعرفوا إنها بتاخدهم ع الضفة التانية وبترعاهم، وإن فيه مجتمع اتكون ع الضفة التانية دي.. مجتمع مختلف مخيف ميعرفوش عنه حاجة.

بيحصل التقاء بين أول ولد وبنت بيتقابلوا نتيجة الفضول اللي قتل القطة، بيمارسوا الحب سوا، وساعتها الطبيعة زي ما تقولوا كده بتزعل، بتبطل الستات تحمل من القمر، لأن بقى عندهم صيغة أرضية تانية للموضوع ده.

الرواية بتكمل بسلسلة رهيبة من الإشكالات اللي نتجت عن التقاء العالمين دول، الرواية مقبضة جدًا.. وبرغم كمية الفيمنزم اللي عند الواحد، لكني كنت رافضاها من جوايا، لأ.. التلاقي مع الطرف التاني مش عذاب بالشكل ده، التلاقي ممكن جدًا يكون سكينة وأمان، آه الأمان مشروط، ومتحاوط بأسياج وتعب وكبد.. بس موجود.

تعرفي على: الحب من طرف واحد وعذابه

مقاطع بلوتوث ساخنة:
الفترة اللي فاتت انتشر فيديو اسمه first kiss، فكرته ببساطة إنهم جابوا ناس ميعرفوش بعض وطلبوا منهم يبوسوا بعض لأول مرة.. طبعًا ده مناسب لطبيعة الحياة برة، اللي البوسة فيها حاجة لطيفة بتتعمل في الشارع عادي، مش جريمة تستحق التزقيل بالطوب.

الفيديو كان فيه كل أطياف البشر، الخجول، المنطلق، الطبيعي، الجاي.. مخلاش.. وبرغم إن أنصار الأخلاقية والرقابة كانوا غضبانين ع الفيديو وشايفينه منحل، لكني كنت شايفاه جميل وبسيط.. إنساني بالدرجة الأولى، بيكسر الصنم الفظيع بتاع أول بوسة ده.. واللي بالنسبالهم برة حدث مهم بيفضلوا فاكرينه للأبد زينا بالظبط.. الفرق بس إن البنت هناك مش بتبوس لأول مرة الراجل اللي هيكون جوزها، بتبوس الولد اللي هياخدها حفلة التخرج م الثانوية.

ثم ظهر الفيرجن المصري من الفيديو، واللي تم استبدال “البوسة” فيه بالسلام بالإيدين.

الفيديو بيوضح قد إيه البنات والولاد عندهم حواجز غريبة تجاه إنهم يسلموا على بعض، يمكن بسبب أفكار مريضة بتقول إن فيه حاجة مغرية بشكل جسدي في الموضوع (!!!)، ويمكن عشان التقاليد اللي بتعامل البنت بمفهوم السيلوفانة.. البنت اللي بسيلوفانتها محدش لمسها – كلمها – خرج معاها – صاحبها – ولا حتى سلم عليها!

ناس كتير شافت إن الفيديو المصري مفتعل وأوفر، واتضايقوا من ردود الأفعال الإكستريم.. بس أنا شخصيًا أعرف شخصيات كتير كانت هتتصرف زي الفيديو كده بالظبط، وأعرف بنات مبتعرفش تسلم على ولاد.. بجد مبتعرفش! وولاد بيتكسفوا يبصوا في وش بنت بيكلموها أصلًا، ولو سلموا بيسلموا بإيدين مخشّبة عشان ميتفهمش إنهم بيحاولوا يمسكوا إيد البنت اللي بتسلم عليهم.. هسس كتير مرتبط بالموضوع ده، وهو بشكل أو بآخر، نفس الهسس اللي مرتبط بعلاقتنا بالطرف التاني ككل.

اللي الفيديو كان عايز يقوله، ويمكن أنا كمان عايزة أقوله: يا جدعان، إحنا في القرن الواحد والعشرين، الطرف التاني مبيعضش، بالعكس.. ممكن أوي وجوده يكون مصدر للمساعدة على التعايش في العالم البغيض، صداقات كتير بين ولاد وبنات لما بيتخطوا فيها الهسس بتاع احتمالات تحوّل العلاقة بتبقى عظيمة، وفعلًا بتساعد.. الولد محتاج واحد صاحبه بيفكر بدماغ بنت، والبنت محتاجة أخ تتسند عليه من غير ما يخنق عليها.. إحنا محتاجين طبيعة العلاقة السوية بين الولد والبنت.. اللي لا فيه من وراها أغراض ولا ليها أبعاد ميتافيزيقية ولا أي حاجة.. مجرد علاقة إنسانية لطيفة، تبتدي بالسلام بالإيد، وتنتهي بزيارات عائلية وونس وذكريات تستمر طول العمر.

وفي النهاية أحب أٌقول: أنا كريهام أفضّل أعيش في مجتمع البوسة فيه مش عيب وبتحصل في الشارع والمترو وساحة المدرسة، عن إني أعيش في مجتمع بيخوفني من أبسط صورة للتواصل الإنساني: السلام.

 

الفيديو الأجنبي:

https://www.youtube.com/watch?v=IpbDHxCV29A

 

النسخة العربية من الفيديو:

المقالة السابقة9 أسس لطريقة مونتيسوري
المقالة القادمةخليك في تابوهك ومتصدعنيش

1 تعليق

  1. I discovered your blog site on google and check a few of your early posts. Continue to keep up the very good operate. I just additional up your RSS feed to my MSN News Reader. Seeking forward to reading more from you later on!…

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا