أنا أم لأول مرة.. ارحموني!

656

أيام قليلة ويوصل مولودك الجميل، طوال تسعة أشهر أنتِ وكل من حولك بتحضري نفسك جسديا وصحيا بالأكل والأدوية علشان تمر
فترة الحمل بسلام والبيبي ينور الدنيا، صح؟
بالإضافة لتحضير البيت لاستقبال المولود، كل شيء تقريبا تم تحضيره وتجهيزه لاستقبال ما هو قادم ما عدا نفسيتك كأم لأول مرة.

المفاجأة إن استعدادك النفسي لوجود طفل في حياتك أهم مليون مرة من أي استعدادات أخرى.
بعد الولادة.. الحياة مش بتبقى بمبي.. خصوصا أول أيام.. تفهموا ده وحاولوا تفهموه لأقرب ناس منكم علشان يحوطوا عليكم بالحب
والاهتمام الزيادة.
أنا كاتبة هذا المقال أقر وأعترف إن رغم استعدادي النفسي للفترة دي، لكني غلطت لما حاولت أرجع بسرعة لحياتي قبل الحمل والولادة،
ضغطت على أعصابي ونفسيتي فحصل تأثير عكسي، تداركته إني بقيت اتعامل بالهداوة مع روحي وبنتي وأنا متفهمة إنها فترة وهتعدي.
حتي لو بكتب هذا المقال على الموبيل وبنتي نايمة على إيدي!
حياتك بتتغير، مش للأسوأ لكن لمزيد من المسؤوليات، وهنا لازم تكوني مستعدة بالقراية الكتير عن العالم اللي مستنيكي علشان تعدي أول
فترة بسلام نفسي.

علشان كده، في السطور الجاية بعض التحديات النفسية اللي هتقابلك كأم لأول مرة وإزاي تستعدي لها كويس:
*  مهما كنتِ بتحبي طفلك ومنتظرة وصوله، توقعي إنك هتعيطي كتير جدا، وهتحسي إن الحياة كبرت فجأة، وأنتِ مش أنتِ، والدنيا
بتغمق وفي كائن بيعيط ليل نهار عايزك.. شوية أيام وهتتأقلمي لما الهرمونات تظبط بالتدريج تاني.. إحنا متفقين على لعبة الهرمونات
أصلا من بداية الحمل، خصوصا وإن بعد الولادة الهرمونات بتنهار بشكل درامي.. فعبري عن اللي جواكي بدون ما تحسي إنك مش
طبيعية، لأ أنتِ فُلة.
* صعوبة التحرك بالطفل ووجع الولادة أيا كان نوعها: هيخليكي تتمني الأيام تجري والبيبي يكبر شويتين، ويمكن تتمني يرجع بيكي
الزمن ومتخلفيش أو شهور الحمل تستمر للأبد. متخافيش الحالة دي بتنتهي أول فعلا ما تتواصلي لوحدك مع البيبي سواء بالرضاعة أو
حتى النوم في حضنك.. وقتها في تحول ما بيحصل يمكن ده اللي بيسموه الأمومة؟ وبيديكي سوبر باور تستحملي.
* الرضاعة: أنا حاسة إني داخلة حرب! ده بالظبط كان رد صاحبتي فيما يخص الرضاعة الطبيعية، أنا عن نفسي قبل الولادة كنت عارفة
إني داخلة حرب دموية فيما يخص الرضاعة كنت فاهمة إني همر بفترة وجع وتشققات حلمة الثدي وقلة كمية اللبن، بس كنت عارفة إني
لو صمدت أسبوعين بس مع كريمات الثدي وسد وداني عن الكلام اللى دايما بيبدأ بحرام عليكي رضعيها، إن الفترة هتعدي بسلام.. وقد
كان، الرضاعة تحديدا علاقة خاصة جدا بينك وبين طفلك مفيهاش طرف تالت.. ولو لا قدر الله مقدرتيش لأي سبب قهري متحسيش
بالذنب أبدا.. لأنك حاولتِ، وتجاهلي كلام اللوم قدر الإمكان.
* تدخلات الطنطات والأمهات الأكبر سنًا والأقارب وكل من حب يحط التاتش بتاعه: استعدي لها بأن مفيش حاجة مفروض تتعمل..
خدي النصيحة اللي شايفاها مناسبة ومتضغطيش على نفسك لأنك أم لأول مرة.
* حجم طفلك: اعرفي إن كل الأطفال صغيرين.. قوي.. جدا.. خالص.. مش مطلوب منك تبقي حامل في دب قطبي، وكلهم بيكبروا
ببركة ربنا بعد كده، فاللي يعلق على الحجم والوزن، اسأليه هل اتولد كبير كده؟ هل شاف أطفال حديثي الولادة قبل كده؟ وطنشي.
* ولدتِ طبيعي أو قيصري: نوع الولادة لا ينقص منك شيء.. كلهم وجع وجع رهيب وربنا وحده اللي بيعين، حاولي متتأثريش نفسيا
بكلام زي الطبيعي أحسن أو القيصري دلع.
* بيعيط.. رضعيه رضعيه رضعيه إلى الأبد: أي نوع زن وعياط معناه إنه مش شبعان.. ده هيكون تفسير والدتك وحماتك الدائم وقاعدة
لا تقبل الجدال من كل اللي حواليكِ..حتى لو مش دايما صح متجادليش عشان مش هتخلصي، وحاولي تستقلي بطفلك لوحدكم بعد نقاهة
فترة التعب بعيدا عن الضغط النفسي بالكلام.
* مش هتبقي في أحسن حالاتك الشكلية بعد الولادة: عادي جدا لأن جسمك كان بيكون ويدعم كائن حي كامل لمدة 9 شهور، وبطنك مش
هتتشفط تاني يوم.. فمتركزيش مع التعليقات دي لسلامتك النفسية، علامات تمدد الجلد والكلف هتروح بالكريمات والتمارين بعد شوية
وقت. ووزنك هيرجع مع الإرادة ونظام أكل كويس، تفائلي.
* نسيت النوم وأحلامه: ده قدرك لمدة 4 شهور على الأقل متتخضيش.. هيعدوا بمساعدة اللي حواليكِ، متتكسفيش تطلبي مساعدة من
زوجك وأهلك.
ها بقى وهي جوه ولا وهي بره؟.. والله حضرتك مدة الـ9 شهور خلصت واضطريت أخرجها. المرة الجاية هاحجز مدتين، الإجابة
النموذجية لأكتر سؤال سمج في الكون
* عقبال ما تخاويها.. seriously؟

* هتعيطي وتتخضي والبيبي بيعيط أو عنده إمساك أو إسهال أو صفرا أو سخونية أو حبوب.. أو زغطة.. هتعيطي وبعدين هتروحي
لدكتور ويطمنك إنه بيمارس وظايفه الحيوية بشكل طبيعي.. فهترتاحي ونفسيتك هتبقى أحسن.
* رغي أول ذا تايم: رغي من نوعية رضعي طبيعي.. رضعي صناعي.. إديها تاتينة.. متديهاش تاتينة.. إديها أعشاب.. متديهاش أعشاب
هتسيب الرضاعة.. الحل بسيط سدي ودانك تاني، واعملي الصح حسب نصائح طبيب الأطفال وخدي ابنك واجري.
* وأخيرا التجربة آه متعبة.. متعبة قوي قوي، بس طالما دخلناها باختيار ربنا، واختيارنا يبقى إحنا قدها بإذن الله وهنتعلم مع الوقت..
والقراية الكتير هتساعدك تفهمي طفلك ونفسيتك واحتياجاتك كويس جدا.. متخافوش، أو بلاش يخوفوكم.
الخلفة مش بعبع ولا آخر علاقتك بالدنيا والمناسبات الاجتماعية.. شهور هتمر سريعا وطفلك هيكبر وهترجعي لحياتك بالتدريج مع شريك
صغير تفاصيله متعبة لكن ممتعة.. شغلك وخروجاتك وطموحك يمكن اتعمله تأجيل مؤقت، لكن صدقيني التجربة تستاهل.. اجمدي
وكوني فخورة بنفسك كفاية إنك أم.. أم بدون كتالوج.

المقالة السابقةالنفسية مش عايزة إيه
المقالة القادمةالنفسية مش عايزة إيه؟!
كاتبة وصحفية مصرية

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا