العنف ضد المرأة 1: حكايات ضحايا العنف الجنسي

2724

بقلم/ سعاد أبو غازي

هل تحب الحكايات؟

دعنا نبدأ بواحدة منها:

في أكتوبر 2018 بعد ثماني سنوات من الحياة المشتركة، أنجبا فيها ثلاثة من الأبناء، قتلت لبؤة زوجها خنقًا، ببساطة أمسكت به وأحكمت فكيها حول رقبته حتى توقف عن الحركة، حراس الحديقة يقولون إن الأسد لم يقاوم، مات مستسلمًا، فما كان من إدارة حديقة حيوانات “إنديانابوليس” بالولايات المتحدة الأمريكية، أن أعلنت عن وفاة الأسد “نياك” باختناق ناتج عن إصابات بالرقبة، وأصبحت الحادثة فيما بعد مجالاً للتحقيق، في محاولة للكشف عن تلك الأسباب التي دفعت بالزوجة “زوري” أن تقتل زوجها.

ما الذي يمكن أن يكون قد حدث بينهما في الساعات التي سبقت الجريمة؟ لا يوجد جزم بالطبع عن حقيقة ما حدث، لكن اللافت أن يقول الدكتور بول فانستو، المدير الإقليمي في “بانثيرا”، المنظمة العالمية للحفاظ على القطط البرية، تصريحًا مدهشًا: “خلال 26 عامًا من العمل الميداني لم أسمع أبدًا بحالة أقدمت فيها لبؤة على مهاجمة وقتل أسد وحيد ذكر في قتال فردي. إذًا يمكن أن تستنتج أن هناك شيئًا غير اعتيادي قد حدث بين الزوجين قبيل ارتكاب زوري للجريمة”.

لن أطيل عليك، واحد من التفسيرات التي ساقها الخبير -في تقرير منشور على موقع زحمة- هو الصراع الجنسي: “عندما يقترب الذكور من الإناث للتزاوج معهن، ولا يردن الإناث، الذكور يمكن أن يصبحوا أكثر عدوانية، ويضربون الإناث ويقتلونهن أحيانًا”، لكن في حالة “زوري” هي التي قتلته وليس هو، لذا يصبح التفسير الأقرب للجريمة هو بحسب فانستو: ربما اقترب نياك من زوري بشكل عدواني للتزاوج معها مرات عديدة. أو ربما شعرت زوري بالتهديد، أو ربما كانت تحت تأثير موانع الحمل من قبل الحراس (كما هو شائع في بعض حدائق الحيوان) ولم تتمكن جسديًا من التزاوج، وربما كان التوتر ينمو بين الزوجين لفترة من الزمن، وتفاقم الأمر، وتمكنت زوري في النهاية من السيطرة على رفيقها بقبضة قوية وحاسمة.

العنف الجنسي: الجريمة المألوفة في عالم البشر

قصة مؤسفة أليس كذلك؟ لكن ما يجعلها قصة أكثر من مؤسفة أنها تنطبق تمامًا في حالة البشر، في الشرق والغرب، في أوروبا وأمريكا وروسيا ونحن أيضًا، في الشرق الأوسط، الجريمة التي تعتبر “غير مألوفة” في عالم القطط البرية، للأسف مألوفة جدًا في عالم البشر، لكن القتل ليس بالمخالب، القتل هنا يتسع لكل الأساليب. لا تصدق.. أليس كذلك؟ أنا أيضًا لم أكن، لكني قررت أن أصحبك في رحلة عبر هذا المقال لكي أطلعك على جانب لم تسمع به من قبل، الجانب الأكثر إظلامًا فيما يتعلق بالعنف الجنسي ضد النساء، لكن رجاء لا تنسى قصة “زوري” و”نياك”.

لماذا لا يرحل ضحايا العنف؟

هل تعرف أول مرة قرأت قصة اللبؤة “زوري”، ضحكت وسألت نفسي سؤالاً: لماذا قتلته؟ كانت تتركه وترحل ببساطة! التعليق الذي دائمًا ما نسمعه عندما نجد أنفسنا أمام حالة امرأة قتلت أو مارست أي نوع من أنواع العنف تجاه زوجها أو شريكها، نفترض بشكل تلقائي أن الطلاق أو الفراق كان خيارًا بالنسبة إليها، لكنها بدلاً من ذلك قررت أن تصبح شيطانًا وتقتله. أنا واحدة من الناس كنت أقول هذا التعليق عندما أشارك في نقاش مثل هذا، وبالطبع أجد هناك بشرًا حولي ينظرون إلى بعضهم بعض ويضحكون، ثم يحاول شخص لطيف من بينهم أن يفهمني، أن في بعض الحالات هذا ليس ممكنًا، ومن الظلم أن نحكم عليهن بهذا الشكل ونفترض أن ما حدث كان اختيارًا.

بحثت عن الإجابة على السؤال: لماذا لا يرحل ضحايا العنف؟ وجدتها في محادثة مدهشة لصحفية أمريكية اسمها “ليزلي مورجان”، في مؤتمر لـ تيدكس في نوفمبر 2012، وتحدثت عن تجربتها كامرأة لم تكن تنظر إلى نفسها على أنها فاشلة أو جاهلة أو مهمشة أو بلا قيمة. قالت المرأة الكثير، لكني اخترت تلك المقاطع تحديدًا، الإجابة على السؤال: لماذا لم ترحل؟

ليزلي مورجان: الإجابة سهلة، لم أكن أعرف أنه يسيء إليَّ، على الرغم من أنه صوَّب تلك المسدسات المحشوة على رأسي، دفعني إلى أسفل السلم، سحب المفتاح من مشغل السيارة خلال قيادتي بالطريق السريع، صب البن المطحون على رأسي. لم أفكر أبدًا أنني زوجة مُعنَّفة، على العكس، كنت امرأة قوية في حالة حب مع شخص مضطرب جدًا، وكنت الوحيدة الموجودة على الأرض، القادرة على مساعدته في مواجهة شياطينه. السؤال الآخر الذي يسأله الجميع: لماذا فقط لا ترحل؟

ليزلي مورجان: لماذا لم أخرج؟ كنت أستطيع المغادرة في أي وقت، بالنسبة لي هذا هو أكثر سؤال محزن ومؤلم يسأله الناس، لأننا نحن الضحايا نعرف شيئًا لا تعرفونه أنتم. من الخطورة الشديدة أن تترك المعتدي، لأن الخطوة الأخيرة في نمط العنف الأسري هي “اقتلها”، أكثر من 70% من حالات القتل في العنف الأسري تحدث بعد أن تنهي الضحية العلاقة. بعد أن تكون قد خرجت، لأنه لم يعد هناك للمعتدي شيئًا ليخسره. نتائج أخرى تتضمن مطاردة طويلة المدى، حتى إذا تزوج المعتدي مرة أخرى.

وهذه النقطة الأخيرة تدركها في مرحلة ما كل النساء ضحايا العنف، لكن نهاية القصة تختلف حسب ظروف وطبيعة العنف الذي تتعرض له كل منهن، وكذلك نوع الدعم المتاح لهن.

إذًا اتفقنا من الآن، لا أنا ولا أنت سنسأل السؤال: لماذا لم ترحل وتتركه بدلاً من أن تقتله؟ هل ما زالت تتذكر قصة “زوري” اللبؤة؟

العدوانية بين العالم المتحضر والعالم المتخلف

يقول عالم الاجتماع د. مصطفى حجازي في كتابه الشهير “التخلف الاجتماعي.. مدخل إلى سيكولوجية الإنسان المقهور”: “العدوانية تنخر وجود الإنسان المقهور عمومًا، وتنخره أكثر فأكثر في العالم المتخلف”. أنا متفقة معه، لكن يمكن أن أضيف إلى أن في العوالم المتحضرة أيضًا يمكن أن نجد “الإنسان المقهور” بصور عدة، وهنا ما ينطبق على الإنسان المقهور في العالم المتخلف يمكن أن ينطبق عليه في العالم المتحضر، الحالة واحدة، والظروف التي يوضع فيها تكاد تكون متشابهة، خصوصًا لو كان امرأة في علاقتها برجل مضطرب. د. حجازي يعود بعد ذلك ويقول: حيثما وجدت الحاجة إلى حشر كائن ما في وضعية المهانة، لا بد أن يقع الاختيار على المرأة”، لذا أنا في مقالي هنا لن أفرق بين امرأة تعيش في عالم متخلف وآخر متحضر، سننظر إلى الظروف التي ارتكبت العنف فيها، للمهانة التي تعرضت لها، ثم نحاول أن نحلل النتائج بناء على المقدمات.

المرأة القاتلة في العالم المتحضر

1. ألين وارنوس أول قاتلة امرأة متسلسلة في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية:

جسدت الممثلة “تشارلز ثيرون” في فيلمها Monster أو وحش – إنتاج 2003 – قصة حقيقة لأول امرأة عُرفت كقاتلة متسلسلة في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، قتلت 7 رجال في خلال عام تقريبًا، وقدمت “تشارلز” من خلال فيلمها صوت “ألين” نفسها التي كانت قد أُعدمت قبل عام من إنتاج الفيلم، بعد انتظار تنفيذ العقوبة 12 عامًا.

“ألين” ببساطة كانت “عاملة جنس” منذ أن كانت مراهقة، لم تعرف مهنة أخرى، عانت اضطرابًا في حياتها منذ طفولتها، والد منتحر في السجن، وأم غير مستقرة نفسيًا، تركتها لجدها لأبيها، الذي اعتدى عليها بدوره وكان يقدمها لأصدقائه وهي بعمر الـ13 عامًا، الفيلم يغير من تلك التفاصيل قليلاً، لكن الأساس ظل كما هو، حياة التشرد وانعدام الأمان، والزبائن الذين تقف لتحصل عليهم من الطرق السريعة. كان الفيلم حريصا على أن يُظهر لنا بكثير من التفاصيل الإهانات التي كانت “ألين” تتعرض لها من زبائنها يوميًا، حتى انفجرت في واحدة من المرات وقتلت أحدهم، واستمرت في القتل حتى الرقم سبعة، إلى حين اكتشاف أمرها.

لم يتعاطف الرأي العام الأمريكي مع “ألين” أبدًا، ولم يتعامل معها كضحية لظروف معقدة تكونت عبر عقود، حتى بعد أن تم تشخيصها كمريضة اضطراب الشخصية الحدية، وتحليل اختيارها للرجال الذين تقتلهم، أعمارهم كانت بين الـ50 والـ60 عامًا، عمر جدها الذي كان يغتصبها. كانت تحمل بداخلها مرارة وإهانة اغتصابها على يد ذلك الجد، ونفَّست عن الغضب من خلال هؤلاء الرجال. لم تتعاطف معها هيئة المحلفين، ولم تُمنح أحكامًا مخففة، تم تصويرها كشيطان ظل طليقًا إلى أن تم الإمساك به، وكل ما يجب أن يحدث له أن يُنفذ به حكم الإعدام، وهو ما تم بالفعل. وكان اختيار اسم الفيلم الذي جسد حياتها “وحش” تجسيدًا لكيف يتحول الإنسان إلى وحش، لكن ما أن يتوحش لا يجد من ينظر بعيدًا في ماضيه، بل يحاكمه على عنفه كوحش، ويتخلص منه بالطريقة نفسها التي اتبعها، القتل.

أنا أعتبر “ألين” واحدة من النماذج التي يمكن أن تنطبق عليها تلك الفكرة، الإهانة المستمرة، التي تتحول إلى عبء وتهديد للتوازن النفسي، ثم تنتج العدوانية التي تنخر الوجود، ودافع للإقدام على العديد من تصرفات تدمير الذات، وفي حالة “ألين” لا مفر من أن يتم تدمير الآخرين، الذين شاركوا في تكوين هذا المخزون الهائل من المرارة، داخل نفس امرأة كل ما كانت تبحث عنه حقيقة هو الحب.

2. ثلاث شقيقات قتلن والدهن في شمال موسكو بعد سنوات من الاعتداء الجسدي والجنسي عليهن

قامت ماريا وأنجيلينا وكريستينا خاتشوريان بطعن والدهن (57 عامًا) حتى الموت، في شقة العائلة شمال العاصمة الروسية موسكو، في يوليو 2018، وبعدها أبلغت الفتيات الشرطة واعترفن بتنفيذ الجريمة، قائلات إنهن كن يعتقدن أن حياتهن كانت معرضة للخطر إذا لم يتخذن أي إجراء.

أثناء التحقيقات، ثبت أن الفتيات الثلاث، وأعمارهن 17 و18 و19 سنة على الترتيب، تعرضن للضرب يوميًا على يد والدهن، الذي أجبرهن أيضًا على القيام بأعمال جنسية، وقالت “آنا ريفينا” رئيسة منظمة “مناهضة العنف الأسري” إن الشقيقات الثلاث “لم يكن هناك أحد يمكنهن اللجوء إليه”.

الفارق هنا في هذه القصة عن سابقتها أن الرأي العام الروسي يقف خلف الفتيات، يدعمهن ويرفض عقابهن على قتلهن والدهن، بعد أن وجهت لهن المحكمة في يونيو 2019 تهمة القتل العمد، التي تصل عقوبتها إلى السجن لمدة تصل إلى 20 عامًا لاثنتين منهن.

نُظمت الاحتجاجات داخل روسيا وخارجها أمام السفارات والقنصليات الروسية في أنحاء العالم، وقام 230 ألف شخص بتوقيع عريضة تطالب بعدم معاقبة الشقيقات الثلاث جنائيًا، حيث ترى العديد من النساء بأنه “ما لم يتغير النظام يمكن لأي شخص أن ينتهي به المطاف في نفس الموقف”.

اتفقت الشقيقات الثلاث على الفعل نفسه، اشتركن فيه معًا، في لحظة بعد سنوات من الممارسة اليومية للعنف ضدهن، رأين أن حياتهن في كفة وحياة والدهن في الكفة الأخرى، واخترن حياتهن، على الرغم من أنه لم يكن لديهن يقين وقتها ولا معرفة بماذا سيكون موقف الناس منهن والرأي العام وسلطة إنفاذ القانون، ربما هن حتى هذه اللحظة يفكرن أنهن سيكملن حياتهن في السجن، لكن رغبتهن في قتل والدهن لم يكن ليوقفها أي شيء ولا حتى السجن نفسه لسنوات تزيد عن أعمارهن.

د. مصطفى حجازي في كتابه السابق الإشارة إليه، أورد نظرية تقوم على المبادئ التالية: كل توتر عدواني ينتج عن الإحباط، شدة العدوانية تتناسب مع شدة الإحباط من ناحية، وقوة الحاجة المحبطة من ناحية ثانية.

“نورا” نموذج من عالم ليس متحضرًا

“نورا” فتاة سودانية كانت في التاسعة عشر من عمرها عندما قتلت زوجها. أجبرها أهلها على الزواج منه وهي ابنة ستة عشر عامًا، هربت من بيته إلى بيت خالتها، كانت تريد أن تتعلم لتصبح معلمة، قضت في منزل خالتها ثلاث سنوات، قبل أن تعود من جديد لبيت والديها، اللذين أعادا “نورا” بدورهما إلى بيت زوجها، الذي لم يجد سوى أن يستعين بأقاربه لإجبار “نورا” على معاشرته. ببساطة “استأجر بعض أقاربه الرجال فأمسكوا بها ليغتصبها. وعندما حاول فعل ذلك في اليوم التالي، طعنته بسكين فأردته قتيلاً، وهربت إلى بيت أهلها، الذين سلموها إلى الشرطة”.

في مايو 2018 حكمت محكمة سودانية على “نورا” بالإعدام شنقًا، بعد أن رفض أهل الزوج أخذ “الدية”، بسبب جرحها لكرامتهم وإهانتهم -وهي قريبة لهم- بقتلها ابنهم بالسكين. ولكي لا تتشجع النساء على رفض الرجال. لكن الرأي العام المحلي والدولي كان في صف “نورا” وتعاطف معها، حتى أن الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى قد انتقدت الحكم وطالبت بإلغائه، فما كان من محكمة الاستئناف السودانية أن ألغت حكم الإعدام واستبدلته بالسجن لمدة خمس سنوات.

“نورا” نفسها كانت تتمنى البراءة، تشعر أنها تستحقها. لقد استفزها زوجها باستئجاره أقاربه ليغتصبها، بعد أن تزوجها بالأساس غصبًا، ولم يرد أن يمنحها حريتها، لكنها ابتهجت بحكم السنوات الخمس، على الأقل لقد أُعطيت فرصة أخرى، ربما تخرج قريبًا لتحقق حلمها في أن تصبح معلمة.

“في البداية، هناك اختزال للمرأة إلى حدود جسدها، واختزال لهذا الجسد إلى بُعده الجنسي: المرأة مجرد جنس، أو أداة للجنس ووعاء للمتعة. هذا الاختزال يؤدي مباشرة إلى تضخم البعد الجنسي لجسد المرأة بشكل مفرط، وعلى حساب بقية أبعاد حياتها. إنه يمحور المرأة ويركزها حول المسألة الجنسية، يركز كل قيمتها في هذا البعد من حياتها، كما يفجر كل مخاوفها حول حلول كارثة ما تعصف بوجودها” د. مصطفى حجازي، كتاب “التخلف الاجتماعي.. مدخل إلى سيكولوجية الإنسان المقهور”.

أعتقد أننا الآن بحاجة إلى استراحة، هدنة، مهلة، نحاول فيها أنا وأنت أن نلملم أفكارنا، نجمعها، نرتبها، ونحاول أن نفهم ماذا حدث لهؤلاء النساء، حيث إن المرحلة التالية، لا مفر، يجب أن نأتي إلى مصر، إلى حكايتنا نحن، ونرى بأي منطق نحكم عليها، بمنطق الولايات المتحدة في قضية “إيلين” في التسعينيات، أم بمنطق الرأي العام في روسيا والسودان بعد ذلك بثلاثين عامًا تقريبًا؟ لقد تغير العالم، ألم تر ذلك؟!

سأخبرك الآن سرًا صغيرًا، قبل 100 عام تقريبًا، كان هناك محكمة في العالم قادرة على أن تصدر حكمًا بالبراءة على امرأة قتلت زوجها، أين؟ ومتى؟ وكيف؟ سيأتي وقته، لكن الآن فرصتك الأخيرة لكي تهرب، إذا لم يكن لديك النية لكي تفكر بأنه يمكن أن تقتل امرأة زوجها، وتخرج بريئة من قاعة محكمة، مثلما يمكن أن يقتل رجل زوجته بدافع الشرف ويخرج بحكم مع وقف التنفيذ وزفة تستقبله على باب السجن.

لكن قبل أن نمضي قدمًا، هل يجب أن أقول إني ضد القتل عمومًا؟ أتصور أن هذه النقطة واضحة، لكن لا بأس من قولها صراحة. أنا ضد القتل، لا أرى أي مبرر للقتل، ضد القتل لأي سبب، لكن بما أنه حدث فعلاً، يجب علينا أن نبحث في الأسباب، المبررات، لعلنا نفهم ما حدث، ربما ننجح يومًا ما في وقف النزيف، نزيف القاتل والقتيل.

أنا صريحة، أو أحب أن أكون كذلك، في ضميري أريد أن أطالب بأكثر من البراءة لهؤلاء النساء، اللاتي قتّلن نتيجة تعرضهن للعنف، أي عنف، لديَّ دوافعي، مبرراتي، ولن أنسى الحكايات.. نستكملها معكم في الجزء القادم من المقال، من مصر..حيث كل حكايات العنف تأتي على صعيد آخر.

المقالة السابقةالكاتبات والوحدة 8: أروى صالح: الوقوف على ناصية الحلم
المقالة القادمةأنا لا أحب أبي، لماذا؟ أسباب عدم حبي لأبي
كلامنا ألوان
مساحة حرة لمشاركات القراء

1 تعليق

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا