رزان
بقلم/ جان روبنسون
ترجمة/ رزان محمود
“مارسي الحب كلما استطعتِ ذلك؛ إنه أمر جيدٌ لكِ.” كيرت فونجوت.
لازمني إيمان قوي حتى منتصف عشرينياتي، أنني غير قادرة على الوصول للرعشة (الأورجازم) مع شريكي أثناء ممارسة الحب. اعتقدت أيضًا أني الوحيدة في ذلك، حتى شاركت مشاعري مع أخريات قلن إنهن يواجهن صعوبات في الوصول للذروة مع شريك لهن. وعلى ما يبدو، هناك 10 بالمائة من النساء لم يشعرن بالرعشة، سواء مع شريك أو بدونه.
إذا كوّنّا نظام معتقداتنا على التجارب الأولى، فإن ما اعتقدت به من أولى تجاربي الجنسية أن “ممارسة الحب لا تدور حولي، ببساطة”، وربما حظيت بخمس رعشات فقط مع شريكي الأول في فترة عام كامل، وكانت جميعها أثناء المداعبة، حيث كانت ممارسة الحب مع حبيبي الأول عبارة عن حوار من طرف واحد دار حول سطر النهاية، ولم يكن بالضرورة سطري أنا. لكني أعطي العذر لنفسي ولحبيبي السابق، فبعد كل شيء، كنا في السابعة عشرة والواحد والعشرين من عمرينا، وما زلنا نستكشف أنفسنا. تذكّري أننا لم نولد محبين عِظام. كما أن ممارسة الحب تشبه العلاقات الإنسانية، لأن كليهما يحتاج للعمل عليه. إذا اعتقدتِ بأنكِ ستطفين على فراشات شهر العسل في الحب أو الجنس، فإنكِ إذن حمقاء.
لذا، فلنحاول معًا الهروب من الممارسة البائسة للحب، ولنبدأ في الإحساس بالرعشات كأنها عمل مقدس.
1- يجب أن تتحدثا حول ممارسة الحب
لم يسألني أبدًا شريكي الأول عما أحب، وأنا بدوري لم أخبره. لم نتحدث أبدًا عن ممارسة الحب، رغم أن هذا أمر مهم جدًا. خارج غرف النوم نختلف جميعًا فيما نفضّل. فمثلاً، يحب البعض القهوة السوداء، بينما يفضلها البعض الآخر مع كمية مهولة من الكريمة، ويكرهها آخرون ويفضلون عليها الشاي. بالطبع نحتاج للحديث عما يجعل شبقنا يشتعل.
البعض يفضل ممارسة الحب ببطء، بينما يحب الآخرون أن يجعلوا منه رقصة محمومة.
البعض يميل للاستحمام أولاً، بينما يثير الآخرون رائحة عرق شركائهم.
البعض يفضل أن يلعب أدوارًا تمثيلية، بينما يستثير البعض الآخر الكلام البذيء.
البعض يخشى وبشدة من أدوات التقييد إذا أريتها له بهدف ممارسة الحب العنيف.
يحب البعض فعلاً لمس القدمين.
يحب البعض الممارسة العنيفة، مثل نزع الشعر أو الخنق، بينما يكره الآخرون ذلك.
يريد البعض أن يبدؤوا ممارسة الحب بأفواههم، مثل المداعبة بالتقبيل لمدة ثلاثين دقيقة.
يحب البعض ممارسة الحب في أثناء الاستحمام، بينما يسقط الآخرون حينها ويدقون عظامهم وبالتالي يكرهون الأمر برمته.
تحب بعض النساء ارتداء الكعب العالي والدانتيل.
يحب البعض المظهر الطبيعي، بينما يقول لكِ الآخرون أن تزيلي كل ذلك الشعر.
ما أعنيه هو، يا للهول! ممارسة الحب معقدة جدًا! هل تعتقد أنك ستمضي في هذا العالم بكتاب توضيحي عن الجنس وعمّا يفضله كل رجل/ امرأة؟
إن ممارسة الحب مع حبيب جديد يشبه تعلّم لغة جديدة، حيث لكل جسد احتياجات ومتطلبات مختلفة. هل تتوقع أن تفعلها في الظلام، أعمى، بلا كلمات تتبادلها وأن تشعر بالسحر يغمرك بعد ذلك؟ بالعكس، لأن الأمر يتطلب الحديث والصبر والتفهّم والوقت والتجريب.
تعرفي على: ما هي الرعشة الجنسية عند النساء؟
2- يجب أن نفهم جسدينا معًا
حينما تشاركين شخصًا لأول مرة الفراش تبدين مثل قماش اللوحة الزيتية الخالي، بالفرش غير الملموسة والطلاء الذي يجب أن تبتكريه مثلما لم يحدث من قبل. من أجل الاستمتاع بممارسة الحب، يجب أن نتحدث نفس لغة شفاهنا وأطرافنا وقلوبنا، وكل شيء آخر بينها. في البداية، قد يبدو صعبًا الحديث عن حقيقتنا الجنسية، لكني أعدكِ بسهولة الأمر بعد ذلك. هناك بالفعل شريك سيلتهمك ويتمتع برقتك، من سيرجوكِ للحديث بصوت أعلى من صوت حبكِ. كما أننا نحتاج للشعور بالترابط.
نحن بحاجة للشعور بأننا على مرأى ومسمع ومفهم من شركائنا، من أجل الحصول على ممارسة حب حميمية غير مسبوقة. يجب أن نشعر بأننا على صلة ليس بأنفسنا فقط بل بشركائنا أيضًا. ففي النهاية، سنعتصر بعض التواصل الناتج عن ممارسة الحب، سواء كانت ممارسة سلبية أم إيجابية، لكننا يجب أن نكون على حذر عندما نعتمد على الجنس بوصفه المصدر الرئيسي للحميمية والتواصل في العلاقة.
3- كلما قويت العلاقة قبل خلع ملابسكِ أصبح الأمر أفضل
يجب أن نخلي الساحة من ناحية الطاقة، قبل أن نصبح منفتحين وهشّين ومتاحين لممارسة الحب.
“دائمًا ما يتمحور الجنس حول المشاعر. يتعلق الجنس الجيد بالمشاعر المنطلقة، بينما السيئ يدور حول المشاعر المكبوتة”. ديباك تشوبرا.
جزء من ممارسة الحب يرتبط بالتعرّي، أليس كذلك؟
جرّبي أداء نشاط قبل الممارسة الفعلية، حيث تصبح كل المشاعر العالقة داخل جسمك، الناتجة عن اليوم الذي مررتِ به، تصبح كلها قطع ملابس. والآن، اخلعيها واحدة بعد الأخرى. افعلي كل ما يتطلبه الأمر من أجل ذلك. استمري في هذا النشاط وحدك أو مع شريكك، وبذلك تصبحين عارية عاطفيًا وجسديًا. إذا كان هناك ما لم تقوليه، فإنه سيفصح عن نفسه بسهولة بين أغطية الفراش. إذا شعرتُ بالكبت العاطفي، أو بالحساسية غير المعالجة، فإن هذا يخلق بداخلي جدارًا كبيرًا، فأنا داخل جسمي، ولستُ جسمي نفسه. عندها لا أستطيع المشاركة كليةً في الأحاسيس والتجربة، ولذلك لا أستطيع الحضور.
4- حينما تتحدثين عما تريدينه في الفراش، ركّزي على مديح الأشياء التي يفعلها شريكك بدلاً من قول “لا أحب ذلك”
ما زلتُ أتعلم طلب ما أريد، ألا أكون خجلى أو محرجة أو أشعر بالعار أو الخوف، حينما أتحدث لمن أحب. أن أقول بحرية دون تردد: “أحب حينما تتحرك ببطء، هكذا، وأن تتجه لهناك، إلى اليسار” وعلى الرغم من أني أحيانًا أريد أن أجلس معتدلة وأقول “ما الذي تفعله هناك؟” فإني لا أفعل ذلك. لأن هذا غالبًا ما سيصده عن الاستمرار، ويجعله يشعر بعدم الأمان، ويقلل من استعداده لسماع تعليقاتي وملاحظاتي.
مثلما يصبح في بعض الأحيان الصياح في وجه شريكك حينما ينسى إخراج القمامة أقل فاعلية ونجاحًا من مديحه حينما يخرجها بالفعل. تسجل عقولنا ملاحظات بالمديح، فحينما نفعل شيئًا يُسعد من نحبهم، نميل بتلقائية إلى تكراره، لأننا نحصل على الجائزة. مَن لا يحب الجوائز؟
عند التواصل، تدربي على الحديث أكثر على ما تفضلين، وأن تقللي الملحوظات حول ما لا تحبذين. لكن بالطبع، حينما تشعرين بعدم الارتياح حيال شيء ما أو لا تريدين المشاركة الجنسية بطريقة معينة، يجب أن تضعي الحدود، وأن تقولي لا. كوني حازمة. يجب أن يصبح الجنس آمنًا.
5- استعمل يديّ لتكون المعلّم
أحوّل حبيبي لطالب فيما يخص ما يجعل جسدي مشدودًا، يرتعش، يرتجف، ثم ينفجر لشظايا من البهجة والسعادة. أصبح اعتقادي السابق “لا أستطيع الوصول للرعشة مع شريك” أسطورة. بل أنا قادرة، أستطيع جدًا الوصول إليها، لكني بحاجة لتعليمك ما أريده.
6- يجب أن تصبحي مشاركة في ممارسة الحب وليس متفرجة
أدركت في بداية عشرينياتي أنني ما زلتُ مستمرة في ممارسة الحب بوصفي متفرجة. ظلّ الجنس متعلقًا بحبيبي، بينما لم يوضع رضاي على الساحة. لذا، قلبت الطاولة على ما اعتقدت، وبقوة. تحوّلت ممارسة الحب لتشملني، أردتُ أن أشارك في صنع متعتي، أنا أنانية يا عزيزي، يمكنك أن تراهن على ذلك. هناك سنوات من ممارسة الحب التي لم ترضني، ويجب أن أعوّض ذلك. أدركت أنه لي الحق في العطاء، وأيضًا في التلقي، وأن كل ذلك الأمر المتعلق بالمتعة ليس شارعًا أحادي الاتجاه.
7- أنا مسؤولة كل المسؤولية في كل المرات التي شعرت فيها بالضيق
أدركت أنه بقدر ما أردت إدانة كل شركائي السابقين على عدم رضاي جنسيًا، فلم يكونوا هم من يتحملون اللوم، كانت أنا. لم أكن متمكنة جنسيًا كفاية، لم أقم بواجبي من العمل، لم أتجه ناحية الجنس بالطريقة التي احتجتها.
ولذلك، كيف تغلبت على اعتقادي الخاطئ أنني “لا أستطيع الوصول للرعشة مع شريك”؟
اعترفت بمسؤوليتي، ومن ثمّ نجح الأمر. ليست الرعشة أمرًا سهلاً يا عزيزي.
8- وجدت شركاء أنجذب عاطفيًا نحوهم بشدة
“يعتبر الجنس دون حب أمرًا فارغًا وسخيفًا مثلما الحب دون جنس”. هانتر س. تومسون.
قضيت وقتي أفكر وأقرر إذا كان هذا الرجل يستحق قلبي وعقلي وجسدي، أم لا. لم أكن أعامل جسدي كمعبد، وهو ما كان عليه فعلاً. لكني غيّرت أسلوبي الآن. الآن أمتدح جسدي وأستمع إليه، أصبحت صبورة للاستماع إليه والتوجّه ناحية احتياجاته. فهو الرئيس، وبعد أن قضى وقتًا طويلاً مكمم الفم وأخرس، حان الوقت كي يعبِّر عما يشاء.
9- ثم استحضرت ثقتي.. الجزء المتعلق بماذا أفضِّل إلى ممارسة الحب
لقد توصلت منفردة لأعرف ماذا أحب، ثم شاركت تلك المعرفة والرحيق الحلو مع شريكي. وعندما فعلتُ ذلك، التهمها مشتاقًا. كان الرجال الذين ارتبطت بهم جائعين لمعرفة ما يدور بذهني، لأن تعطيهم النساء المتمكنات الاتجاهات كي لا يضلوا طريقهم في الظلام. أخبرني رجل مؤخرًا أن أكثر ما أثاره كان حينما عرفت امرأته ما تحب من أمور في الفراش، ولم تكتفِ بإخباره، بل أرته.
هذا هو الأمر: إنها إشارة البدء للحديث عن حقيقتكِ الجنسية.
ما زلت في طريقي باتجاه التمكين الجنسي. ولا أظن حقيقة أنه بإمكان شخص إتقان ممارسة الحب. لا يمكننا معرفته كله، ولهذا سأكون دائمًا طالبة أتلقى المزيد من العِلم. ربما لا نستطيع دائمًا الحصول على الصواريخ والألعاب النارية، لكنها موجودة، رغم ذلك. إذا شاركتني في المعتقد الذي حاربت من أجله، أشجعكِ أن تذهبي لهناك، لحيث أفيالكِ البنفسجية المتعلقة بممارسة الحب، وأن تقضي الوقت تحادثيهم وتفهميهم.
فأنتِ هنا لكيلا تحظين بأقل من ممارسة مذهلة للحب.
المصدر: اضغط هنا