عزيزتي الأم.. عليكِ أن تعرفي أنه مثلما تؤثر الحالة المزاجية والنفسية لدى الأشخاص البالغين على مسار حياتهم، فالأطفال أيضًا يمتلكون حالة نفسية يصيبها ما يصيبنا، ومن الممكن أيضًا أن يصاب الأطفال ببعض الأمراض التي تتطلب أحيانًا تناول الأدوية تحت إشراف الأطباء المتخصصين، ومن الواجب على الأم الانتباه لكل تغير في حياة الطفل، دون مبالغة وتهويل، لكن أيضًا دون إهمال وتهاون. لذا كيف أعرف أن طفلي يعاني فرط الحركة أو تشتت الانتباه أو يعاني اكتئاب الأطفال ؟
التعرف على إصابة الطفل بفرط الحركة وتشتت الانتباه
“بقى مهمل وبيضيع حاجاته باستمرار، وكل همه اللعب والتنطيط وإنه يتحرك، حتى لما بيروح تمرين الكورة بتاعه مش بيلتزم باللعب ولا بتعليمات المدرب، والمدرسين بيشتكوا دايمًا إن كلامه كتير ومش بيركز، وطبعًا مستواه الدراسي عمال يقل”.
“مستواه الدراسي بيقل وبقى قليل الكلام وانطوائي، وأحيانًا كتير بيبقى ساكت، حتى النادي والتمرين اللي كان بيحب يروحه بقى بيروحه بصعوبة، وآخر مرتين رفض إنه يروح. كنت فاكرة حد ضايقه بس لما سألت المدرب قال إنه ملاحظ إن من فترة وهو مش مهتم بالتمرين، وكمان الرسم والألوان اللي بيحبها مش مهتم بيها زي قبل كده”.
ما سبق هما شكوتان لأمين لاحظتا فجأة تغيرًا في مزاج طفليهما وسلوكيهما.
في هذا المقال ستنتاول اثنين فقط من الأمراض التي تتطلب استشارة الطبيب لتحديد مسار العلاج المناسب.
تعرفي أيضًا على: أشهر 10 مخاوف عند الأطفال وكيفية التعامل معها
الاكتئاب عند الأطفال
أثبتت الدراسات أن في حال ظهور أي من أعراض للاكتئاب على الطفل، لمدة تزيد عن أسبوعين متواصلين، يجب استشارة الطبيب النفسي فورًا
يعرف الاكتئاب -بحسب منظمة الصحة العالمية- على أنه مرض يميزه الشعور الدائم بالحزن وفقدان الاهتمام في الأنشطة التي يتمتع فيها الشخص عادة، وهو يقترن بالعجز عن أداء الأنشطة اليومية لمدة أسبوعين على الأقل.
وبالرغم من أنه مصطلح مقرون بأمراض الكبار والبالغين، فإن الدراسات الحديثة تؤكد احتمالية إصابة الأطفال بالاكتئاب.
أسباب الاكتئاب عند الأطفال
- أحداث مجهِدة عصبيًا يتعرض لها الطفل كتعرضه لصدمة، مثل وفاة أحد المقربين أو طلاق الوالدين أو الانتقال من مكان لآخر ليترك وراءه بيئته وأصدقاءه.
- تناول بعض الأدوية، مثل بعض أنواع الأدوية المخدرة للألم.
- التاريخ العائلي،حيث وجد أن الأطفال الذين يملكون عائلات سبق تعرض أفرادها للاكتئاب أكثر عرضة من غيرهم.
تعرفي أيضًا على: الأمراض النفسية لدى الأطفال
أعراض الاكتئاب عند الأطفال
- فقدان الثقة في النفس.
- اضطراب في الشهية، إما بالرفض التام للأكل وإما الشهية المفتوحة باستمرار، مما يؤثر على الوزن قطعًا.
- اضطراب في النوم، إما بالنوم كثيرًا وإما ندرة أوقات النوم.
- الشعور بالملل في معظم الأوقات.
- الانفعال دون سبب واضح.
- التأخر في التحصيل الدراسي.
- صعوبة التركيز والتفكير واتخاذ القرار.
- الشعور بالعجز أو الذنب، حتى لو السبب لم يكن له يد به (مثل موت حيوانه أو مشاجرات بين الوالدين أمام الطفل).
- الشعور الدائم بالحزن حتى في أوقات الفرح.
تعرفي أيضًا على: كرب ما بعد الصدمة عند الأطفال: أعراضه وعلاجه
تشخيص الاكتئاب
أثبتت الدراسات أن في حال ظهور أي من أعراض للاكتئاب على الطفل، لمدة تزيد عن أسبوعين متواصلين، يجب استشارة الطبيب النفسي فورًا.
فرط الحركة وتشتت الانتباه عند الأطفال attentiondeficit hyperactivity disorder (ADHA)
كما هو واضح من اسم المرض، فهو يتكون من جزأين معًا، من المحتمل أن يطغى أحدهما على الآخر، لكن يلزم وجودهما معًا، حتى نتمكن من القول بأن الطفل مصاب بفرط الحركة وتشتت الانتباه.
أعراض فرط الحركة وتشتت الانتباه عند الأطفال
يجب الطفل في بيئتين مختلفتين، حتى يمكن القول بأنه مصاب بالمرض، فمثلاً يتشتت انتباه الطفل في المدرسة، لكنه منتبه وملتزم في التمرين فلا يعد مصابًا بتشتت الانتباه
- لا يستقر في مقعد أبدًا، فهو دائمًا ما يحرك أطرافه بوضوح.
- دائم الثرثرة.
- يقاطع الآخرين دائمًا.
- لا يلتزم بالدور أبدًا.
- يبدأ الإجابة قبل انتهاء سؤال من يسأله.
- عدم القدرة على إنجاز أي عمل.
- كثرة النسيان.
- يفقد أشياءه الثمينة.
أسباب فرط الحركة عند الأطفال (ADHA)
- تدخين الأم للسجائر.
- تعاطي الكحوليات.
- تعرض الطفل للملوثات البيئية المختلفة، مثل عوادم السيارات.
- الولادة المبكرة التي تجعل الطفل منخفض الوزن.
- الإصابات الشديدة بالرأس.
هل فرط الحركة مرض؟
علاج فرط الحركة عند الأطفال
- يجب أولاً متابعة الطفل في بيئتين مختلفتين، حتى يمكن القول بأنه مصاب بالمرض، فمثلاً يتشتت انتباه الطفل في الحصص المدرسية، لكنه منتبه في النادي وملتزم بتعليمات المدرب، لا يعد الطفل في هذه الحالة مصابًا بتشتت الانتباه. من الممكن وقتها أن يكون السبب هو ضعف أسلوب المدرس مثلاً.
- ينصح الأطباء في حال ظهور بعض الأعراض مجتمعة في الطفل لمدة تزيد عن ستة أشهر متصلة، مما يمنع الطفل من متابعة حياته بعادية، بضرورة مراجعة الطبيب.
مصادر
