ما هو الابتزاز العاطفي وكيفية التعامل مع الشخص المبتز عاطفيا

1924

أغلبنا واجه في الصِغَر مشكلة الأصدقاء الذين يستغلونا عاطفيًا أو تستمر محاولاتهم في ابتزازنا في مقابل الصحبة أو اللعب.
ويجب أن نعرّف أبناءنا أولاً على معنى الابتزاز حتى تتكون لديهم فكرة عن المشكلة.

الابتزاز هو أن نقوم بعمل شيء غير مناسب لنا لإرضاء شخص ما، لعدم رغبتنا في إساءة علاقتنا معه، ولأن ممارس الابتزاز العاطفي غالبًا يكون قريبًا من الشخص الذي يمارس عليه الابتزاز ويعرف جيدًا تأثيره على الشخص الآخر، فيختار بدقة الوسيلة التي تجعل الشخص الأضعف يوافق على طلباته ويخضع لها.

غالبًا يكون الشخص المبتز متأكدًا من تأثيره ولا يتوقع رفض طلبه بأي شكل من الأشكال، وحتى لا ننجرف في الحديث عن الابتزاز العاطفي بشكل مطلق سأبدأ في الحديث عن نماذج معينة من الابتزاز العاطفي المنتشرة بين الأطفال، مثل الابتزاز في مقابل الصحبة أو اللعب، بمعنى أن يقوم طفل أو مجموعة من الأطفال بفرض طلبات معينة على طفل آخر، كالتحكم في ممتلكاته وأدواته في مقابل صحبتهم أو اللعب معهم، وتهديده بالعزل الاجتماعي أو البقاء بمفرده دون صحبه في حالة رفضه.

الحالة الثانية المنتشرة هي التهديد بالخصام في حالة الإبقاء على صحبة صديق أو أصدقاء آخرين، بمعنى أن يقوم أحد الأطفال على خلاف مع طفل آخر ويهدد صديقًا مشتركًا بينهما بقطع علاقته به في حال استمرار مصاحبته للآخر.

هناك حالة أخرى، وهي تهديد الطفل بإفشاء سر معين في حالة عدم تنفيذ طلب الطفل المبتز، وربما تكون تلك من أصعب المواقف التي يتعرض لها الطفل، ويقف فيها عاجزًا تمامًا عن التصرف خائفًا من عقاب المعلم أو الوالدين في حال معرفة سره الذي ربما كان خطأ طفوليًا عاديًا، لكنه يتضخم أمام الطفل بفعل الخوف والضغط.

ما الفرق بين الابتزاز والخلاف العابر مع الأصدقاء؟

في حالات الابتزاز تكون العلاقة بين الطفلين غير سليمة، فالطفل يشعر بالخوف والإهانة ولا يرغب في التعامل مع الطفل الآخر، لكنه لا يستطيع الرفض ويشعر بعدم القدرة على مواجهته.

أما الخلافات العادية فهي تحدث بين الأطفال وتختلف عن الابتزاز، لأن الأطفال تكون بينهم علاقات متكافئة، بحيث لا يفرض أحدهم شيئًا على الآخر.

النماذج كثيرة ومنتشرة بين أطفال المدارس، ولكل طفل غالبًا حكاية تخصّه في موضوع الابتزاز، ويجب على الأهل مصاحبة أبنائهم ليكونوا صرحاء معهم، لأن الطفل في هذا الوضع يشعر بضعف ومهانة وعزلة، ويظن دائمًا أنه المخطئ.

لذلك شجعي أطفالك على التحدث إليكِ وحاولي التعرف على أصدقائهم، ستجدين دائمًا اسمًا يتكرر بشكل سلبي أو بنبرة كارهة؛ حاولي التعرف على الأسباب.

شجعي أطفالك دائمًا على رفض ما لا يفضّلونه من تصرفات من أصدقائهم، وعلميهم أن الصداقة يجب أن تقوم على التكافؤ بين الأصدقاء، وأن الصديق الذي يجبرني على إعطائه أشيائي أو يهددني بفضح أسراري ليس صديقًا حقيقيًا، وهو في الحقيقة شخص تافه وضعيف عكس تصوري عنه.

شجعي طفلك دائمًا على مواجهة هذا النوع بالرفض الصريح والمباشر لما يطلبه منه، سواء كانت طلبات مادية أو معنوية، وسينبهر طفلك من النتيجة، لأن الطفل الذي يبتز أصحابه غالبًا ليس لديه خطط بديلة في حال رفض من حوله لأفعاله، لأنه فعليًا لا يملك أي سلطة على الآخرين، ومواجهته برفض طلباته يربك كل مخططاته.
حتى إذا هدد طفلك بإفشاء أسراره كأخطاء قديمة ارتكبها مثلاً، اذهبي إلى المدرسة وتحدثي مع معلمة الطفل، اجعلي طفلك يواجه الطفل المبتز بأنه اعترف بخطئه واعتذر عنه وأنه لن يخضع من جديد لتهديدات الطفل الآخر.

الطفل الذي يتعرض لهذه المواقف يصبح مهزوز الشخصية، غير واثق من نفسه، ويعتاد على الموافقة على كل شيء، ولا يستطيع تحديد الأوقات والأشخاص الذين يقول لهم “لا”.. علمي طفلك دائمًا أن يقول “لا” في الوقت المناسب، سيكون ممتنًا لك طوال العمر.

علمي طفلك الفرق بين الصداقة والابتزاز.. وعملية مواجهة الابتزاز

المقالة السابقة15 شخصية.. 15 درس من المسلسل الملهم جرايز أناتومي
المقالة القادمة7 تطبيقات تعليمية قبل دخول المدارس

1 تعليق

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا