قصة مسلسل مطلوب رجال: هل يطرح قضية المرأة العربية بصدق!

بعد أن شاهدت مسلسليّ “حكاية بنت اسمها ذات” و”سجن النسا” العام الماضي، قررت هذا العام أن أعطي الدراما العربية فرصة، علّني أصبح من عشاقها.

حلّقت مع “الخواجة عبد القادر” حتى وصلت السماء السابعة، ثم سقطت في عفن الواقع مع “بدون ذكر أسماء”، ويد الواقع سلّمتني لمتاهة من المؤامرات تسمى “نيران صديقة”.

وحين خرجت من تلك المتاهة واسترددت أنفاسي، سألت نفسي: أي عالمٍ أود الرحيل إليه بعد ذلك؟

تذكرت “مطلوب رجال” المسلسل الذي جمع ممثلين من كل أرجاء الوطن العربي. قلت لنفسي: لمَ لا؟! لنشاهد الوحدة العربية التي فشلت في أن تتحقق على أرض الواقع، ونجح عمل فني في تحقيقها.

قصة مسلسل مطلوب رجال

مطلوب رجال مسلسل اجتماعي يقع في تسعين حلقة، مأخوذ عن مسلسل فنزويلي. تدور أحداثه في مدينة دبي، ويناقش قضايا المرأة العربية من خلال استعراض حياة مجموعة من النساء.

شخصيات مسلسل مطلوب رجال

هالة

واحدة من سيدات المجتمع، ناجحة، جميلة، زوجة، وأم. لا ينقصها شيءٌ يدفع رجلها لامرأة أخرى، مع ذلك عانت مرارات الخيانة الزوجية. سامحت مرة، والثانية لم تستطع، فقد حوّلها الوجع لامرأة أخرى، لا تمت للمتسامحة الأولى بأي صلة.

نادين

المرأة الطموحة، المختلفة، والمعتدة بذاتها على الدوام. تربت في غياب الأب، كانت والدتها -المرأة العملية جدًا- الأم والأب معًا. شبّت نادين تهاب المسؤولية، فنزعت عنها كل رغبة في إنجاب الأطفال، كانت ترى فيهم مسؤولية أكبر منها، وقيد سيمنعها عن طموحها.

قابلت هاني الذي أحب اختلافها، وجنونها -على حد قوله- وتقبل رغبتها في عدم إنجاب الأطفال، فكان الزواج، الذي انتهى بعد خمس سنوات، لأنه أخلّ بالاتفاق وأراد أن ينجب ويكوّن عائلة.

عبير

المرأة الطموحة، الناجحة، والجميلة، لكنها على عكس نادين، تمكنت منها الرغبة في إنجاب طفل حد الهوس. كانت تريد طفلاً بكل قوتها، حتى إن اضطرت لشراء زوج يمنحها الطفل وينتهي دوره عند هذا الحد.

مريم

الأرملة المدللة، الحياة في قاموسها تعني المال والجمال. أصابتها لعنة التسوق حتى بددت الثروة التي تركها زوجها، وأوشكت على الإفلاس، فالتسوق عندها علاج للحزن، للملل، للاكتئاب، ولافتقاد الزوج. لم تقتنع أن الحل لكي لا تفلس أن تقتصد في المصروفات، كلا؛ مريم المترفة لا تناسبها هكذا حياة، فكان الحل الزواج، الزواج من أي رجل، المهم أن يكون فاحش الثراء. تارة تلتقطه من مجلة تهتم برجال الأعمال، وأخرى من أحد التجمعات التي لا تكف عن حضورها.

لورا

نموذج المرأة شديدة الجمال، الشابة المغرية التي يتهافت عليها الرجال. طموحها المال، الرفاهية، والترف. ترى أن هكذا جمالاً لم يُخلق عبثًا، ولا يستحق أن يسحقه الفقر. أرادت هي الأخرى رجلاً ثريًا، لا يهم إن انتزعته من امرأة أخرى وأبناء، لا يهم إن وضعت الخطة تلو الخطة لتستأثر به وحدها، خطط ينحني لها الشيطان احترامًا وإجلالًا.

آية

تمثل شريحة واسعة من فتيات الوطن العربي الحالمات، التي ترى الرجل دائمًا في صورة المخَلّص. في حالة آية كان الحبيب المهرب من المشكلات التي لا تنتهي بين أبوين غير متفاهمين على الإطلاق. تشبثت بفرصة العمل خارج الوطن لتهرب من هذه المشكلات من ناحية، ولتكون بجوار الحبيب المغترب من ناحية أخرى. تجربة العمل والاستقلالية صنعت من آية فتاة أخرى مكتفية بذاتها، تنظر للحب من منظور مختلف عن الخلاص والاحتياج أحادي الجانب.

نساء ورجال

المسلسل مليء بحكايات النساء، فما سردته جزء يسير فقط. ما زال هناك زين، ديانا، كندة، سارة، داليدا، نايلة، ليلى… وكثيرات غيرهن. ستجدين فيهن المتحررة، المحافظة، اليسارية، المستهترة، والمعقدة، يجمعهن أن كلهن عاملات، من سيدة الأعمال حتى عاملة النظافة، كلهن مغتربات، ولكل واحدةٍ منهن مشكلاتها وأوجاعها الخاصة.

يقدم المسلسل كذلك عرضًا لنماذج مختلفة من الرجال، ففي حياة كل امرأة رجل.

نصيحة

المقال محاولة مني لاستفزاز القارئة العربية لمشاهدة المسلسل، وسأكون صريحة، لا تتوقعي أن تشاهدي ملحمة كـDesperate Housewives””، لكن المسلسل نموذج جيد جدًا لحياة المرأة العربية في المجتمعات الاستهلاكية.

وانطلاقًا من مبدأ “الذكي يتعلم من خطئه، والأذكى يتعلم من خطأ غيره” شاهدي المسلسل، اطّلعي على التجارب المقدمة فيه، راقبي الأخطاء، وخذي العبر. ربما تماست تجربة إحدى البطلات مع تجربتك، أو جنّبتك حكاية واحدة منهن أن تخوضي تجربة أنتِ في غنى عنها.