بقلم/ مي نجم الدين
رغم أنني متزوجة، ولكن لم يراودني هذا التساؤل إلا حين تكلمت مع أخت صديقة عمري الصغرى التي انفصلت عن زوجها الثاني منذ فترة بسيطة، بعد زواج قصير لم يكمل عامين، وكان بينه وبين الطلاق من الزواج الأول أقل من عام.
ورغم أنها كانت من طلب الطلاق لكنها في جلسة فضفضة بناتي ليلية صارحتني بنوبات خوف تطاردها عندما تشعر أنها بحاجة إلى عمل علاقة، واعترفت بتسرعها عندما لجأت لزوجها الثاني فقط لتعيد إلى روحها وجسدها العلاقة الزوجية التي أصبحت لا تستطيع الاستغناء عنها.. فقد جاء الزواج الثاني لها متسرعًا بدون حسابات بعد أن نصحتها إحدى قريباتها بأن هرموناتها زائدة وتحتاج للزواج!
ولذلك فاستكمالاً لكلامها قررت أن تتزوج مرة أخرى خوفًا على نفسها، والنتيجة كانت طلاقًا آخر.
وهنا كان السؤال: كيف تتعامل المطلقات والأرامل مع هذا التغير؟ وهل هناك حلول أخرى غير الزواج؟
في البداية يجب أن نعترف أن العلاقة الزوجية من أجمل وأصح الأشياء التي يتشارك بها أي زوجين، فجميعنا عندما كنا بنات ومراهقات كنا نتخيل الجنس بشكل مختلف، ومعظمنا تربى على أنه شيء خاطئ وعيب، ولكن بعد الزواج اكتشفنا أن هذه العلاقة يمكن أن تجعل كثيرًا من السيدات يتحملن أوضاعًا سيئة ويغفرن لأزواجهن الكثير من الأخطاء.
تلك العلاقة تصبح أحد خطوط الدفاع حين ينهار هذا الزواج، فهذه هي المودة والرحمة التي ذكرنا بها الله ورسوله، فالأمر أشبه بأكلة دسمة طيبة المذاق لن تفتقد طعمها سوى من حظت بتذوقها، ولذلك الأمر أصعب بالنسبة للمطلقة والأرملة عن الآنسة أو الفتاة التي لم تتزوج بعد.
تعرفي على: تعديل سلوك الطفل الجنسي وعلاجه
لا أملك سوى بعد الخبرات القليلة التي اكتسبتها من حكايات عاشتها صديقات لي ونتائج توصلن إليها، فلديَّ تلك الصديقة اللطيفة ذات الروح الإيجابية التي لا تجمعني بها سوى تعليقات مبهجة على الفيسبوك ورسائل سريعة على الماسنجر ومقابلتين في مناسبات مختلفة.
هي أم لطفل وفجأة حدث الطلاق واختفت فترة ليست بطويلة، لتعود أجمل وأكثر إشراقًا خصوصًا بعد أن حققت حلمًا قديمًا بتعلم واحتراف تدريب الزومبا، وأصبحت تظهر في معظم صورها سعيدة وتلبس ملابس الزومبا بألوانها المبهجة وترقص في أكثر من مناسبة.
أما صغيرها فقد توارى ظهوره في الصور.. لم أتردد في سؤالها عن موضوعنا، ماذا فعلت بعد طلاقها عندما شعرت بافتقاد العلاقة الزوجية، لـفاجأ بردها: سأبوح لكِ بالسر.. زوجي كان كتلة كسل، فأنا دينامو أتحرك دائمًا ولديَّ ما يكفي من الخطط اليومية، وهو لا يقوم إلا بعمله الصباحي ثم يحتضن الفراش، أنا مغامِرة بطبعي وأتخذ قرارات سريعة مصيرية، وهو يعشق الملل ويتمسك بروتينه، وكانت العلاقة التي تجمعني به على الفراش أجمل ما في زواجنا، هي والصغير.
كان الموضوع بحق ممتعًا وصحيًا بالنسبة لشخص مثلي ينام ومخه يستمر في التفكير، فكان الوضع ينعكس ليصبح هو الدينامو والمحرك لي، ولكن ظروف الحياة وصداماتها جعلتني لا أطيق الاستمرار، ورغم أنها أكثر شيء سأفتقده معه لكني مع الوقت شعرت بأنها ليست كافية بالنسبة لي، وطلبت الانفصال، ووافق هو بعد انزعاجه من طموحي، وقالها لي يوم طلاقنا كالواثق: لن تجدي رجلاً مثلي.. ستقضين أسوأ لياليكِ وحيدة في المساء!
لن أنكر أن كلمته أصابتني بالقلق، وجاءت فترة تعب بعد الطلاق، وكان هذا أحد أسبابها ولم أهدأ إلا عندما قررت زيارة معالج نفسي لأول مرة في حياتي، وتكلمت معه وأنا خجولة، ولكن رده بأن كثيرًا من السيدات يلجأن له بعد طلاقهن طمأنني، ثم سألني عن عملي وأمرني أن أُحلِّق وراء أحلامي التي كنت أتخيل أنها مستحيلة أو صعبة، فرددت بدون تردد أريد أن أرقص، فقال لي إذًا ارقصي!
بحثت عن هذا الكورس الذي أعاد لي جزءًا من روحي، التي كدت أفقدها مع هذا الرجل، وبجانب ذلك انصهرت في مهامي اليومية، فأنا أم لطفل أصطحبه إلى المدرسة ثم تمرينات السباحة ثم الدروس الخصوصية، وهذا هو ردي.. استبدلت العلاقة بشيء كانت تتمناه روحي.
الدكتورة هبة قطب ردت على هذا السؤال منذ فترة، وقالت إن الاندماج في الأعمال الخيرية أيضًا يلهي المطلقة أو الأرملة عن العلاقة التي افتقدتها، وهو حل ليس سيئًا بالنسبة لي، ولكني لا زلت أفضل حل صديقتي، وهذا لا يمنع أن نترك الباب مواربًا، فهناك العديد من المطلقات والأرامل قد حظين بأزواج أفضل بكثير.
مثل صديقة أخرى تزوجت من رجل أحلامها بعد طلاقها، وقالت لي بالحرف الواحد: أشعر بأنني عروسة جديدة وكأن لم يلمسني رجل غيره.
فالحل ببساطة في تغذية روحك يا عزيزتي بشيء آخر كنتِ تتمنيه.. سافري.. اندمجي وسط مجتمع جديد.. حققي أحد أحلامك القديمة، فهذا الحل هو بمثابة مهدئ قوي ممتد المفعول، ولكنه فعال جدًا، ومع الوقت ستحظين بعلاقة جنسية مع رجل تستحقينه مع مكملات أخرى.
هل هناك حلول أخرى غير زواج آخر؟