سمات الشخصية الانطوائية (NERD) وما هي مميزاتها؟

3612

هل أنت Nerd “نيرد”؟ حسنًا، رُبما عليك معرفة من هو النيرد أو الانطوائي قبل الإجابة، فوفقًا للويكبيديا فإن نيرد هو مصطلح إنجليزي يُشير للشخص غير الاجتماعي، والذي عادةً ما يُفضِّل قضاء وقته بمفرده أو بأحسن الأحوال مع مَن يُشبهونه، فيما يصُب اهتمامه على أشياء وأنشطة غير مألوفة.

كأن يكون الشخص مولعًا بالمواد العلمية أو التكنولوجيا أو الخيال والفانتازيا، وبتبسيط غير مُخلّ يُمكننا القول إن أي شخص يهتم بأشياء غير تلك السائدة في بيئته، أو يُريد تحقيق ذاته من خلال وسيلة غير شائعة وغير نمطية، يُطلِق عليه أفراد القطيع “نيرد”.

ومع أن جرت العادة، وصف غير التقليدين بالـ”نيرد” كنوع من السُبَّة، وإصرار مَن حولهم على تغيير قناعاتهم وإجبارهم على السَير على النهج إذا ما أرادوا نول صَك القبول من باقي القطيع، وإلا سيكون مصيرهم التهميش أو الاستبعاد، إلا أننا اليوم سنستعرض معًا سمات الشخصية الانطوائية (النيرد) والأهم معرفة كيفية التفرقة بين الجيك والنيرد:

 

عشرة أسباب تؤكد أنه كم من الرائع أن تكون”نيرد”

تعرف نفسك جيدًا

أن يكون الشخص هو الأكثر اختلافًا عمن حوله، فهذا يعني أنه صادق مع نفسه، ويعرف جيدًا ما يعجبه وما يريده وما لا يحبه، مما ينتج عنه مطاردته لحلمه أينما كان. فعلى عكس الآخرين الذين يعيشون حياتهم من خلال عيون غيرهم، وحده “النيرد” يعرف شغفه جيدًا ويتبعه، ذلك الشغف الذي يُشعل وقود عالمه الداخلي ويجعله قادرًا على عَيش الحياة بشكل حقيقي لا من خلف حجاب.

أنت حُر

في مجتمعاتنا العربية سقف الحرية ضيق جدًا، فالجميع يتطفلون على تفاصيل حياة من حولهم، بل ويجدون ذلك أمرًا طبيعيًا، إن لم يكن مُستحقًا، متعجبين كيف للآخرين ألا يقبلوا منهم التَدَخُّل بقراراتهم، خصوصًا إذا كان المتطفلون هم الأكبر عمرًا، إذ يظنون أنهم يعرفون أكثر. وحده “النيرد” يتركونه يفعل ما يحلو له، لا عن اقتناع به، وإنما “رميًا لطوبته”، هكذا يجد الشخص المختلف نفسه أكثر حريةً عن باقي القطيع، يفعل ما يشاء وإن بدا خطأً بعين الكبار، فيخوض الحياة بجرأة، يفعل ما يُحب مُستمتعًا بسنوات عمره للحَد الذي كثيرًا ما يجعله مَحَل حسد من الآخرين، هؤلاء أنفسهم مَن يُعيبون عليه أفكاره.

علاقتك بالآخرين إيجابية

على عكس الحقيقة العلمية التي تَنُص على أن الأقطاب المتشابهة تتنافر، في حالة “النيرد” تحديدًا نجد أنها تتجاذب، فـ”النيرد” يجذب مَن هم على شاكلته، ليس بالضرورة لأنهم يتشاركون الاهتمامات نفسها، وإنما تجمعهم فكرة كونهم منبوذين وغرباء، والأهم طموحهم كي يكونوا أنفسهم ولا شيء آخر. وهو ما يوطد العلاقات ويسمح بأن تأتي متنوعة إلى حدٍ كبير، فتجمع بينهم روابط صحية على اختلافها، تُبنى بإيجابية وقوة، إذ يُساعدون بعضهم بعضًا على المُضي قدمًا في الطريق الشائك الذي اختاوره لأنفسهم على أمل الوصول.

تعرف كيف تتعاطف

أن يكون المرء مختلفًا فهذا يعني أنه يستطيع قبول اختلاف الآخرين، فيمنحهم التعاطف الحقيقي والصادق، فيما يتعامل معهم بلطف ويُشجعهم على عدم الاستسلام، والإصرار على أن يكونوا أنفسهم، دون شعور بالذنب أو تأنيب ضمير. بل وإذا لزم الأمر قد يمنحهم الحماية كذلك ويمنع عنهم أذى المُشوَّهين نفسيًا ممن حولهم، وهو ما يفعله بتلقائية ورحمة غير مُصطنعة، لأن هو نفسه كان مكانهم بوقتٍ سابق.

أنت عبقري، ها إيه تاني؟!

سواء كان مجال شغف “النيرد” يتعلّق بالأعمال الفنية أو الكتابة أو تصميم الأزياء، أو حتى الدراسة، ففي كل الأحوال هو يفعل ما يُحبه بإخلاص وحماس مُلهم، يجعله مثالاً يُحتذى به، حتى مِن هؤلاء مَن يُحاربونه، ذلك لأنه على الأغلب شخص خلاق ومُبدع يعرف كيف يبتكر الكثير من محض أفكار وأمنيات.

اقرأ أيضًا: اضطراب الاكتناز القهري عند الأطفال

يجدك الآخرون جذابًا

عادة ما يكون “النيرد” جذابًا للآخرين، سواء فيما يخُص الصداقة أو الارتباط العاطفي، فمن جهة المختلفون أذكياء، ومن أخرى مُثيرون للاهتمام. وفي نهاية المطاف الجميع يُريدون أن يكونوا حول أشخاص صُحبتهم ممتعة، ولا يُمكن التنبؤ بخطوتهم التالية تفاديًا للشعور بالملل، وهو ما يجعل النيرد شخصًا مثاليًا للارتباط به، في سبيل الدخول في علاقة مُتجددة كل يوم.

تسبق الجميع بخطوة

على الأغلب الشخص “النيرد” يسبق الآخرين بخطوة للأمام، ليس فقط لأنه يستطيع التنبؤ بخطوات واختيارات الأشخاص التقليديين من حوله، ولكن كذلك لأنه يقرأ الكتب بنَهَم ويُشاهد الأفلام، ويجمع المعلومات عن الكثير من الأشياء غير الشائعة، فمتى جاء الوقت وأصبحت منتشرة تجده لديه خلفية مُسبقة وشاملة قبل أي شخص آخر، وهو ما يجعله بالتبعية الأفضل للجوء إليه، سواء من أجل المزيد من الفهم أو لتحصيل المعلومات.

واثق من الفوز

حسنًا، يمُكننا القول بأريحية إن “النيرد” عادةً ما يتمتَع بثقة كبيرة بالنفس، وذلك لأنه مُتصالح مع هَويته ولا يشعر بزيفها، والأهم أنه اعتاد التصادم مع المجتمع منذ الصغر كلما أصر على أن يكون نفسه الحقيقية. وبالتالي لم يلبث أن يصل إلى الشعور بالراحة تجاه ما هو عليه، ضاربًا بآمال الآخرين فيه عرض الحائط، ومُعلنًا أنه سيكون نفسه وكفى، وليذهب العالم إلى الجحيم.

لا تشعر بالملل أبدًا ولا تخاف الوحدة

“النيرد” لا يهاب الوحدة، فهو يستطيع الاستمتاع بصُحبة نفسه، وأن يشغل حاله بأشياء كثيرة، يود فعلها أو القراءة عنها أو مُشاهدة أفلام وفيديوهات بشأنها. خططه ومشاريعه الكثير منها يُمكن تنفيذه مُنفردًا دون الحاجة إلى شركاء، ذلك لأن نبذ الآخرين له بالصغر جعله يعتاد الاعتماد على نفسه والاستمتاع بصحبة حاله.

تجيد حَل المشكلات

البقاء وحيدًا لفترات طويلة بجانب الهَوس بالكمال والوصول للهدف، يجعل صاحبه من ذوي النَفَس الطويل، الذين لا يستسلمون قبل الوصول إلى حل، حتى لو كان الأمر يتعلَّق بمجرد لعبة. وبالتالي فإن الشخص “النيرد” هو أفضل من يُمكن اللجوء إليه لحل المشكلات العويصة، لقدرته على منح الآخرين حلولاً خارج الصندوق.

اقرأ أيضًا: ولنا في القراءة حياة


مصادر:

metro.co.uk

www.wattpad.com

www.theodysseyonline.com

www.theodysseyonline.com

vocal.media

www.lifehack.org

المقالة السابقةالتعلم الذي يغير الحياة: حكاية إيفيلين بوريه وندى ثابت
المقالة القادمةانهيار وشيك
ياسمين عادل
امرأة ثلاثينية متقلبة المزاج، أعشق الرقص على السطور كتابةً، أُحب الفن بمختلف أنواعه وأعيش عليه. والآن كبرت وصار عليّ أن ألعب في الحياة عشرات الأدوار طوال الوقت، لأستيقظ كل صباح أُعافر حتى أستطيع أن أُحاكي بهلوانات السيرك فأرمي الكُرات المُلونة بالهواء ثم ألتقطها كلها في آنٍ واحد.

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا