10 خطوات ليوم ممتع بالمنزل

394

منار

تم نشرة في 04/01/2018

وقت القراءة : 3 دقيقة

قبل عامين فقط كان من السهل الحصول على بعض المتعة دون الغرق في حسابات كثيرة، فخمسون جنيهًا كانت ذات قيمة، كان من الممكن أن أقضي يومًا لطيفًا ولا أنفق أكثر منها، فالتاكسي من منزلي إلى وسط المدينة بثمانية جنيهات، وكوب الشاي في مقهى لطيف لا يتعدى عشرة جنيهات، وبما تبقى من الخمسين أحصل على قطعة حلوى لذيذة. خمسون جنيهًا لا أحتاج أكثر منها لزيارة سريعة لمصفف الشعر، وكافية أيضًا لمشاهدة فيلم ثلاثي الأبعاد في السينما. ولكن بعد تعويم الجنيه أصبحت لا تكفي وجبة غداء لثلاثة أفراد أحدهم طفلة لم تكمل عامها الثاني بعد.

 

قلقت كثيرًا عندما علمت بأمر حملي، فنعم أحيا أنا وزوجي حياة مستقرة ماديًا نوعًا ما، ولكن الأمر لا يحتمل ضيفًا جديدًا، ولكن والدتي طمأنتني قائلة “العيل بييجي برزقه” وأنا صدقتها.. ولكن والدتي لم تكن تعلم أن ولادة ابنتي سوف تتزامن مع تعويم الجنيه، الذي تسبب في غرقي أنا وزوجي حتى رأسينا في الهموم. أصبح كل شيء باهظ الثمن، والخروج وأفلام السينما ومصفف الشعر رفاهية لا نملكها. أصبحنا نلهث للحصول على الأساسيات لابنتنا الصغيرة ودفع إيجار الشقة وتوفير ثلاث وجبات متوازنة. لا نملك حتى الوقت للحفاظ على منزلنا نظيفًا، وبالطبع لا نملك وقتًا للراحة. 

 

وبينما أطارد الجنيهات وأُحلِّق عليها من اليمين واليسار حتى لا تغادرني سريعًا نسيت نفسي تمامًا، حتى انهرت وأصبحت قدمي تحملني بالكاد. وجدتني لا أتوقف عن البكاء، أتحدث إلى نفسي طوال الوقت متسائلة: متى سوف أرتاح يا ربي؟! حتى استيقظت من نومي يومًا مُتَّخِذة قرارًا هامًا. سوف أخلق يومًا شهريًا للترفيه دون أن أغادر المنزل أو أنفق أموالاً باهظة.

 

أولاً: على زوجي وابنتي العثور على ملاذ آخر لهما هذا اليوم

أيقظت زوجي من النوم وأخبرته أن يصطحب ابنتنا في زيارة لمنزل عائلته، فأنا لن أعد غداءً اليوم ولن أغير الحفاض.

تعرفي على: 4 خطوات لدهان الشقة بنفسك

ثانيًا: تجاهلت تمامًا أعمال المنزل المتراكمة بانتظاري

بعد أن غادر زوجي المنزل جال بخاطري أن أنظف المنزل سريعًا، لكني تخيلت يومي بين الصحون والغسيل وتنظيف غرف المنزل، فقررت أن أتجاهل أي مهام منزلية، فأنا لا أملك الكثير من الوقت لأضيعه، والأعمال المنزلية باقية لن تبرح مكانها.

 

ثالثًا: أعددت إفطارًا لذيذًا

نعم تجاهلت الصحون الكامنة في حوض المطبخ، ولكن لم أستطع تجاهل معدتي، وكان عليَّ قبل أن أبدأ يومي أن أعد إفطارًا لذيذًا وسريعًا، وأنا اخترت لإفطاري قرصًا من البيض بالمشروم والفلفل الرومي، وكوبًا من القهوة سريعة التحضير، مربى الجزر الأحمر المفضلة لديَّ ورغيفي عيش بلدي طازجين.

 

رابعًا: تناولت إفطاري في شرفة المنزل المُشمِسة

وأنا أستمع إلى عبد الوهاب وليلى مراد، تخيلت أني أتناول إفطاري جالسة في حديقة عامة على مفرش بسيط افترشته على النجيل.

 

خامسًا: تخلَّيت عن الإنترنت 

تخلصت من مواقع التواصل الاجتماعي ليوم فقط، فأعمال المنزل ليست هي فقط الوحيدة القادرة على سرقة الوقت، ولكن مواقع التواصل أيضًا.

 

سادسًا: شاهدت فرح سنية بنت الحاج عبد الغفور البرعي

حتى يحافظ هذا اليوم على رونقه وجب أن أشاهد شيئًا لذيذًا.. عمل تليفزيوني مُسلٍ أو فيلم دمه خفيف، ويجب أن أتجنب تمامًا الأفلام الجديدة، فأنا لا أريد أن أقع في فخ الفيلم المحبط أو حتى الملهم، فمن قواعد الانبساط عدم تشغيل الدماغ. احتفظت لهذه اللحظة ببعض أعمال على حاسوبي الشخصي، مثل فرح سنية بنت الحاج عبد الغفور البرعي، فلا شيء يضحكني مثله، وفيلم “خرج ولم يعد” للجميل محمد خان رحمه الله، مع كيس شيبسي عائلي وزجاجة مياه غازية حجم لتر.

 

سابعًا: طلبت وجبة البرجر المفضلة لديَّ للغداء 

فإن كنت على رجيم جعلت هذا اليوم هو اليوم الفري. تناولت وجبتي السريعة المفضلة وأنا أشاهد فيلمًا لديزني بيكسر.

 

ثامنًا: بحثت عن كتابي المفضل وقرأت منه جزئي المفضل

أحتفظ بكتاب “تفاصيل الشجن من وقائع الزمن” لمحمد المنسي قنديل لمثل هذا اليوم. فأنا أحب حدوتة لقمان كثيرًا.. ولا أمِلّ من قراءتها.

 

تاسعًا: قلَّمت أظافري ووضعت طلاء الأظافر المفضل

 

عاشرًا: خلدت إلى النوم دون عشاء 

فأنا أريد أن أنام خفيفة حتى لا تفسد يومي آلام المعدة، فأنا تناولت الكثير من الطعام على مدار اليوم.

 

قد لا يكون هذا أكثر الأيام تشويقًا بالنسبة لكم، لكني ربة منزل وامرأة عاملة، فأن أملك يومًا كاملاً لي وحدي ولو مرة واحدة في الشهر، يعني لي الدنيا وما فيها.

المقالة السابقةانتحار هانا بيكر
المقالة القادمةسألقاك في بورتوفينو يا دكتور أحمد

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا