قامت السيدة “فويب بيكر هايد” بإجراء تجربة* لمدة عام، تتخلى خلاله عن كل مظاهر الجمال والماكياج التي تشكّل هوسًا لدى الغرب، وقالت إنها لم تشعر بمثل ما شعرت به خلال هذا العام من ثقة بالنفس ورضا وسكينة وتحرر من التفكير في نظرة الناس إليها، ولخّصت تجربتها في قولها:
“البحث الدائم عن الجمال يعيقنا عن الوصول إلى السعادة والثقة والصفاء”.
نعم.. البحث الدائم عن الجمال أو هوس الجمال لا يمنحنا الحب والقبول كما تصور لنا الإعلانات، ولا يكسبنا ما نفتقده من سعادة وثقة بالنفس، ولا يحل مشكلاتنا كما يظهر في البرامج التليفزيونية. فلن يقع زميلك في حبك لرائحة عطرك أو لون شعرك، ولا الـnew look سيجعلك إنسانة جديدة.
على العكس.. إن هوس الجمال -شأنه شأن أي هوس- يسرق منا هذه الأشياء التي يزعمون أنه يمنحه لنا. فالهوس هو وسيلة نهرب بها من مواجهة مشكلاتنا ونحاول أن نستخدمها في تغطية قبحنا الداخلي بدلاً من سكة التغيير الصعبة. إن أي هوس يسرق انتباهنا واهتمامنا بما هو مهم في حياتنا، ليتركز على هذا الشيء موضوع الهوس فقط، فيحدث لدينا تشوهات نفسية وفكرية، وسأضرب لكم بعض الأمثلة:
- فتيات وسيدات كثيرات تتأثر نظرتهن لأنفسهن بشكل كبير بنظرتهن لأجسادهن، يشعرن بالدونية لأنهن لسن جميلات بمقاييس المجتمع، وقد يدفعهن ذلك عند الارتباط إلى التنازل، فهن -في نظر أنفسهن- لسن جميلات ولا بد أن يدفعن الثمن من كرامتهن وحريتهن، فيقبلن الاستغلال والإهانة.
تعرفي على: أسرار جمال البنت الفلات
- قد تعتقد الفتاة أنها لن تتزوج لأنها ليست جميلة، فتسعى لا شعوريًا إلى تحقيق هذا المعتقد على أرض الواقع، أو العكس، فقد تقبل بأي شخص يتقدم لها حتى لو كان غير مناسب، ولكن هل الشخص الذي يقرر عدم الارتباط بكِ لا لشيء إلا لأنه يراكِ غير جميلة، جدير بكِ؟ هل الجمال هو الذي يقيم البيوت؟
- هوس الجمال كذلك يمكن أن يُحدث بعض الخلل في معايير اختيار الفتاة لشريك حياتها، حيث تركز على جمال المظهر -الذي يُعتاد ويزول- أكثر من الأخلاق والطباع التي تهم وتبقى.
اقرئي ايضًا: السمار نصف الجمال: سر جمال البشرة السمراء
- قد تجد الزوجة نفسها غير قادرة على ممارسة العلاقة الحميمة مع زوجها، لأنها ترى نفسها غير جذابة. فهي تخجل من أن يرى جسمها، تخاف أن يرى بطنها الكبير أو ثدييها الصغيرين أو تلك الشعيرات الصغيرة التي لم تفلح في إزالتها، وتظل أثناء ممارسة العلاقة تتساءل في قلق: هل هو سعيد؟ هل هو مستمتع؟ ما يشغلها عن الاستمتاع بهذه اللحظات الحميمة الدافئة مع زوجها.
- وقد تظل المرأة طوال الوقت تعاني من عدم الرضا عن نفسها، لأنها ليست سمينة/ رفيعة/ طويلة/ قصيرة/ سمراء/ بيضاء/… إلخ بالشكل الكافي، وتتعرض للاستغلال التجاري بسبب اللهاث خلف أنظمة الريجيم وكريمات تفتيح البشرة والماسكات… إلخ، فتضيع أموالها على مثل هذه الأمور وربما تعرضت لمشكلات زوجية بسببها.
- وقد تعرّض نفسها كذلك لمخاطر صحية بسبب اتباع أنظمة الريجيم أو إجراء العمليات لتغيير شكلها الذي لا يعجبها.
- كما يشغلك الاهتمام الزائد بمظهرك عن الاهتمام بشخصيتك وتنمية مواهبك، لأنه يدفعك إلى بذل وقتك وجهدك ومالك وتركيزك عليه، على حساب جوانب أخرى أكثر أهمية في حياتك. والنتيجة أنكِ مع الوقت تشعرين أن مظهرك هو كل ما تملكين وأنه هو ما يمنحك قيمة، فتقلقين عليه أكثر وأكثر وتهتمين به أكثر وأكثر، مهملةً بذلك شخصيتك ومواهبك وعلاقاتك، وهكذا في دائرة مفرغة.
- الهوس يجعل الإنسان منحصرًا في ذاته ويفقده الكثير من العلاقات، حيث قد يبدو للآخرين أنانيًا أو مغرورًا.
والآن…
ماذا تفعلين لو قررتِ خوض تجربة الجمال كتلك المرأة التي حكيتِ لكِ عنها في بداية المقال؟
كيف ستنظرين إلى نفسك؟
ماذا ستكون مشاعرك؟
وكيف ستتغير قراراتك وتعاملاتك مع الناس؟
هيا خوضي تجربة الجمال واحكي لنا عنها.
———————————————————————-
يمكنك أن تقرئي المزيد عن هذه التجربة في كتابها The Beauty Experiment الذي يمكن شراؤه من موقع Amazon عبر هذا الرابط