عمدان النور

1011

كنت واحدة من الجمهور اللي قاعد مستني الفرقة تطلع على المسرح، ابتسامة وصقفة طويلة، قاعدة مع الناس بس بالي مشغول.. مش عارفه إمتى الأمور هتتحسن، ولا إمتى هكون راضية عن أي حاجة حواليّ؟ من جوايا فيه حاجة خنقاني وتعباني ومش عارفه إيه هي؟ عايزة أضحك بس مش عارفة.. عايزة أتنفس بسهولة والهوا يفضل يدخل ويخرج من غير ما يجرحني مع كل زفرة.. ولسه بفكر، بس كان صوت التصفيق أعلى من أفكاري.. مكانش قدامي غير إني أبص ع المسرح ببرود وغيظ إنهم قطعوا حبل أفكاري بالشكل ده.

قطعوا حبل أفكاري مع طلعة أول أغنية:

عزيزي المواطن عزيزي الفقير

آمالك في بكرة بتنقص كتير

بتنقص بلادك أراضي وبيوت

بتنقص ولادك تابوت فوق تابوت 

حياتك يا فندي حياة متساويش

فإيه اللي يجبر جنابك تعيش؟!

حلوة الدخلة دي يا شباب.. كده إحنا على نفس الخط وشكلنا هنعرف نتفاهم.. يعني إنتو فاهمين حالتنا النفسية وحاسين بالمأساة اللي عايشينها.

قولوا.. احكولي.. هتغنوا إيه تاني؟

يا شعب مصر إنت عملت ثورة

والثورة صاحية ولسه مستمرة

أيوة اتهزمنا في كام مناورة

بس هنكمل وعادي

بلادي بلادي بلادي

يلّا ثورة على الأعادي

بلادي بلادي بلادي

ثورة بتوحد كل الأيادي

كمية الحماس اللي حسيت بيه في الوقت ده خلاني عايزة أقوم وأهتف بهتافات الثورة.. الحالة اللي مفتقدينها من زمان أوي. مزيج من الحسرة والحماس.. مشاعري متلخبطة بين اللي ممكن واللي مش ممكن. التغير اللي بيحصل في نهاية كل أغنية مع بداية اللي بعدها كان إيقاعه سريع أوي.. لدرجة تخليك مضطر تندمج ومتروحش بخيالك في أي حته تانية.

يعني الحماس اللي في أغنية “بلادي” اتغير بسرعة مع أغنية “عمدان النور” إلى شعور غريب كده في اشتياقنا لأي نقطة نور صغيرة تنور في وسط العتمة اللي محاوطانا دي. وأنا المشتاق لنقطة نور على جبيني.. تطل الشمس من عيني تنور للغريب والخي“. أيوة والله مشتاقة لحبة نور كما شوق النبات للري.. نفسي في حبة أمل وحبة فرحة.. أنا بغني معاكو لأني مشتاقة.

الابتسامة اللي على وشي دلوقتي مختلفة.. ابتسامة ملخبطة.. أنا نسيت أنا كنت بفكر في إيه، بس مش مهم..الحالة اتغيرت. اتغيرت للأفضل. الله! أغنيتي المفضلة.. سيرة الأراجوز. بردد بصوت عالي:

عدى فيّ القمح سمرني

عدى فيّ الفجر سمرني

عدى فيّ الحزن غيرني 

عدى فيّ العمر كبرني

ويعلى صوتي أكتر عشان أعبر عن قسوة العيشة.. بيعلى صوتي عشان أخرّج الكبت.. أيوة البلد دي ظلمتنا كتير.. البلد دي قاسية علينا.

خدني م اللفة لمريلتي

خدني م التسنين لحصالتي

خدني من مدرستي ع الجامعة

خدني م الترعة على الأسفلت

وجع.. القصيدة فيها وجع، بستغرب جدًا إزاي خالد عبد القادر لم يشتهر بعد ما كتب القصيدة دي، اللي بتعبر في كل كلمة عن الوجع اللي جوانا.. خالد عبد القادر إنت عظيم. وطبعًا لما تلاقي كلمات بتعبر عنك في لحن رائع وموسيقى تعيشك الحالة.. مش قدامك غير إنك تقول: تاني.. تاني.. تاني. فمكانش قدام يحيى وتامر ومصطفى وفرقتهم غير إنهم يستجيبوا لمطالب الجمهور ويغنوا “سيرة الأراجوز” تاني.

مين يحيى وتامر ومصطفى؟! دول أعضاء فرقة عمدان النور.. الإخوة الثلاثة اللي بيقدموا فن راقي.. وبيسيبوا بهجة في نفوسنا وأرواحنا. أنا بحب الفرقة دي وبحب كل أغانيهم اللي بيتخيروها بدقة. دي صفحتهم لو حابين تتابعوهم وتعرفوا عنهم أكتر: أضغط هنا ولتحميل أغانيهم  أضغط هنا اسمعوهم.. هتحبوهم.

المقالة السابقة10 وصفات مختلفة لفول السحور
المقالة القادمةرمضان الرجاء الخالص

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا