التعلم والحياة وجهان لعملة واحدة: 7 أفلام تؤكد ذلك

1007

صدقوا أو لا تصدقوا: العمر مجرد رقم، وطريق الحياة ممتد على مرمى البصر لن ينتهي إلا بالموت، لذا لا تنساقوا أبدًا خلف جملة “فات الأوان”، فكل يوم هو فرصة جديدة في التعلم وفي التجربة لوضع حد للتجارب المُسيئة التي تستنزفكم، ومن ثَمّ معاودة السير أو حتى للبدء من الصفر.. It’s never too late.

ومفيش حياة من غير أمل

ومفيش أمل من غير حياة

تقدر تقول إن الحياة هي الأمل*

ولأن الحياة لا تنتهي عند عمر بعينه، ولو كان الستين، ولأن الإحساس بالعَجَز هو شعور داخلي وليد تصوراتنا عن أنفسنا، وليس بالضرورة الحقيقة، إليكم تلك القائمة التي ستتضمن أفلامًا استجمعت بطلاتها شجاعة التعلم واختيار طرق جديدة بالحياة، والولوج فيها غير عابئات بالنتيجة، مُكتفيات بشرف المحاولة.

1. My Happy Family: الحياة بعد الخمسين

إذا كنتِ تظنين أن التعلم له سن بعينها، أو نمط حياة ملائم، هذا الفيلم سيُغير فكرتك، فبطلته امرأة عادية تجاوزت الخمسين من عمرها، تعيش في منزل واحد مع أفراد أسرتها الذين ينتمون إلى ثلاثة أجيال متتالية. تمر بهم الحياة بشكل روتيني، وإن كان لا يوفِّر الخصوصية لأصحابه.

فجأة، ينقلب كل شيء رأسًا على عقب، حين تُقرر “مانانا” كسر النمط المعتاد ببلدتها، بأن تترك منزل العائلة، وهو الأمر غير المقبول مجتمعيًا، وذلك في سبيل أن تفوز بمساحة شخصية، تُتيح لها أخيرًا الحصول على الخصوصية والتمتع بالهدوء، لعلها تتعلم أكثر عن نفسها وتعرف ما يناسبها هي وما تريده، لا أن تسير مع التيار وما يريده لها الآخرون.

2. Erin Brockovich: الصعود من الحضيض

Erin Brockovich فيلم مقتبس عن قصة حقيقية، بطلته أم عزباء لثلاثة أطفال، حياتها صعبة كونها مسؤولة عنهم من الألف للياء. يقود القدر مُصادفةً إليها تستغلها أحسن استغلال، إذ تتعرَّض لحادث سير، فتُطالب المُحامي الذي صدمها بمنحها وظيفة كنوع من الابتزاز، وهو ما يفلح لحُسن حظها.

وإن كان ذلك لا يُغيِّر من حقيقة أنها لا تُشبه تلك الوظيفة في شيء، سواء شكلاً أو مضمونًا، وهو ما يُكسبها كراهية مَن حولها، خصوصًا مع أسلوبها العدائي. لكنها سرعان ما تكتشف شغفًا جديدًا يُحركها ويدفعها إلى التعلم وإثبات ذاتها، للحَد الذي يجعلها تصل بالمكتب إلى تسوية مالية -بالقضية التي وهبت نفسها لها- هي الأولى في تاريخها.

3. Wild: كيف تتعلَّم بدون مُعلِّم

Wild فيلم مقتبس عن سيرة ذاتية حقيقية. بطلته “شيريل سترايد” شابة بأواخر العشرينيات من عمرها. في سنوات عمرها الأولى تقع في كل الأخطاء التي كان عليها تفاديها، إلى أن تصل لحائط سد، يصبح عليها بعدها الاستسلام للفشل والبقاء في القاع للأبد أو النهوض كعنقاء من الرماد ومواصلة الرحلة، ولكن في اتجاه آخر.

هكذا اتخذت “شيريل” قرارًا بالذهاب بمفردها في رحلة برية طويلة، تمتد إلى 1100 ميل، تُعيد فيها اكتشاف ذاتها، وتتعلَّم من أخطائها، والأهم تتصالح مع كل الهزائم التي طالتها، جرَّاء قرارات لم يكن عليها اتخاذها، وأفكار لم يجب عليها اعتناقها، على أمل أن تصل إلى نهاية الرحلة امرأة جديدة جديرة بالحياة.

4. My Fair Lady: التعليم في الكِبَر

التعليم في الكِبَر كالنقش ع الحجر. رُبما يبدو كعملية صعبة، أو هو صعب فعلاً، لكنه متى حدث لا يُمحى ولا يزول، والأهم أنه ليس مُستحيلاً، هذا ما بُني عليه أساس الفيلم الغنائي – الرومانسي My Fair Lady أو كما نعرفه نحن بـ”سيدتي الجميلة”. ففيه نشهد بطلته فيما تتحوَّل من فتاة بسيطة شبه معدمة، إلى امرأة مثقفة وسيدة مجتمع، بعد أن سمحت لنفسها بالنهل من علم أستاذ اللغويات، الذي راهن نفسه على قدرته على تحويلها من النقيض إلى النقيض. رُبما تكون هي فعلت ذلك بدافع الحب، وهو فعله بدافع التحدي، لكن النتيجة واحدة، كلاهما وضع برأسه فكرة ما وكرَّس نفسه لها، فلم يلبث أن حققها بنجاح.

5. Julie & Julia: ولكُنّ في الطبخ حياة

سيرة ذاتية أخرى تدور أحداثها في زمنين مختلفين، الأول بطلته “جوليا” زوجة الدبلوماسي المعروف، التي ترحل معه بالأربعينيات إلى فرنسا، بسبب عمله، وهناك -رغم تقدمها بالعمر- تعكف على تعلّم فن الطبخ، بل لا تكتفي بذلك، إنما تُقرر المُضي قُدمًا وتتبّع شغفها حتى نهايته، حد ابتكار العديد من الوصفات وإصدار إحدى أهم موسوعات الطبخ في العالم.

أما الزمن المُعاصر، فبطلته “جولي” التي يتقاطع طريقها مع “جوليا” بفعل المصادفة، فهي شابة تنتقل مع زوجها لبلدة أخرى، وهناك يتملّك منها الملل، فتقرر السير على النهج والتفرغ لشغفها هي الأخرى بالطبخ، بأن تُلزِم نفسها بتنفيذ كل وصفات كتاب “جوليا”، وهو ما تنجح بفعله، رغم ما يُقابلها من تحديات.

6. Under the Tuscan Sun: الطلاق ليس نهاية المطاف

جميعنا ندخل العلاقات العاطفية على أمل أن تستمر للأبد، نظن أن فشل الآخرين وعجزهم عن الاستمرار لن يحدث لنا، فنحن الاستثناء لقواعد الفراق البائسة. ما لم نحسب حسابه أننا والآخرين سواء، ما يجري عليهم يجري علينا، الفارق الوحيد في التوقيت والأسباب. لكن الانفصال عن الحبيب ليس النهاية، وإن شعرنا بذلك، فالوقت يشفي والبُعد يُنسي، والبدايات لا تنتهي.

هذا ما اكتشفته بطلة هذا الفيلم بمن خلال لتجربة. فبعد أن فاجأها زوجها بعد سنوات من الزواج -الذي ظنته سعيدًا- بحبه لامرأة أخرى، سقط العالم فوق رأسها وقلبها، فما كان منها سوى الرحيل إلى إيطاليا، حيث لا تعرف أحدًا، ولا جذور لديها تربطها بذاك العالم، وهناك بدأت من جديد. تعلمت أن تحب نفسها وأن تستمتع بالحياة، والأهم أن القدر ما زال يحمل لها الكثير من العطايا والمِنَح الطيبة.

7. Shirley Valentine: الملاذ هو الذات

يمضي العمر بنا في سرعة، فأما مَن لزم أحلامه وتبعها وصل إليها، وأما مَن تناساها وانشغل عنها خلال الرحلة، فإذا به يُفاجأ بنفسه وقد صار شبحًا لا يعرف حاله. هكذا تساءلت “شيرلي” عما جرى لها، خلال زواجها من رجل يفصلها عنه جبال ثلج لا تُعد ولا تُحصى.

لحُسن حظها، تمنحها الحياة فرصة أخيرة، إذ يعرض عليها صديق ما سداد رحلة إلى اليونان، فتذهب إلى هناك لتنفرد بحالها، عساها تعثر على إجابات عن الكثير من الأسئلة الوجودية التي تُحيط بها نفسها، ومع كل إجابة تصل إليها تُعيد اكتشاف ذاتها ومواطن سعادتها، وما أن تعثر عليها حتى ترفض التفريط فيها، سالكةً خطوة جديدة تجاه روحها التي هي خيرٌ وأبقى.

* الاقتباس من أغنية “الأمل” لأنغام.

اقرأ أيضًا: التعلم لا يرتبط بعمرٍ محدد.. 5 أفلام تؤكد ذلك

المقالة السابقةالحب عند الأطفال واللغات التي يستخدمها في التعبير عن حبه
المقالة القادمةنفسي التائهة في سبع سنوات
امرأة ثلاثينية متقلبة المزاج، أعشق الرقص على السطور كتابةً، أُحب الفن بمختلف أنواعه وأعيش عليه. والآن كبرت وصار عليّ أن ألعب في الحياة عشرات الأدوار طوال الوقت، لأستيقظ كل صباح أُعافر حتى أستطيع أن أُحاكي بهلوانات السيرك فأرمي الكُرات المُلونة بالهواء ثم ألتقطها كلها في آنٍ واحد.

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا