بقلم/ سارة خيري
إعلانات رمضان بقت في نفس أهمية المسلسلات، بل عند بعض الناس بقت أهم، والشركات بقت بتتسابق على تقديم أفضل فكرة إعلان، حتى لو مكانتش بتقدم عرض معين، لكن الظهور نفسه بقى مهم، لدرجة إن المشاهدين بيتكلموا عن الإعلانات وبيعملولها كوميكس، ممكن تستمر طول السنة، وده طبعًا بيحدده أهم عناصر نجاح الإعلان، زي غنوة لطيفة لحنها مألوف للمشاهد، فكرة كوميدية، والأهم إن الرسالة الموجهة للفئة المطلوبة تكون سليمة ومفيهاش تناقض أو خلل.
دي بعض الإعلانات اللي شفتها في أول كام يوم من رمضان، بعضها جميل وبعضها محتاج تعديلات، وبعضها يحتوي على أخطاء.
1- إعلان جمعية رسالة للأعمال الخيرية:
اتعودنا من رسالة إن لازم يكون فيه إعلان رمضاني بيتجمع فيه شوية من نجوم الفن والكورة أو المجتمع في العموم، بتصاحبه لقطات لمتطوعي رسالة وهمّا بيقوموا بأعمالهم الخيرية الكتير. الرسالة المقدمة من إعلان السنة دي متختلفش كتير عن السنوات اللي فاتت، وده في حد ذاته مش عيب، لكن ظهر الممثل هشام ماجد وهو لابس تيشيرت عليه علامة الموت ومكتوب عليه موت باللغة الإنجليزية، وهو خطأ فادح من المسؤولين عن تنفيذ الإعلان، لأنه بيناقض الكلمة اللي هو بيقولها ودوره في بث الأمل وحث المشاهدين على التبرع. صحيح إنه تم تدارك هذا الخطأ والكلمة اتمسحت، لكن بعد ما تركت أثر سلبي في نفوس ناس كتير من اللي شافوا الإعلان.
صورة 1
دايمًا إعلانات مركز القلب بأسوان بتكون مختلفة عن باقي إعلانات التبرعات، لأن فيها أمل وأغاني مبهجة. إعلان رمضان السنة دي من وجهة نظري هو الأكثر توفيقًا، لعدة أسباب.
أولاً: اختيار رائع لأغنية جميلة وخفيفة، في نفس الوقت لأن كلماتها (قلبي ومفتاحه) مناسبة لفكرة مركز القلب.
ثانيًا: الأصوات الغنائية للأطفال عذبة جدًا، وتم اللعب عليها كويس، بمعنى إن أحيانًا يكون الصوت فيه بهجة وأحيانًا فيه شجن.
ثالثًا: ألوان الإعلان مبهجة بين الأصفر والأبيض والأزرق، وده عامل مهم جدًا، لأنه مش بيؤذي عين المشاهد، بل بالعكس، بتخليه يتفرج وهو مرتاح، لأنها كمان لايقة على توزيع الأغنية الهادي.
3- بنك مصر:
الإعلان ده فيه عوامل كتير تخليه ناجح، لأنه من الشباب وإليهم، زي المؤثرات الكارتونية المستخدمة فيه، واللي بتمثل حالة أغلب الشباب اللي عايشين بين الواقع والحلم الجميل، كمان الوجوه المصرية جدًا اللي مثِّلت في الإعلان، وده بيخلينا نحس إنهم بيكلمونا إحنا فعلاً، بعكس إعلانات تانية كتير بتستعين بناس شكلها مش مصري أو بتكلم طبقة معينة في المجتمع دونًا عن باقي الطبقات. وطبعًا أهم عوامل نجاح الإعلان الأغنية وكلماتها وألحانها المحفزة جدًا للشباب، مش بس كده، اختيار صوت العسيلي ومحمد عدوية كان مناسب جدًا لحالة الإعلان الشبابية.
إعلان مقدرش أقول عليه غير إنه حقيقي، لأن ده اللي بيحصل طول الوقت بين الطالب المصري وأهله. واللي بيخلي جيل الشباب دايمًا محتار ومش عارف يشرح نوع دراسته أو حتى شغله فيما بعد لأهله، وبيتعرض بعد كده للسخرية من الأهل أو الأقارب.
سلسلة الإعلانات مكتوبة بشكل ساخر، وده أحلى حاجة فيه، لأنه بيخليه قريب من كل الناس، وأتوقع إن السلسلة دي هيطلع منها كوميكس وإفيهات لطيفة كتير، هيتم تداولها على السوشيال ميديا.
لكن أهم حاجة في السلسلة دي هي إنها مش بس موجهة للطلبة، لأنها كمان موجهة للجيل الأكبر سنًا، وبتدعوهم بشكل غير مباشر إنهم يبطلوا سخرية من أبنائهم، ودي عبقرية الفكرة.
5- مستشفى أهل مصر لعلاج الحوادث والحروق:
كلنا فاكرين إعلان مستشفى أهل مصر لعلاج الحروق 2017، واللي استخدموا فيه لحن أغنية ذهب الليل وكانت بدايته سعيدة جدًا، ثم اتقلب بشكل مفزع للمُشاهد. السنة دي إعلان المستشفى بيدي رسالة مختلفة تمامًا، وهي الأمل والفرحة وإن من حق كل مصابي الحروق إنهم يظهروا وشهم للنور ويمارسوا حياتهم بشكل طبيعي. لحد هنا أنا معجبة بالفكرة وبالتحوُّل من رسالة كئيبة إلى رسالة مفعمة بالأمل. لكن التنفيذ كان خالي من الإبداع لحد كبير، لأنه شبه إعلان 500500 لسنة 2017 اللي غنت فيه أصالة وظهر فيه أحمد داوود ومنى زكي، ويسرا وظافر العابدين، لدرجة إني لما شفته أول مرة تصورت أنه هيكون لمستشفى 500500.
اللوحات الإعلانية متشابهة جدًا، زي النجوم اللي بتجري مع الأطفال في مساحات خضراء، والملاهي والألوان وحالة الفرح واللعب العامة.
6- فودافون:
إعلان دمه خفيف وركب الموجة باحترافية. كل الناس بتتكلم عن كاس العالم وفعلاً نجوم الكرة هما النجوم مؤخرًا، والناس بقت بتتابع أخبارهم بشكل دوري أكتر بكتير من الممثلين. وإن كنت شخصيًا مش من مؤيدي فكرة ركوب موجة وبفضّل دايمًا الإبداع الخام في الأفكار والألحان، لكن الإعلان ده عمل توازن جيد بين الإبداع واستغلال الظروف الحالية، فجمع نجوم الكرة -اللي بعضهم شارك بالفعل في إعلان فودافون أول مرة 2016– ونجوم التمثيل، وقدمه بشكل كوميدي خفيف، ثم وظّف ده كله مع شعار فودافون الحالي وهو إن “قوتهم في إنهم بيجمعونا.. واللي جاي أقوى”.
صورة 2 و صورة 3
7- أورانج:
يبدو إن أورانج السنة دي قررت تبث رسالة مجتمعية، فمتكلمتش عن العيلة لأن فودافون اتكلمت عنها في 2016، فقرروا يتكلموا عن الجيران، لأن فعلاً هم الأقرب لينا ف وقت الحاجة. لكن هما اختاروا عرض مشابه جدًا لعرض فودافون 2016، وهو “اشحن إنت وجيرانك نفس الكارت أكتر من مرة” بينما كان عرض فودافون “كارت العيلة الكبيرة: كارت واحد بيتشحن 10 مرات”.
لكن مش هننسى إن الأغنية جميلة وأحلى حاجة فيها إنهم استخدموا لحن معروف جدًا (موسيقى فيلم شمس الزناتي)، لكن التوزيع المختلف خلى الناس كلها حاسة إنهم عارفينه بس مش عارفين ده إيه.
الإعلانات مش بس غنوة حلوة أو عرض بيتقدم، لأن ليها تأثير كبير علينا كلنا، لأنها بتدخل كل بيت وبتحمل رسايل بتشكِّل وعي الكبير والصغير.. هنستنى رأيكم تقولولنا إيه أكتر الإعلانات اللي عجبتكم وإيه اللي معجبكمش وليه.
