15 فيلمًا قد تغير أفكارك عن السينما.. كلٌ على طريقته

982

السينما.. هذه العتيقة المتجددة.. أكذب عندما أقول إنني اكتشفتها في التوّ واللحظة، أو حتى تعلّمت عنها الكثير مؤخرًا. السينما معشوقة تربينا على حبها منذ بداية رحلتنا في الحياة، فتحنا أعيننا لنجد أفلامًا حولنا في كل مكان.. نراها فتفتح لنا أعيننا أكثر وأكثر.. على التجارب والمعاني والكثير من الأشياء، غالبًا برفق وأحيانًا بقسوة.

 

هذه الساحرة التي تقدم لنا ثقافات وأفكار مغايرة على طبق من ذهب.. سنحت لي الفرصة لأشاهد الكثير منها هذا العام، بعض ما شاهدته قد ترك أثرًا لديّ، والبعض قد مر مرور الكرام.

 

1- سينما براديزو

فيلم إيطالي أنتج عام 1988، شاهدته في أحد المنتديات الثقافية، فمن الصعب وجود مثله في دور العرض المصرية الآن، ولا حتى وقت إنتاجه، فقلما يمرر لنا القائمون على دور العرض أفلامًا غير أمريكية. يتناول رحلة صبي فقير يعشق السينما ويصبح مخرجًا شهيرًا.. أغلب الظن هي قصة مستوحاة من حياة مخرج الفيلم ذاته. الفيلم تحفة فنية تجعلك في لحظات عاشقًا مهووسًا بالسينما الإيطالية.

 

2- Ida

لم أكن أتوقع أن أشاهد فيلمًا بولنديًا ويعجبني، الفيلم يعتبر كئيبًا بالمفهوم الدارج، وهو النوع الذي لا أفضّله، ورغم ذلك فالمتعة الروحية في الفيلم غير عادية. الأغرب أن الفيلم بالأبيض والأسود رغم أنه إنتاج عام 2013، ورغم ذلك لا ينقصه أي عامل من عوامل الجاذبية.

3- The Artist

فيلم فرنسي رائع، وهو فيلم فني، أي أنه مختلف عن السينما السائدة، ولكن ذلك لا يعني أنه يفشل في الحصول على إعجاب الجماهير غير المهتمة بالأفلام غير التجارية. الفيلم ممتع رغم أنه -ويا للعجب!- ليس فقط غير ملون، بل أيضًا صامت! تجربة غريبة الحدوث خصوصًا لفيلم تم إنتاجه عام 2011، يجسد الفيلم حياة الممثل “جورج فالنتين” الذي كان بطلاً في زمن السينما الصامتة وقاوم فكرة إدخال حوار على الفيلم السينمائي. الفيلم يجسّد حالة رفض المستحدثات بشكل عام، لكنه انتصر لفكرة “فالنتين” بشكل أو بآخر، حيث أثبت أن الفيلم يمكنه أن يكون عملاً فنيًا متكاملاً دون كلمة حوار واحدة.

4- Bird man

فيلم أمريكي إنتاج 2014، يسخر من فكرة أفلام الأبطال الخارقين في السينما الأمريكية، وما يدعو للسخرية هو قيام الممثل “مايكل كيتون” ببطولته، وهو المشهور بأداء هذه النوعية من الأفلام في الأساس. الفيلم يمكن قراءته على مستويين، مستوى القصة السطحية للممثل الذي يرغب في العودة للأضواء، والمستوى الأعمق للصراعات النفسية التي تدور في عقل أبطاله. الفيلم يتعرّض لفكرة الفن الجماهيري في مقابل الفن الأكثر خصوصية، وعلاقة الفنان بفنه.

5- لما ضحكت موناليزا

أول فيلم أردني أشاهده. أنتج عام 2012، شاهدته في لحظة ملل في رحلة سفر طويلة، حيث عثرت عليه مصادفة وساقني الفضول لمشاهدة بدايته، ثم شدتني البداية لإكماله. ما عرفته من الفيلم أن الواقع الأردني مشابه لواقعنا، سواء من حيث الروتين الحكومي الخانق، أو قوة العادات والتقاليد. من الغريب ألا يتم عرض فيلم رومانسي وناطق بالعربية مثله في دور العرض المصرية.

6- من ألف إلى باء

يحكي عن رحلة برّيّة قام بها أصدقاء من جنسيات عربية مختلفة. فريق العمل من دول عربية متنوعة من ضمنها مصر، وكذلك تم تصوير الفيلم في مدن عربية مختلفة. الفيلم إنتاج 2014 وقد تم عرضه جماهيريًا في دور العرض المصرية، وهو شيء يدعو للفرحة. الفيلم يعبر عن أحوال بعض الشباب العربي في إطار حالة عامة من البهجة، ولحظات من الحزن.

7- قليل من الحب كثير من العنف

فيلم مصري إنتاج 1995، لكنه غير متوافر على الإنترنت، لذلك ابتهجت عندما عرفت أنه سيعرض في سينما زاوية. النسخة لم تكن جيدة لدرجة أن الجمهور لم يتمكن من الاستماع للحوار، واستعاض عنه بالترجمة الإنجليزية. حزنت لأنه بالتأكيد هناك مئات من الأفلام المصرية التي تحتاج لترميم مثله ولا تجد من يهتم بها. تم تقديم القصة من خلال خطين متوازيين، أحدهما تراجيدي والآخر كوميدي. وبينما يتوقع الجمهور أن يكون الخط الكوميدي أكثر لطفًا، يختار الميهي أن يجعل هذا التناول صادقًا، حيث يفضح من خلاله الشخصيات ونواياهم الحقيقية، والتي عادة ما يتم تغطيتها بغلاف رقيق من الادّعاء.

8- Love in the Afternoon

إنتاج 1957، بطولة “أودري هيبورن”، يتميز بجمال الحوار والديكور وسحر الموسيقى ولطافة الكوميديا، بالمناسبة هو الفيلم الأصلي المقتبس منه فيلم “الحب الكبير” لفاتن حمامة. بعد انتهائه بحثت عن الفيلم المصري لمشاهدته لرغبة شريرة في المقارنة، ورغم أنني عادة أفضّل المصري لروحه وخصوصيته حتى ولو كان أقل في المستوى الفني، لكنني لم أستطع هذه المرة. ففضلاً عن العناصر الفنية المبهرة في الفيلم الأصلي، فإنه أيضًا أكثر قابلية للتصديق، فزير النساء يظل كما هو حتى النهاية، على عكس النسخة المصرية التي داعبت الجماهير بإعلان البطل لتوبته فور لقائه بالبطلة.

9- Inside out

فيلم رسوم متحركة إنتاج 2015، يجعلك تهدم فكرة أن أفلام الكارتون للصغار فقط. الفيلم يتناول فكرة المشاعر ويجسدها على هيئة شخصيات لها سمات تميزها. أجمل ما في الفيلم تأكيده أنه رغم أهمية الفرحة في حياة البشر، لكنه لا غنى أيضًا عن الحزن.

10- Mrs Doubtfire

أو “مغامرات بابا الشغالة” وفقًا للاسم الذي عرض به في مصر في 1993، من أشهر أفلام “روبين ويليامز” التي ربما يراها البعض للتسلية فقط، البطل يتنكر في صورة مربية عجوز كي يتمكن من رؤية أولاده بعد انفصاله عن والدتهم. خدعته هذه مكّنته من الحصول على فرصة عمل لتقديم برنامج تليفزيوني، لكنها لم تستطع أن تقنع والدة أولاده بالرجوع له. يعطينا درسًا جميلاً في النهاية، فالعائلات السعيدة لها أشكال عديدة وليس شكلاً تقليديًا واحدًا، والنهايات السعيدة ليست دائمًا وفق رغبة الجماهير. والضحك دائمًا أداة ممتازة لاستيعاب أصعب المعاني.

11- Wild Tales

فيلم أرجنتيني إنتاج 2014، ينتمي للكوميديا السوداء، ويرينا كيف يتخلى الإنسان عن إنسانيته ليصبح كائنًا متوحشًا في لحظات قليلة ولأسباب تافهة، من خلال ستة أفلام قصيرة. الفيلم يذكرك بالوضع الاجتماعي المشحون في المجتمع المصري، فأبطال الفيلم عندهم أيضًا حفلات زفاف مشابهة، بعض الفساد والظلم، والكثير من مشكلات المرور، لكن للحق.. يظل وضعهم أفضل كثيرًا.

12- في متاهة الأكاذيب

الفيلم ألماني إنتاج 2014، عرض بمهرجان القاهرة السينمائي في العام الحالي. يرغب وكيل نيابة شاب في أعقاب الحرب العالمية أن يكشف قسوة النازية، رويدًا رويدًا يكتشف أن معظم من عاشوا في تلك الفترة تلوثت أيديهم بالدماء بشكل أو بآخر، فوالده أيضًا كان عضوًا في الحزب النازي كما فاجأته والدته. رغم ذلك يصرّ على السير في الطريق الذي بدأه لمحاسبة المجرمين، أو على الأقل من ظل منهم على قيد الحياة.

13- كل شيء سيصبح على ما يرام

فيلم كندي ألماني فرنسي مشترك إنتاج 2015، تم عرضه بمهرجان القاهرة أيضًا، يجسد حياة روائي شاب يرتكب حادث قتل خطأ، لكنه يزداد تألقًا كروائي على أثر التجربة القاسية التي أثرت خياله بشدة. يلتقي بشقيق القتيل بعد سنوات ويدور بينهما حوار يغير من تفكيرهما بشكل أو بآخر. الفيلم ليس به الكثير من الأحداث لكنه يغوص في عمق الشخصيات وأحزانها.

 

14- ريكي وفرقة فلاش

فيلم الافتتاح بمهرجان القاهرة هذا العام، أمريكي، إنتاج 2015، بطلته “ميريل ستريب” تترك أسرتها لتنضم لفرقة موسيقى، تضطر للعودة للأسرة في زيارة مؤقتة، تقارن حياة الرفاهية التي يعيشها طليقها بحياتها البسيطة. قد يرغب المشاهد في النهاية السعيدة وهي عودة الأم المتمردة لأسرتها، لكن البطلة على عكس المعتاد، تكمل ما بدأته من مشوار مع فرقتها وتستمر راضية في دفع الثمن المطلوب منها لإشباع شغفها بالموسيقى.

15- The Intern

فيلم أمريكي إنتاج 2015، يلعب فيه “روبرت دي نيرو” دور رجل في السبعين يتم قبوله كمتدرب في شركة تسويق إلكتروني.. الفيلم ما زال في دور العرض، لذلك لا أود إفساد متعة من قد يقرر مشاهدته. فيلم بسيط وعميق، ينتصر لفكرة اختيارات المرأة ضد السائد في المجتمع. كما ينتصر لفكرة الحلم والصداقة والرجولة كمعنى متعدد الأبعاد. يقلب الفيلم الأوضاع المتعارف عليها، فالأبطال يمكنهم أن يظلوا أبطالاً بالرغم من وصولهم لمرحلة الشيخوخة. أو لنقل أنهم قد يصبحون أبطالاً في هذه المرحلة أكثر من أي وقت سابق.

المقالة السابقةكيف ترتدي الشال الصوف الملون؟ ومن أين تشتريه؟
المقالة القادمة15 درس عملي
سمر طاهر
مترجمة ومحررة أخبار بالإذاعة، وكاتبة سيناريو، وعضوة في اتحاد كتاب مصر.

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا