15 رواية أضاءت ليالي 2015 الطويلة

604

 

 

لن أتكلم مرة أخرى عن حبي للقراءة، فهي لم تعد هواية قدر كونها جزءًا من شخصيتي وتعريفي لنفسي، ولكن أهم ما تقدمه لي القراءة هو الونس والدفء في الليالي الطويلة، خصوصًا عندما أمرض أو عندما يمرض أحد أفراد عائلتي وأعيش ليلة سرمدية أنتظر قدوم الصباح، الكل نائم وأنا وحيدة مع روايتي، وتلك الأعمال لن أنساها أبدًا، فقد أصبحت بمثابة أصدقاء مقربين، واليوم أحببت أن أتشارك معكم خمسة عشر رواية ومجموعة قصصية أضاءت ليالي عام 2015.

 

عاملة المنزل

رواية “كاثرين ستوكيت” التي تناولت خلالها قضية الفصل العنصري بين البيض وذوي الأصول الإفريقية، ولكن من أعين النساء، فلم تقدم خطابات رنّانة أو مبادئ مثالية، بل عرّفتنا على مجموعة من الخادمات السمراوات اللواتي يعانين من الاضطهاد في منازل مخدوميهم، تعلقت خلال صفحات الرواية الطويلة ببطلاتها “ميني” و”إيبلين”، و”سكيتر” صديقتهما البيضاء التي قررت كتابة قصتهما وتعريف البيض على العالم السرّي للسود، تم تحويل الرواية لفيلم شهير باسم The Help ويمكن قراءة المقال الخاص به هنا:

 

 

أبي

رواية للكاتبة “دانيال ستيل” وتبدأ أحداثها بفتاة متخرجة حديثًا تقع في الحب، وتتزوج مبكرًا ثم تحمل على الرغم من احتياطاتها ثلاث مرات، تنقلب حياتها، تصبح مثقلة بالأعباء التي لم ترغب فيها من الأساس، تتناسى طموحاتها وأحلامها والمستقبل الذي تمنّته في زحمة الحياة، وتفيق في الأربعين من عمرها غير راضية عن ماضيها أو مستقبلها، تقرر أن تبدأ من جديد وتكمل من حيث توقفت، ولكن ذلك لم يكن بلا ثمن، والذي دفعته غاليًا مع عائلتها، الرواية تركز بعد ذلك على دور الأب الذي تولى مقاليد الأمور بسبب قرار الأم، ولكن ما جذبني هو الجزء الأول، لتذكرني هذه الزوجة بألا أترك أحلامي أبدًا تذوب من بين يدي، وألا أنسى ما أريد لأعطي الآخرين ما يحتاجونه، تلك ليست أنانية، بل حماية لي ولهم من الندم في المستقبل.

 

ألف شمس مشرقة

رواية الأفغاني “خالد حسيني”، والتي تدور أحداثها في أفغانستان قبل الاحتلال السوفيتي لها، وشخصياتها الرئيسية “ليلى” و”مريم”، امرأتان من جيلين مختلفين يعانيان مثل كل امرأة أفغانية أخرى من الذل والتعذيب والمهانة، الرواية حزينة مبكية، ولكن هذا لا يمنع أنها من أعظم ما قرأت خلال 2015.

 

الجزيرة تحت البحر

واحدة من أعمال “إيزابيل ألليندي”، تدور أحداثها في جزر الكاريبي خلال الاحتلال الفرنسي لها في بدايات القرن التاسع عشر، بطلة القصة هي “تيتي” التي وُلدت عبدة بعد اختطاف والدتها أميرة قبيلتها، ولكنها ترفض هذه العبودية وتحاربها حتى تكتسب حريتها بالدم والعرق والكثير من الحب، خلال رحلة طويلة عشت معها لعدة أيام تنقلت بها الأحداث من الكاريبي لإسبانيا ثم الولايات المتحدة، وبالإضافة للقصة المسلية تقدم الرواية الكثير من المعلومات التاريخية.

 

الظلال المحترقة

رواية “كاملة شمسي” الكاتبة الباكستانية وأول أعمالها التي تُرجمت إلى العربية، وتبدأ الأحداث أثناء الحرب العالمية الثانية باليابان، و”هيركو” الفتاة اليابانية صاحبة الأفكار المتحررة التي تقع في حب مسافر ألماني، ولكن تفقده بسبب انفجار القنبلة النووية، وكذلك والدها، لتترك اليابان وتبدأ رحلة في البحث عن ذاتها بالهند، حيث تتعرف على أخت حبيبها السابق، والرجل الذي ستكمل معه باقي أيامها، تنقّلت خلالها بين العديد من البلاد وطاردها الفقد والوحشة والحزن.

 

طبيخ الوحدة

مجموعة قصصية للمصرية “أمنية طلعت”، كل قصة تدور حول طبخة أو أكلة معينة، مع قصة مشوّقة، المجموعة مليئة بالدفء والأفكار الراقية، وعطر أنثوي مميز، ويمكنكِ قراءة المقال الخاص به هنا:

 

 

كافكا على الشاطئ

رواية “هاروكي موراكامي” الشهيرة، والتي قرأتها العام الماضي أيضًا، تدور أحداثها حول المراهق الذي قرر الهروب من منزله في سن الخامسة عشر، وقرر أن يسمي نفسه كافكا، ولكن اللعنة التي هرب منها والمصير الرهيب الذي تنبأ به والده كان يطارده حتى في منفاه الاختياري، تتميز الرواية بشخصيات ساحرة جذابة.

 

الباب المفتوح

قرأتها للأسف متأخرة، تلك الرواية العظيمة لـ”لطيفة الزيات” التي غيرت بها خريطة الأدب النسائي في العالم العربي، وقدمت العديد من الأفكار التي ما زالت النساء حتى يومنا الحالي يحاربن من أجلها، عندما نظرت للرواية ووجدت أننا ما زلنا نخوض ذات النقاشات من أجل نفس أسباب “ليلي” شعرت بالإحباط الشديد وأن مجتمعنا يدور في دوائر مفرغة يبدو إنه لا توجد نهاية لها.

 

الزوجة المفقودة

رواية الكاتبة “جلين فلين” والتي تحولت إلى فيلم سينمائي شهير هو Gone Girl والذي أثار ضجة كبيرة عند عرضه، تدور أحداث القصة حول الزوجة “إيمي” التي تختفي في ظروف غامضة وتتوجه أصابع الاتهام إلى زوجها، الرواية دون حرق أحداثها لمن لم يقرأها أو يشاهد الفيلم مسلية للغاية، ومليئة بتفاصيل نفسية حول البطلين والعلاقة الغريبة التي تجمعهما.

 

الإنقاذ

رواية للكاتب الأمريكي “نيكولاس سباركس” لم تترجم للعربية ولكن الكاتب معروف بروايات أخرى مثل “مذكرات حب” و”رسالة في زجاجة”، اللتين تم تحويلهما إلى فيلمين شهيرين، تدور أحداث الرواية حول أم شابة تنتقل إلى المدينة الصغيرة التي تربّت فيها بعدما ضاقت بها سبل العيش في المدينة الكبيرة، وهي المرأة الوحيدة التي تربي ابنًا مصابًا بمشكلة استحال على الأطباء تشخصيها تجعله متأخرًا عن أقرانه ويحتاج إلى عناية خاصة، الرواية رائعة على الرغم من كونها موجعة للقلب، خصوصًا أنها نابعة من تجربة شخصية جمعت بين الكاتب وابنه المريض.

 

فئران أمي حصة

الرواية الثالثة للكاتب الكويتي “سعود السنعوسي”، والذي استعرض فيها بطريقته الساحرة مشكلة الطائفية في وطنه ما بين السنة والشيعة، وذلك من خلال مجموعة من الأصدقاء الذين تعرفنا عليهم أطفال في بداية الرواية، ثم شباب، ثم رجال يحاولون إنذار الآخرين لكي يحذروا الفتنة أو الطاعون كما سمّوها، لكن تضيع صيحاتهم هباء حتى يضيعوا شخصيًا.

 

تحت شمس توسكانا

مذكرات شخصية للكاتبة “فرانسيس مايز” التي قررت شراء منزل أحلامها في ريف إيطاليا وتصطحب قُرّائها في رحلة ترميمه وجعله صالحًا للحياة. الكتاب مليء بالتفاصيل الحميمية حول عشق فرانسيس للمنزل القديم، وشغفها بالأطعمة الإيطالية، وطبخها للوصفات التي أحبتها. تم تحويل الكتاب إلى فيلم مع تغيير الكثير من التفاصيل.

 

الأسياد

رواية للكاتب المصري “حسن كمال”، تدور أحداثها في قرية صغيرة على أطراف مصر الجنوبية تسمى دجا، وتحكمها الخرافات التي ينقلها الجيل للآخر، حتى يأتي الدور على الشاب المتعلم “بشير” ليكمل مسيرة عائلته شيخًا وحاكمًا للقرية، ولكنه يقلب الأمور رأسًا على عقب بسبب تمرده تارة، وبحثه عن الحقيقة تارة أخرى.

 

هموم القلب

رواية أخرى للكاتبة “دانيال ستيل”، تدور أحداث الرواية حول المرأة “هوب” التي تفقد عائلتها في ظروف مأساوية، وتعيش بعدها وحيدة ولكن ناجحة في عملها، تقابل في أحد الأيام كاتبًا شهيرًا تقع في حبه، ولكن تكتشف أنه سايكوباثي مريض. يمكنك قراءة المقال الخاص بالرواية هنا:

 

 

غربة الياسمين

الرواية الثانية للكاتبة التونسية “خولة حمدي” والتي تدور أحداثها حول البطلة “ياسمين” التي تسافر لتكمل دراستها في فرنسا مع والدها المنفصل عن والدتها وعائلته الجديدة، تقابل “ياسمين” الكثير من التحديات في دراستها وحياتها العائلية والشخصية، وعلى الرغم من كون الرواية الأولى للكاتبة كانت مخيبة للآمال كانت “غربة الياسمين” مسلية وجيدة إلى حد كبير.

 

2015 أوشكت على النهاية وتبقى بها أيام معدودة، سأحاول خلالها قراءة المزيد من الكتب والروايات لعل بعضها تعجبني وأتشاركها معكم، مع أمنية بقراءة أعمال أجمل وأكثر العام القادم.

 

 

المقالة السابقة15 نقطة نور تجاوزت بها عتمة أيامي
المقالة القادمةأهم 15 كتاب من كتب الطبخ.. سوف تكوني خبيرة مطبخ بعدها
نون
كاتبات

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا