الحب ليس أفضل شيء في الوجود، أو على الأقل ليس الشيء الجيد الوحيد بالحياة، بالطبع من اللطيف أن نكون طرفًا في علاقة حب/ خطوبة/ زواج تُشبع عواطفنا، لكن هناك أمرين: الأول أن هذا النوع من العلاقات ليس الوحيد القادر على إشعارنا بالقبول والحب من الآخر، وأن وجودنا يقع داخل خارطة أولويات شخص ما، فمن الممكن تحقق ذلك عَبر علاقات أخرى كالصداقة والعلاقات الأسرية. والثاني: ضرورة الاختيار بحرص مَن سنُكمل حياتنا معه، ذلك لأنه ليس كل مَن نقع بحبه يُمكن الاستمرار معه للأبد، فالحُب وحده لم ولن يكفي.
المقدمة السابقة تأتي في سياق أن “الفالنتاين” على الأبواب، ولأنه قد يكون ثقيلاً على قلوب “السناجل”، عادةً ما يُفَضِّل غير المرتبطين قضاءه بمفردهم مُتجنبين العالم، لا عن نقمة بالضرورة، ولكن تجنبًا لأجواء “التلزيق” المنتشرة بمفرداتها الكليشيهية بين اللون الأحمر، بوكيهات الورد، الهدايا، والدباديب.
لذا في هذا المقال سنستعرض مجموعة أفلام تصلح للمشاهدة من قِبل “السناجل” بالفالنتاين:
الفيلم واضح من عنوانه، بطلته هي فتاة تقوم بإدارة محل لبيع الزهور ولا ترتبط بأي رجل مدة أكثر من 5 أيام لتُجّنِّب نفسها الشعور بالخذلان، إلا أنها بعد فترة تتعرَّف على “جريج” القادم الجديد للبلدة، فإذا به شخص تلقائي ولطيف فتقع بحبه، ويصبح السؤال الذي يطرح نفسه: هل تتغير قناعتها وينتصر الحب أم يبقى الخوف والحيطة المسيطران على الموقف؟
فيلم مناسب للشاعرين بالوحدة.. تدور أحداثه حول “فرانسيس” فتاة بمُقتبل الثلاثينيات، وحيدة بعض الشيء، بجعبتها الكثير من الأحلام وشغف خاص مُتعلق بالرقص. وبالرغم مما تتسم به من عفوية وبساطة تجعلها لا ترغب سوى بالعَيش مُتتبعةً أهواء قلبها، نجد الحياة لا تسمح لها بذلك وتُصر على عرقلتها من آنٍ لآخر، ليصبح من المُلهم متابعة فرانسيس كلما أوشكت على الانهيار والشعور بالإحباط، فتُعاود الانبعاث من الرماد تمامًا كعنقاء لا يكسرها أحد.
Girls Trip
الصداقة أحيانًا تكون هي الحل والعلاقة الأقوى والأبقى. الفيلم يحكي عن أربع صديقات منذ الصغر وحتى التخرُّج من الجامعة، بعدها تشغلهن الحياة عن بعضهن بعض ويفترقن، ثم بعد سنوات يقررن السفر معًا في رحلة ما، وبين الرقص والضحك والكثير من المواقف الكوميدية تعود الحيوية والحميمية لتدب بينهن، ما يُمكِّنهن من حلول الكثير من المشكلات اللاتي كن يعجزن عن مواجهتها بمفردهن، حيث تُعيد الصحبة إليهن الشعور بما يملكن من مقومات وقدرات.
إذا كان حبيبك قد تركك من أجل امرأة أخرى شاهدي هذا الفيلم، فبطلته هي “ماري” التي كانت تعمل بتصميم الأزياء لكنها تترك عملها للتفرّغ لزوجها وابنتها، وبعد سنوات من الزواج يخونها زوجها مع بائعة بأحد المحال. ورغم الصدمة التي تتلقاها البطلة لكنها بفضل صديقاتها تُصر على الوقوف على قدميها، فتعود للعمل مرة أخرى لتُحقق نجاحًا كبيرًا، جاعلةً نفسها أولويتها المطلقة، تاركةً تلك الزيجة خلفها دون رَجعة.
إذا كنتِ تحبين الأفلام التي تشفي الغليل فهذا الفيلم هو ضالتك، حيث يحكي عن “كارلي” التي تقع بحب “مارك” وترتبط به ظنًا منها أنه أعزب، وبالصدفة تكتشف أنه متزوج، فتنسحب من حياته ثم تصبح صديقة لزوجته تتشاركان الأحزان والشعور بالخديعة، قبل أن تكتشفا أنه يخونهما مع امرأة ثالثة، هنا يُقررا الانتقام منه بعد أن يُخبرا الضحية الجديدة بالحقيقة لتشترك معهما بالحرب التي يُشناها عليه.
فيلم قديم لا يُمَلّ منه، يحكي عن “إيل” فتاة ثرية مُدللة، اهتماماتها مُنصبَّة على أمور أنثوية بحتة، وبالليلة التي تتوقع طلب حبيبها يدها للزواج تُفاجأ به ينفصل عنها ويرتبط بفتاة أخرى تُشاركه دراسة الحقوق. هنا تُقرر “إيل” الالتحاق بنفس الجامعة لاسترداد حبيبها، ورغم سخرية الجميع منها لعدم مناسبتها للمكان لكنها سرعان ما تُثبت جدارتها، والأهم أنها ترفض الرجوع لصديقها إيمانًا منها بأنها تستحق الأفضل منه.
إذا كنتِ مررتِ بعلاقة حب انتهت قبل أن تبدأ، فهذا الفيلم مناسب لمعرفة أن الآخرين يحدث لهم نفس الشيء، تدور الأحداث حول “توم” الذي يقع بحب “سمر” زميلته بالعمل، وبينما يسعى هو لتطوير العلاقة والوصول بها لمرفأ مُستَقر، نجد حبيبته لا تهتم سوى بالاستمتاع بوقتهما معًا دون إثقال العلاقة بأي التزامات أو خطط كبرى مُستقبلية لن ترى النور، هذا التضاد يجعل جذوة العلاقة تخفت مع الوقت وتنتهي.
فيلم آخر عن الانتقام، يحكي عن “جون تاكر”، شاب وسيم تحبه كل الفتيات، ما يجعله يخدع الجميع ويتسلى بهن غير عابئ إذا ما انكسر قلبهن، ومن ثَمّ تُقرر ثلاث فتيات مِمَن خدعهن بالاتحاد معًا وتجنيد فتاة جديدة لتوقع “جون” بشباكها كي يتمكنّ من جعله يدفع ثمن أفعاله.
فيلم رومانسي يؤكد أن الحب حتى إن وجدناه قد لا يبقى بالضرورة، قصته تحكي عن “سيدني” و”دين” اللذين يلتقيان فيقعا بالحب من النظرة الأولى، وفي حين تملك “سيدني” أحلامًا كبيرة لنفسها فإن “دين” غير طموح. ومع اكتشاف “سيدني” حملها، تضطر للتخلي عن أحلامها والزواج مبكرًا، الأمر الذي ينهش روحها مع الوقت، فتتسع المسافة بين الزوجين، وبدلاً من الحب يجد الشعور بالفشل والخذلان مكانًا داخل كل منهما، ليبدأ كل منهما رؤية عيوب الآخر، فينهار كل شيء.
هذا الفيلم مناسب لمَن كنّ طرفًا بعلاقة حب طويلة ظنن أنها ستستمر للأبد، لكنها لم تُحقق لهنّ ما انتظرنه منها، حيث يحكي عن “ليز” الزوجة التي تبدو حياتها للجميع مثالية، وحين تقف مع نفسها وتصدق القول تجد أنها غير سعيدة وأن هذا ليس ما تتمناه بحياتها، فتقرر الانفصال والبداية من الصفر، لتبحث عن نفسها بكل مكان إلى أن تنجح بإعادة التواصل مع روحها، مُكتشفةً أن السعادة بداخلنا وليست فيما ننتظره من الآخر.
“بريندا” و”إليس” و”آني”، لطالما كن صديقات مقربات بالجامعة، ومع الوقت فقدن التواصل بينهن، والآن بعد مرور 27 عامًا على تخرجهن يلتقين بجنازة صديقة مشتركة لهن انتحرت، وبالحديث معًا يكتشفن أن أزواجهن رحلوا من أجل الارتباط بنساء أصغر سنًا، ما يدفعهن لوضع خطة للانتقام من الأزواج الثلاثة الخائنين.
سيرة ذاتية تحكي قصة “شيريل سترايد” ذات الـ26 عامًا، والتي تنهار حياتها تمامًا نفسيًا وجُسمانيًا بسبب اختياراتها الخاطئة بالحياة وما أوصلتها إليه، فتُقرر القيام برحلة بالبرية بمفردها، تقطع خلالها 1100 ميل سائرةً على قدميها بالصحراء، لعلها خلال تلك الرحلة تتصالح مع نفسها وتتطهر من أخطائها، فيصبح بإمكانها البدء من جديد.
فيلم آخر عن الصداقات النسائية وأهميتها، يتناول حياة أربع نساء أمريكيات من أصول إفريقية، كل منهن لها وظيفتها وحياتها الخاصة، ووسط معارك الحياة المتعددة يظل سلاحهن الدائم هو صداقتهن التي تجمع بينهن وتشحذ قواهن، فتُساعدهن على اجتياز أي عقبات تُقابلهن مهما كانت.
