تعاني النساء حول العالم من تصدير نموذج محدد للمرأة الجميلة، يسير وفق مقاييس الجمال العالمية وهذه المقاييس تبدلت عبر السنين كثيرًا، فقديمًا كانت المرأة الممتلئة رمزًا للجمال، وحاليًا تعاني النساء الممتلئات والبدينات من التنمر ورفض المجتمع لأشكالهن، ولسنواتٍ طويلة كانت المرأة الـ”باربي” النموذج الذي تحلم كل فتاة بالتحول إليه، يوجهها في ذلك المجتمع والإعلام والسينما والدراما التليفزيونية، ويصعب عليها مسار التصالح مع الجسد.
في مقال للصحفي “ديفيد روبسون” ترجمته BBC العربية، يحكي عن موقف لفنانة الكوميديا البريطانية “دون فرينش”، قالت فيه ساخرةً من مقاييس الجمال العالمية: “لو خلقت في زمنٍ كان روبنز يرسم فيه شخصياته، لأصبحت نموذجًا رائعًا للرسم. ولكن ماذا عن كيت موس؟ مهلاً، كانت ستُستعمل كفرشاة للرسم”.
مقاييس الجمال العالمية كانت وما زالت حملًا ثقيلًا يجثم على أنفاسهن، ويعيق وصولهن لحالة التصالح مع الجسد التي ستساعدهن على مقاومة الرسائل السلبية وأثرها الذي يتعرضن له منذ طفولتهن، فتؤثر سلبًا على علاقة كل امرأة بجسدها، وغالبًا ما تصل إلى كراهية هذا الجسد، وتكون اليد التي تستخدمها العائلة أو المجتمع لطمس ملامح الأنوثة الجسدية، ومشاعر الأنوثة في داخلها.
السينما والإعلام ونموذج باربي
لسنواتٍ قدمت السينما نموذج المرأة الـ”باربي” باعتبارها نموذج المرأة الجميلة، التي يقع في حبها الشاب الوسيم، وينتهي الفيلم نهاية سعيدة باجتماعهما معًا منتصرين على كل العقبات. في بعض الأفلام كان البطل الوسيم يرفض حب البطلة متواضعة الشكل، ثم يحدث أن تتحول بطريقة ما أو بمساعدة شخص ما، ليُظهر جمالها المختفي، وعندها يندم البطل أشد الندم ويحاول الفوز بحبها.
أفلام ديزني التي تربينا عليها، كانت القصة الدائمة فتاة جميلة وأمير وسيم، وتشابهت الأميرات في أشكالهن كثيرًا بشكلٍ نمطي، مما أثّر سلبًا على الأطفال وثقتهم بأنفسهم وتصالحهم مع أجسادهم، بحسب دراسة ناقشت تأثير أميرات ديزني على الأطفال وسلوكهم الاجتماعي، نشرت عام 2016، وقد حاولت ديزني في السنوات الأخيرة أن تصحح ثقافة الجمال النمطي التي رسختها لعشرات السنوات، فجعلت أميرة بشعرٍ كيرلي وأخرى سمراء وأخرى تنجو بمحبة شقيقتها وليس قبلة الأمير.
أفلام ديزني قد تشوه أفكار طفلتك
يُصعب الإعلام على النساء الوصول إلى حالة التصالح مع الجسد، إذ يركز على حياة المشاهير اللامعة والبراقة، حيث النساء جميلات رشيقات بخصرٍ مشدود وأرداف مثيرة وصدر مرفوع، بينما لا يُظهر كواليس الوصول إلى هذا الجسد، حيث الطعام بحساب وتحت إشراف خبير تغذية، والرياضة مع مدرب خاص، وبعض عمليات التجميل.
10 أفلام تساعدكِ على التصالح مع الجسد
لم يكن من السهل إعداد هذه القائمة من الأفلام التي أراها ملهمة، للوصول إلى حالة التصالح مع الجسد والقبول بعيوبه ومميزاته، بسبب تنميط الجمال الذي عانته من السينما لسنواتٍ، وتُحاول حاليًا تصحيح المسار والانتصار للاختلاف ومراعاة جميع الأعراق فيما تقدمه، راعيت في هذه القائمة التنوع لتناسب كل الأذواق، أمنياتي بمشاهدة ممتعة.
-
Bridget Jones’s Diary
فيلم كوميدي رومانسي، إنتاج أمريكي بريطاني عُرض عام 2001، يحكي قصة الصحفية والكاتبة بريدجت جونز ومعاناتها مع الصورة الذهنية عن نفسها، بأنها ليست جميلة كفاية، وتتقدم في العمر دون أن تجد شريك حياتها المناسب، فتضع لنفسها خطة بأن تجد هذا الشريك خلال عامٍ واحد، وتبدأ بكتابة مذكراتها التي تسجل فيها ما يحدث معها.
-
Real Women Have Curves
فيلم كوميدي درامي، إنتاج أمريكي عُرض عام 2002، يحكي قصة الفتاة المراهقة “آنا”، التي تنحدر من أسرة مكسيكية تعيش في مدينة لوس أنجلوس/ الولايات المتحدة الأمريكية، تحلم بالالتحاق بالجامعة بعد أن أنهت الثانوية العامة، بينما ترى والدتها أن تكتفي بهذا القدر من التعليم وتُعد نفسها للزواج وإنجاب الأطفال، لذلك تحثها دائمًا على إنقاص وزنها، لتصبح أكثر جمالًا وتفوز بعريسٍ مناسب.
-
Penelope
فيلم فانتازيا كوميدية، إنتاج أمريكي عُرض عام 2006، تدور أحداثه حول الشابة “بينلوبي”، التي ورثت عن أحد أجدادها لعنة شريرة، جعلتها بأنف خنزير، لتظل طوال حياتها مرفوضة من الجميع، وزوال اللعنة يكون بأن يظهر من يقبل شكل “بينلوبي”، الذي لم تقبل به حتى والدتها، فسجنتها مدة 18 عامًا، وحاولت بشتى الطرق إيجاد زوج لابنتها حتى تزول هذه اللعنة.
-
Hairspray
فيلم كوميدي غنائي، إنتاج أمريكي عام 2007، تدور أحداثه حول الشابة “تريسي” التي تعاني من السمنة، لكن ذلك لم يؤثر على حركتها ونشاطها وإتقانها للرقص. كانت “تريسي” مهووسة ببرنامج للرقص يحمل اسم “عرض كورني كولين”، وفي أحد الأيام تعرف أن أحد راقصي العرض ترك البرنامج، فتتقدم لاختبارات إيجاد البديل، ورغم براعتها في الرقص تُرفض بسبب وزنها الزائد، لكنها لا تيأس وتستطيع أن تصل لهدفها وهو التصالح مع الجسد بعد الكثير من المحاولات.
-
الثلاثة يشتغلونها
فيلم كوميدي، إنتاج مصري عُرض عام 2010، تدور أحداثه حول الشابة “نجيبة متولي الخولي”، التي لا تعرف في حياتها شيئًا سوى الدراسة، تحفظ المعلومات وتنجح في الامتحانات بجدارة، لأنها مصدر الفخر الأكبر لوالديها، تجتاز امتحانات الثانوية العامة بمجموع 101% وتلتحق بكلية الآثار، وفي الجامعة تكتشف عوالم لا تعرف عنها الكثير، ولأنها معدومة الخبرة وأشبه بالكتاب الفارغ، تنخرط في هذه العوالم بشكل يؤثر سلبًا على حياتها.
-
Dum Laga Ke Haisha
فيلم كوميدي رومانسي، إنتاج هندي عُرض عام 2015، تدور أحداثه حول الشاب “بريم” شاب غير متعلم ترغب عائلته في تزويجه لفتاة متعلمة، تعمل مدرسة، لتساهم في إعالة الأسرة، هذه الفتاة هي “سانديا” التي تعاني من الوزن الزائد وبعيدة عن مواصفات فتاة أحلام “بريم”، الذي يرفض هذا الزواج في البداية، ثم يرضخ تحت ضغوط العائلة. يتم الزواج لكن يحرص “بريم” على إبقاء زوجته “سانديا” على مسافة منه، وتفشل كل محاولاتها في استمالته، ثم تتوقف هذه المحاولات عندما يحاول أن يُقلل منها ويسخر من شكلها، وتجبره على احترامها وتقديرها.
فيلم دراما عائلية، إنتاج أمريكي عُرض عام 2017، تدور أحداث الفيلم حول الطفل “أوغست بولمان/ أوغي” البالغ من العمر 10 سنواتٍ، وُلد مصابًا بمتلازمة تريتشركولينز، وهي حالة وراثية تؤدي إلى اضطراب في نمو وتطور عضلات وعظام الوجه، فاحتاج “أوغي” لسبعٍ وعشرين عملية جراحية وتجميلية، ليكون قادرًا على الرؤية والسمع. ظل “أوغي” يتلقى تعليمًا منزليًا مدة 4 سنوات، وفي السنة الخامسة قررت والدته أن تلحقه بمدرسة ليواجه العالم، مسلحًا بدعمها الكامل ودعم عائلته في مواجهة التنمر ومضايقات زملائه، هذه المضايقات تتوقف عندما يجد “أوغي” قبولًا من أحد زملائه، ثم زميلة أخرى ويتبعهما بقية طلاب صفه.
-
Patti Cake$
فيلم دراما موسيقية، إنتاج أمريكي مستقل عُرض عام 2017، يحكي قصة الشابة “باتريشيا دومبروفسكي” التي ترغب في أن تصبح مغنية راب شهيرة، لكنها تصطدم برفض عدد من الجهات، لأنها من الناحية الشكلية غير مطابقة لمعايير الجمال الخاصة بالنجمات، كما تكون عُرضة دائمًا لانتقادات والدتها والتنمر من قبل محيطها، لكنها لا تيأس وتستمر في المحاولات حتى تحقق حلمها برفقة مجموعة من أصدقائها المختلفين.
-
I Feel Pretty
فيلم كوميدي رومانسي، إنتاج أمريكي عُرض عام 2018، تدور أحداثه حول الشابة “رينيه” التي تعاني من الوزن الزائد وتتلقى دائمًا رسائل سلبية بشأن وزنها، ما يخلق في داخلها إحساسًا بانعدام الثقة، وبأنها ليست جميلة كفاية. تقرر “رينيه” بعد أن تعرضت للرفض من قبل إحدى شركات التجميل التي تقدمت للعمل لديها، بأن تذهب لصالة الألعاب الرياضية مع اتباع حمية غذائية قاسية للوصول إلى الوزن المثالي، وأثناء إحدى التمارين تصطدم رأسها بالأرض، تتعرض للإغماء وعندما تستيقظ تكون نظرتها عن شكلها وجسمها مختلفة تمامًا، حيث تشعر أنها جميلة وتتصرف على هذا الأساس، فتختلف حياتها كليًا.
-
Isn’t It Romantic
فيلم فانتازيا كوميدية، إنتاج أمريكي عُرض عام 2019، تدور أحداثه حول “ناتالي” مهندسة معمارية تعيش وحيدة في شقة ضيقة وتواجه العديد من تحديات الحياة اليومية، خصوصًا أنها ليست مطابقة لمعايير الجمال القياسية، ما عرّضها للفشل في علاقاتها العاطفية والتجاهل من بعض زملائها في العمل. تكره “نتالي” أجواء الكوميديا الرومانسية التي تعرضها الأفلام والمسلسلات، حيث كل شيء مثالي والنهايات سعيدة، وتعتبر أن ذلك منافيًا للواقع تمامًا، يحدث أن تتعرض لحادثٍ فتستيقظ لتجد نفسها محبوسة في عالم الكوميديا الرومانسية الذي تمقته.
اقرأ أيضًا: 6 أفلام من السينما العربية والعالمية جسدت العنف ضد المرأة