10 نساء في السينما المصرية كسرن القالب

728

المرأة بمجتمعاتنا العربية تُوَلَد مهضومةَ حقوقها، ليصبح على أي امرأة ترغب بالتمَّرد، وأن تحظى بفكرها الخاص وطريقتها الشخصية جدًا في الحياة، خَوض حرب ضارية ليلاً ونهارًا.. حرب يقودها على الجبهة الأخرى الآخرين.. كل الآخرين.

 

ولمّا كان الطريق وعرًا، والرحلة خلاله قد تُلهم الكثيرات النزال بمعاركهن الخاصة، ولأن السينما بالنهاية ليست سوى انعكاسًا للواقع المُعاش، سنستعرض معكنّ 10 نماذج نسائية لبطلات لم يستسلمن للقالب الكليشيهي الذي فرضه عليهن المجتمع، رافضات الأدوار التي كان من المتوقَّع منهن أن تلعبنها.

 

ليلى.. الباب المفتوح

فتاة حُرّة الروح، لكنها غير مُتحررة بسبب أسرتها التي تُطالبها دومًا بالرضوخ للعادات والتقاليد غير المرنة، وغير العادلة بالكثير من الأحيان. ترفُض “ليلى” ألا تُشبه إلا نفسها، فتُحاول الخطو خارج حدود الدائرة وإن كان بخطوات قليلة كل مرة، لكن المجتمع لا يرحم ولا يغفر، فيُضيِّق خناقه عليها أكثر.

الأمر الذي يجعلها بمرحلة ما تُقرر الاستسلام والخضوع للقطيع، قبل أن تكتشف أن الحِملان ما هم سوى ذئاب ومُدَعِّين، فتستيقط من غفوتها وتُصر على فَتح الباب المُغلَق بوجهها عنوةً، رافضةً أن يرسم حدودها أحد.

 

فؤادة.. شيء من الخوف

فتاة نقية وذكية، تقع بحُب “عتريس” البريء، ما لم تحسب “فؤادة” حسابه هو تَحَوُّل “عتريس” مع السن والسُلطة إلى نُسخة من جده المُستَبِد الذي يرهَبه الجميع، هنا تُغلق “فؤادة” قلبها بوجه الحبيب ولو على حساب مشاعرها.

وبالرغم من خوف أسرة “فؤادة” من بطش الحاكم، حَد موافقتهم على تزويجها منه بالغصب ضد إرادتها، وخوف أهل القرية حَد سكوتهم على الظلم، فإن “فؤادة” تتشجَّع وتقف بوجه الجميع، بدايةً من أسرتها التي خذلتها، مرورًا بأهل القرية المُستَضعَفين، وصولاً للحبيب الذي صار كابوسًا بعد أن عاش عمرًا بأكمله هو الحلم.

 

أمينة.. أنا حرة

فتاة ينفصل والداها، فتجد نفسها مُضطرة للعيش مع عمتها، تلك المرأة المُنسحقة تمامًا لتقاليد المجتمع، ما يجعل الحياة بين الاثنتين صعبةً جدًا، خصوصًا أن “أمينة” ترفض الانصياع للقواعد وتُصر على رفع شعار “أنا حرة”.

ذلك الشعار الذي يجعلها منبوذة وسط الأهل والجيران، حيث ينظر الجميع إليها كــ”خارجة عن القانون”، الأمر الذي يُعَلِّي الأدرينالين عند “أمينة” أكثر ويجعلها تفتح صدرها للمزيد من التحديات، بدايةً من الخروج والسهر مع الفتيان، مرورًا بإصرارها على دخول الجامعة، وصولاً لرفضها الزواج من أي شاب، لمجرد أنه مثالي بأعين الآخرين، ومع الوقت تكتشف “أمينة” جوهر الحرية الحقيقي، صانعةً لنفسها طريقًا وحياة مُتحررة لكن بنُضج.

 

إلهام.. للرجال فقط

مهندسة مُجتهدة وطموحة، تعمل بمقر شركة بترول بالقاهرة، لكنها تحلم بالعمل بالصحراء من أجل استكشاف آبار البترول، ولمَّا كانت قوانين الشركة لا تسمح بهذه الوظيفة إلا للرجال فقط، تُقرر “إلهام” تحدي القوانين، بل وكسرها تمامًا، حيث تنتحل شخصية رجل هي وزميلة أخرى، ومن ثَم تذهبان للعمل هناك، يقودهما الإصرار على إثبات جدارتهما، رافضات الانصياع لفكر الشركة العقيم الذي يحكم بشكل مُسبَق على إمكانيات النساء وقدراتهن بالعمل.

 

ليلى.. إخواته البنات

“مُحسن” هو الأخ الأكبر لثلاث فتيات، “كريمة” التي لم تُكمل تعليمها، “ليلى” الطالبة بكلية الآداب، و”سعاد” التلميذة التي تهوى الرقص، وفي ظل مُحاولات “مُحسن” لفرض سيطرته على أخواته البنات بشكل ديكتاتوري، خصوصًا مع قيامه بتجاوز كل الخطوط الحمراء التي يضعها لهن، نجدهن تتمردن ولكن بالخفاء.

الوحيدة التي تفعل ذلك بذكاء وإصرار وبشكل علني هي “ليلى”، الشابة التي تؤمن بالمساواة والحريات، وبالرغم من عدم حاجتها لكسر القيود فإنها تفعل ذلك لتفتح الباب لباقي الأخوات كي يتمسكن أكثر بحقوقهن الفعلية، لا تلك التي أقرَّها لهنّ الآخرون.

 

زوزو.. خلي بالك من زوزو

فتاة اجتماعية، تُحب الحياة بكل معنى الكلمة، تعيش حياتها بخفَّة وانسيابية، لا يُنَغِّص عليها إلا كَون أمها راقصة، وبالرغم من عدم اعتراضها على ذلك أو إنقاصها من شأن أمها بسببه، فإنها تُخفي الأمر عمن تعرفهم، لا لشيء سوى لضيق أفق المُجتمع واعتياده على إطلاق الأحكام المُجحفة دون وجه حق.

غير أن الأيام لا تلبث أن تكشف السر، فتوضع “زوزو” على المَحَك إما المواجهة وفرض الذات، وإما الهروب والاختباء، لتقبل “زوزو” التحدي مُعلنةً أن على من حولها قبولها كما هي أو الخروج من حياتها غير مأسوف عليهم.

 

كاميليا.. أحلام هند وكاميليا

امرأة مُطلَّقة وجميلة، تعمل خادمة بالبيوت بينما تعول أخاها وزوجته مقابل المبيت بمنزلهما، ورغم شظف العيش فإنها لا تسمح لأحد أن يدوس أبدًا على كرامتها، الأمر الذي يُهدد كثيرًا استقرارها ووظيفتها. ولأن “كاميليا” مُتطَلِّعة وصاحبة أحلام، تؤمن بقدراتها وحقها المشروع في الوصول، ثم تسعى جاهدة لتحقيق ذلك حتى ولو كان بالزواج من رجل بخيل وعجوز، إلا أنها سرعان ما تُعيد تمرُّدها وترحل عنه لتستكمل المشوار.

جدير بالذكر أن تمرُّد “كاميليا” يترك أثره، لا على حياتها فحسب بل وعلى حياة صديقتها المُقرَّبة أيضًا، فأصحاب الأرواح الحُرة يرفضون رؤية الحال المايلة والتمادي في الانخداع، حتى ولو كان الضحايا محض آخرين.

 

ليلى.. لعبة الحب

تبدأ “ليلى” تمردها منذ صغرها، فنجدها بمراهقتها تُسافر وحدها وتُدخن السجائر دون أن تُلقي بالاً لما سيُقال عنها، تمر السنوات لتستمر بطريق تحررها، فتحيا بالقاهرة بمفردها، تعمل بتصميم الأزياء، وتعيش قصة حب قد يُسيء الآخرون الحُكم عليها، لكن ذلك أيضًا لا يهمها.

وحتى حين تُنهي العلاقة العاطفية التي استنزفت منها سنوات وتقع بحُب رجل آخر يحمل مرجعيات فكرية مُختلفة عنها، لا تكذب ولا تتجمَّل، وتُصر على أن تبدو أمامه تمامًا كما هي، حتى وإن كان ذلك سيجعله يبتعد عنها، ذلك لأن “ليلى” واحدة من قليلات فَضَّلن أن يكُنَّ أنفسهن، مهما كان الثمن المدفوع.

 

شمس.. بشتري راجل

امرأة ثلاثينية، جميلة، جذابة، ناجحة بعملها وحياتها الاجتماعية، وعلى ذلك ينظر إليها المُجتمع كشخص ناقص لعدم زواجها حتى الآن.

ولأنها تثق بنفسها وتُدرك أن الزواج ليس الهَدَف ما لم يكُن الشريك مُناسبًا، ترفُض الاستسلام لحسابات المُجتمع المغلوطة. في الوقت نفسه تتملَّك منها رغبتها بالأمومة، ولمّا كان ذلك يستحيل حدوثه خارج مؤسسة الزواج، تُقرر تنفيذ فكرة مجنونة، فتبحث عن زوج يمنحها الطفل الذي تحلم به مُقابل مبلغ من المال وورقتين.. الأولى قسيمة زواج والثانية طلاق.

 

هيام.. فتاة المصنع

فتاة عشرينية من حي شعبي، رغم الفقر وضيق العَيش، فإن ذلك لا يمنع أن تنبت لأحلامها أجنحة تنوي التحليق بها لأعلى سقف يطاله خيالها، دون أن تأبه لعَجز مجتمعها عن الحِلم أو الخروج من الشرنقة. وكما يليق بفتاة تربَّت على أفلام سعاد حسني، تظن “هيام” أن سراحها في الحُب، فهو وحده القادر على مَنح الضعفاء القدرة على تَخَطِّي الحواجز.

وبالفعل تقع “هيام” بحب رجل من طبقة أعلى منها، رجل يُحِب حُبها له، لكنه لا يملك مثل شجاعتها للوقوف بوجه العالم من أجلها، فلا يلبث أن يخذلها، ويضعها أمام المدفع بمواجهة نارية، من ناحية مع أسرتها وأصدقائها الذين يتهمونها بالباطل، ومن أخرى مع نفسها التي تشبثت بخيوط حلم واهٍ وضعيف، لكن “هيام” تُفاجئ الجميع وتُقرر الرقص على رأس الوجع دون انكسار.

 

والآن وبعد أن تناولنا معًا عشر شخصيات نسائية على اختلاف أحلامهن وطُرقهن، نجحن جميعًا بمواجهة القطيع والانتصار للروح، أخبرينا أنتِ عن معركتك الخاصة، لعلها تُلهم أخريات.

 

 

 

المقالة السابقةطلعت روحي.. دليلك لتحديد نوع علاقتك
المقالة القادمةلماذا خفت من دوائر الحكي الآمنة والأصدقاء؟

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا