10 مشاهد من الدراما المصرية أفورتها لا تُنسى

492

 

 

بعد أن تناولنا بـالمقال السابق أكثر “كاركترات” الدراما المصرية من حيث المبالغة، جاء الآن وقت استعراض مشاهد بعينها كانت الأفورة شعارها مع سبق الإصرار والترصد، وإن كان ذلك دفعنا للتصديق والانبهار صغارًا، إلا أنه لم يلبث أن تسبب في إضحاكنا كبارًا بعد أن أدركنا كم كنا سُذَّج ومضحوكًا علينا.

 

1- عندي 100 سبب يخلوني أحبك

كبرنا يا أمي وحبينا واتخطبنا واتجوزنا وبقينا أمهات كمان، ومحدش عملنا الكلام ده!

نشاهد مثل تلك المشاهد حيث الطرق المُبهرة في التعبير عن الحب، فلا يسعنا سوى أن نسأل: هل يكذبون علينا بمثل تلك المشاهد؟ أتُراهم يُصبغون على الحب نزعةً عاطفيةً أكبر مما هو عليها حقًا، أم أننا نحن أيضًا اختبرنا لحظات جميلة ورائعة كهذه لكننا نسيناها مع المسؤوليات آالزهايمر المُبكر؟

 

ثم ما هو الأهم.. المُبالغة بإظهار الحب أم وجوده من الأساس ومشاركته مع مَن يستحق؟ ففي النهاية هناك رجال أفعال ورجال أقوال، رجال يُعبّرون عن مشاعرهم بالقلق والحماية والسند والاستقرار، في حين يُعبّر عنه آخرون بالهدايا والمفاجآت، بالطبع جميعنا نُريد الــ”باكيدج 2×1″ لكن الحياة علّمتنا أن “محدش بياخد كل حاجة”. وإذا كان بعضنا يملك من القناعة أو الخبرة ما يجعله يعرف كيف يُفرّق بين الواقع والخيال وبين المُهم والأهم، للأسف هناك فتيات تُصدقن كل ذلك وترفضن أن ترتضي عنه بديلاً، ليبقى ذنبهن برقبة صناع تلك الأعمال.

 

2- هبنيلك قصر عالي.. وأخطف نجم الليالي

يبدو أن البدايات في العلاقات العاطفية ليست المحل الوحيد للمبالغات، فحتى النهايات قد تأتي “أوفر” حين يكون الفراق غير مرغوب فيه، وسببه المرض/الموت. ولعل أشهر تلك النهايات، نهاية فيلم “حبيبي دائمًا” الذي لطالما اعتبره الكثيرون أيقونة الحب الرهيب، والذي فيه تتوفى البطلة إثر السرطان، يحدث ذلك على الشاطئ بينما يتبادل الزوجان دندنة مقطعهما الموسيقي المُفضَّل والذي يُذكرهما بقصتهما معًا، في مشهد كان يُمكن أن نصفه بالرومانسية لولا ميل صُنَّاعه للمبالغة.

 

3- نندوووح.. يا نندووح

الفنانة ماجدة واحدة من أكثر النجمات اللاتي اشتهرن بالأفورة في المُطلق، سواء في طريقة الحديث، المشي، الجري، التعبير عن الحُب، الانفعال، الحزن، أو الانكسار.. ويُمكن للقوس أن يظل مفتوحًا للكثير من تصرفاتها الأخرى وردود أفعالها المُختلفة.

 

وبالرغم من أن الأغلبية رأوها في وقتها غير قابلة للتصديق، خصوصًا أنها كانت تنتهج هذا الأسلوب بمختَلَف أعمالها أيًا كان مضمونها أو الدور الذي تلعبه، إلا أنهم أيضًا اعتبروها حالة فردية وشاذة، الأمر الذي جعل الجمهور وإن لم يقبلها لكنه كذلك لم يرجمها.

تمر السنوات ويصبح هذا الأسلوب “الماجداوي” هو “الديفولت” لعدد لا بأس به من بنات الأجيال الحالية، حيث يتعاملن بنفس الطريقة ذات الخنفان المُستمر والكلام بطبقة صوت أقرب لطفلة بل وبأسلوب عجيب. 

 

4- عباس الضو بيقول لأ

مشهد تعذيب “أحمد عبد العزيز” في “المال والبنون” حين أخذه الإسرائيليون أسيرًا، على الأغلب لن يُفارق ذهن كل الذين شاهدوه، ذلك المشهد الذي ظهر به البطل جسورًا رغم هزيمته ليظل صامدًا رافضًا الانكسار، بينما يُنادي بأمجاد الوطن ورفض قاماته وأبنائه للاستسلام. 

مشهد على الأغلب جرى مثله بل وأفضل منه على أرض الواقع، لكن هذا لا يمنع أن أداء البطل بالمشهد حين نُراجعه الآن نجده مُفتعلاً، لا بسبب الصوت العالي فحسب بل وكذلك أجواء التنظير والسفسطة.

 

5- تحيا الثورة.. أنا بتكلم يا حسين!

“الثورة” ذلك الحلم الوردي الجميل بالحياة الآمنة، حيث الحق، العدل، الخير، الأمل بوضع الأمور في نصابها الصحيح، الحلم الذي يبدو أن كل جيل آمن به كان يُشيده فينهار، ثم يُشيده ثانيةً فينهار هو. الأمر الذي يجعلنا نعرف جيدًا القيمة الفعلية للحظة التي يتحول فيها هذا الحلم الخُرافي إلى حقيقة واقعة.

صناع فيلم “رُد قلبي” يبدو أنهم كانوا يعرفون ذلك أيضًا للدرجة التي جعلت أحد الأبطال يستعيد قُدرته على النُطق بمُجرد قيام الثورة.

 

6- أنا عمري يا ربي ما كنت محتاج للنور في عينيا زي النهارده

المعجزة الإلهية شاهدناها أيضًا بفيلم “الشموع السوداء” حيث يستعيد “أحمد” (صالح سليم) بصره إثر سقوطه أثناء مُطاردة المُجرم الذي يتلصص عليه، وسط مبالغة ليست في الحَدَث فحسب، بل واأآداء الدرامي أيضًا، الطريف أن أحد المُشاهدين ترك تعليقًا على هذا المشهد تحديدًا واصفًا إياه بأروع مشهد في السينما المصرية.

 

7- مهرجان الموت للجميع

مسلسل “الطوفان” هو أحد الأعمال المُثيرة للجدل حديثًا، ورغم كَون العمل وليد هذا العصر لكن هذا لم يمنع وقوعه بفخ المُبالغة، لا لأن أبطاله قتلوا أمهم من أجل النقود، فنحن بالنهاية في عالم ينهش بعضه بعضًا على أهون سبب، ما يجعل الحبكة صادمة ومريضة، لكن للأسف غير مُستَبعَدَة.

وحدها نهايته الكليشيهية هي التي استدعت وجود المسلسل بهذه القائمة، تلك النهاية السريعة وغير المُنطقية، حيث صحوة الضمير الجماعي جدًا، كما لو أن عذاب الضمير ألعن وأقوى من أحكام القضاء. قد يكون ذلك حقيقيًا بالفعل من حيث المبدأ لكن قطعًا ليس بهذه المبالغة الدرامية شديدة الحدة والسذاجة.

 

8- كنتي زعلانة لما كنت بقولك زي أخوكي آديني بقيت زي أختك

“الأكشن ميأذيش مؤمن”.. أو بمعنى أدق البطل عندنا في الشدة شديد وفي القوة قوي، فكم من عمل مصري شاهدنا البطل يدخل في معركة تبدو غير محسوبة أو غير متكافئة من حيث العدد والقوة والسلاح، إلا أن كل ذلك لا يهزه؟ فنجده بمنتهى الجسارة يواجه أعداءه فيتخلَّص منهم جميعًا دون أن يُصيبه إلا خدوش قليلة فقط لتخزي العين لا أكثر ولا أقل.

 

9- شرطتنا جامدة ولا لأ يا متعلمين يا بتوع المدارس؟

مشهد أكشن آخر نشهد فيه الشرطة المصرية بينما تفرض سيطرتها على الموقف، ليستتب الأمن، أما البطل فها هو يضرب السقف ينزل طوب، ويدفع أفراد العصابة بقدمه فيكسر الجدران. 

وبالطبع متى ذُكرت القوة والقدرة على التحمل يصحبها الدفاع عن الوطن، لا بد أن نذكر مدام نادية الجندي التي تعرضت بأفلامها لتعذيب لا يتحمله بشر ولا بني آدمين. (يُمكنكم التأكد هنا).

 

10- اقتلني يا صديقي.. كيف أقتلك وقد وعدتك بالسلطنة؟!

أتذكر وقت عرض مسلسل “الفرسان”، حينها كان العمل هامًا وملحميًا لعدة أسباب، أولها: أهميته كعمل تاريخي، ثانيها: لكون أحمد عبد العزيز جان الدراما المصرية في ذلك الحين، وآخرها لأن قصة “وا إسلاماه!” كانت مُقررةً دراسيًا بنفس الوقت على الكثيرين، وعلى ذلك ها أنا اليوم بعد أكثر من عشر سنوات أستخدم أحد مشاهد العمل للاستدلال على تجاوز المنطق مداه.

..

بالطبع هناك مشاهد أخرى “أوفر” نحفظها عن ظهر قلب، بدايةً من “الحبِّيبة اللي بيجروا ورا بعض ع الرمل”، مرورًا بالفتاة خارقة الجمال التي ما أن تدخل الكادر حتى تلتف كل الأعين نحوها، ووصولاً للمواعظ التي يُلقيها الكبار على مسامع الصغار دوان داعي، الأمر الذي يجعل هذا المقال -طال أو قصر- مجرد مثال لا حصر لمشاهد لم نعد نُصدقها وإن كنا لم نتوقف عن حبها بالضرورة.

المقالة السابقةالوصفة المثالية للتربية الإيجابية
المقالة القادمةأمومة بطعم الأفورة.. زيرو تفاؤل
امرأة ثلاثينية متقلبة المزاج، أعشق الرقص على السطور كتابةً، أُحب الفن بمختلف أنواعه وأعيش عليه. والآن كبرت وصار عليّ أن ألعب في الحياة عشرات الأدوار طوال الوقت، لأستيقظ كل صباح أُعافر حتى أستطيع أن أُحاكي بهلوانات السيرك فأرمي الكُرات المُلونة بالهواء ثم ألتقطها كلها في آنٍ واحد.

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا