10 شخصيات أوفر تعشقها الدراما المصرية

609

 

ياسمين عادل

قبل الخوض في المقال علينا الاعتراف أولاً أننا المصريون شعب “أوفَر” بطبعه، نتمادى فيما نفعله كما لو كان سيتم التشكيك بمصداقيتنا إذا ما لم نتصرّف ونتخذ قرارات يصبغها الكثير من الدراما والمبالغة. قد يبدو التعميم مُخِلاً كعادته، إلا أن هذا لا يمنع كَون “الأفورة” أصبحت منهجًا يتبعه الكثيرون خصوصًا على صفحات التواصل الاجتماعي.

 

ولأن الدراما ما هي إلا انعكاس لحياتنا وسلوكياتنا، لذا بالعودة إليها يُمكننا تتبع بعض الـ”Stereotypes” التي طالما تم تنميطها، حتى بتنا نعتقد أن ما نشاهده بالأفلام والمسلسلات هو “الديفولت” الوحيد لها بالحياة.

 

1- الرجل العصامي خالص:

الواقع يقول إن مُعظمنا ينحت في الصخر من أجل لقمة العيش، لتظل الحياة تتقاذفنا حبة فوق وحبة تحت، لكن يبدو أن تلك الشخصية إذا قُدِّمت بعمل درامي ستصبح عادية ومملة، وأن الأفضل منها هي شخصية الرجل الذي يبدأ من تحت الصفر ثم هوووب يصبح الأغنى.

 

أشهر مثال على ذلك “عبد الغفور البُرعي” الذي لم يكن سوى صبي بوكالة المعلم سردينة، يسِفّ التراب، ومع السنين والشقا امتلك وكالة ثم طائرة ثم عمارة ومصنعًا، ليتحوَّل من فقير مُعدَم إلى مليونير بسبب ذكائه الفظيع وقُدرته الدائمة على قراءة من حوله، ما يجعله محَل انبهار و/أو استغلال الآخرين له طوال الوقت.

 

2- الحماة خرَّابة البيوت:

هل كل الحموات تسعى فعلاً لخراب بيوت أولادهن؟ سؤال لن نعرف إجابته الحقيقية أبدًا، ذلك لأن الصورة التي رسَّختها لدينا ماري منيب بأفلام الأبيض والأسود أقوى إثبات وأهم مَرجِع يُمكننا العودة إليه إذا ما أردنا التفكير فيما ستُقبل عليه كل امرأة عند الزواج، وهو ما يُبرر النصائح بذبح القطة للحماة وكسب الأرض الأولى ضمانًا لفرض السيطرة باقي العمر.

 

3- الزوج العجوز القاسي:

كل زوج غني عجوز يمكنه أن يبيع ويشتري في بنات الناس عادي. هل هناك مثال أفضل لتلك الشخصية عن “طاهر باشا” بــ”نهر الحب”؟ رجل متحجِّر القلب بدايةً من زواجه من “نوال” إثر ابتزازه لأخيها المُختَلِس، دون اهتمام بفارق السن بينهما أو عدم رغبتها بالزواج منه أساسًا، مرورًا برفضه طلاقها حين شعرت أن قلبها تعلَّق برجل آخر، وصولاً لحرمانها من ابنها وتطليقها بالفعل بعد أن يموت الرجل الذي وجدت فيه “نوال” عوضًا لها عن قسوة العالم.

 

4- الزوجة الثانية خطافة الرجالة:

الغالبية العظمى إن لم يكن الجميع، يكرهون الزوجة الثانية، كيف لا وهي التي هددت استقرار بيت كان آمنًا قبلها، ولولاها لم يهشَّم ألف قطعة؟ شاهدنا رمضان الماضي ليلى بــ”لأعلى سعر”، تلك الحَيَّة التي تلوَّت وتسرسبت حتى خطفت زوج صديقتها المقربة، ثم لم تكتفِ بذلك بل أصرّت على سَلب كل ما امتلكته الزوجة الأولى يومًا من بيت، أبناء، وحتى مكانتها بقلوب الآخرين.

 

5- الأب الطيب.. أب حنين.. أب كبير:

لا شك أن الأب هو السنَد لأسرته، التِرس الذي يدور طوال الوقت لضمان حياة كريمة للجميع، إلا أن بعض الأعمال الدرامية لا تكتفي بذلك، بل تُزيد عليه أن يكون الأب خانعًا ومُنكسرًا ما دام في ذلك سعادة أولاده.

أشهر من لعب هذا الدور: عبد المنعم مدبولي ودور “بابا عبده”، الأب الذي صبر على الظلم والقهر، وارتضى الإساءة ليظل أولاده كبارًا بأعين أنفسهم وأعين زوجاتهم، حتى لو كان ذلك يعني التحقير من شأنه هو.

 

6- الأم شمعة تحترق:

تربينا على نماذج فنية لأمهات بدوَن لنا كــ”سوبر وومان”، وحين أصبحنا نحن الأمهات اكتشفنا أن ذلك كان محض هراء ومُستحيلاً. “ماما نونا” أكثر أمهات العصر الحديث مُبالغةً، فهي مزيج من الحنية المُفرطة، الأمومة المُتدفقة، العطاء غير المحدود، والحب غير المشروط، والكثير جدًا جدًا من الدلع، ما نتج عنه ابنًا هو الآخر مُبالغًا بعدم تحمله للمسؤولية وتبعات قراراته.

 

7- المزواج العادل الحَبّوب:

أتذكر وقت عرض مسلسل “عائلة الحاج متولي” لأول مرة، كنا نتابعه باعتباره عملاً  كوميديًا لا يجذبنا إليه سوى الخناقات بين الضرائر قبل اتحادهن على “ميتو” فيما بعد.لم نُشاهد العمل باعتباره دليلاً على قُدرة الرجل على العدل بين زوجاته مهما تعددن، أو قدرة المرأة على قبول أمر كهذا بمنتهى الأريحية، كان المسلسل بالنسبة لنا كوميديًا وبه الكثير من الفانتازيا.

لكن يبدو أن صناع الدراما كان لديهم رؤيةً مُختلفةً، إذ سُرعان ما ظهر نفس النموذج بأعمال درامية أخرى تُصَوِّر الرجل المزواج فارسًا يملك مفاتيح النساء، يعرف كيف يقتحم قلوبهن بالحيلة، الهدايا، والكلمة الطيبة، لتقع بحبه كل امرأة تدخل الكادر دون عمل أي حساب لكرامتها، أو حتى للفروق الواضحة بينها وبينه، كما لو كان أول وآخر رجل بالأرض.

 

8- مرات الأب ساحرة شريرة:

ثيمة زوجة الأب سواء بمفردها أو كان لها بنت تجلب لأذهاننا بالتبعية قصة سندريلا بشقيها الأول أو الثاني، ويبدو أن الأمر نفسه يراود أذهان صناع الدراما، فمن ينسى الأفلام العربية القديمة التي اعتدنا فيها مشاهدة “ميمي شكيب” بدور زوجة الأب و”منى” بدور ابنتها؟

 

ولتكتمل الحبكة لا بد من وجود صديق العائلة الشاب الثري الذي عادةً ما يكون “كمال الشناوي”، بالطبع يقع الشاب بحب ابنة الأب (شادية أو صباح) من زوجته الأولى، لتبدأ محاولات زوجته الثانية في تخريب تلك العلاقة والفوز بالعريس الوسيم لابنتها هي.

 

9- شُرطي الأخلاق الحميدة:

مَن مِنا لا يُدرِك أهمية الأخلاق ويحاول التحلّي بها بشكل شخصي؟ تلك المحاولات التي طالت أو قصرت لا تتنافى مع كوننا بشرًا من وقتٍ لآخر نُخطئ ونُذنب؟ وعلى ذلك كثيرًا ما نشهد بالدراما شخصية “الواعظ المُحترم قوي”، شُرطي الأخلاق الحميدة الذي لا يُخطئ أبدًا ويعمل طوال الوقت على تقويم الجميع.

 

أشهر من لعب هذا الدور هو محمد صبحي طبعًا وشخصية “ونيس”، الأب الذي أراد تربية أبنائه على الفضيلة، ليظل على مدار سبعة مواسم يُحاول تغيير الحال المايلة ليس لأولاده فحسب بل لجيرانه وأهله والمجتمع والناس.

 

10- الزوجة نكدية مش عايزة سؤال

الزوجة النكدية تكاد تكون “لزمة” بمعظم الأعمال العربية، تلك الأسطورة التي على الأغلب ابتدعها الرجال وتداولوها، حتى باتت واقعًا لا يقبل الشك، ومُبررًا مُسبَقًا لكل شيء يفعله الزوج، بدايةً من تركه زوجته وحدها معظم الوقت و”التسنكح” مع الأصحاب، ووصولاً للبصبصة والخيانة و/أو الزواج الثاني.

 

“الزوجة أول من يعلم” أحد المسلسلات الثمانينية التي قدمت أكثر من نموذج للزوجة النكدية “الأوفر”، حالات على اختلافها بين (زوجة أرستقراطية، وأخرى طموحة ذات تطلعات، وثالثة جاهلة) إلا أن جميعهن جئن نكديات مع سبق الإصرار والترصّد وإن اختلفت الدرجات والأسباب لنكد كل منهن. وهو ما برر به الأزواج الثلاثة هروبهم خارج المنزل ووقوعهم بغرام السكرتيرة الحسناء، مُتغافلين عن حقيقة أنها ليست سوى امرأة أخرى، وبالتالي إما أنها نكدية تمامًا كزوجاتهن، وإما أنهم هم الرجال من عجزوا عن استيعاب و”ترييح المدامات”.

 

بالطبع الشخصيات المبالغ فيها بدرامتنا العربية أكثر من ذلك بكثير، لكن هؤلاء هم الأشهر والأكثر بقاءً على مر السنوات، ليصبح السؤال: تُرى هل ما زلتم تصدقون تلك الثيمات، أم أن تكرارها المستفز، واختباركم للحياة الحقيقية جعلكم تشاهدونها باستخفاف ودون تصديق؟

 

 

المقالة السابقةعذرًا جيل الألفينات .. إلا فريندز
المقالة القادمةمن وأنا في 3 ابتدائي
امرأة ثلاثينية متقلبة المزاج، أعشق الرقص على السطور كتابةً، أُحب الفن بمختلف أنواعه وأعيش عليه. والآن كبرت وصار عليّ أن ألعب في الحياة عشرات الأدوار طوال الوقت، لأستيقظ كل صباح أُعافر حتى أستطيع أن أُحاكي بهلوانات السيرك فأرمي الكُرات المُلونة بالهواء ثم ألتقطها كلها في آنٍ واحد.

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا