من أول رمضان تقريبًا بتابع مسلسل "تحت السيطرة" بالصدفة البحتة، رغم إني مكنتش ناوية أتفرج على أي حاجة كئيبة، بس الصدفة
شدتني حلقة ورا التانية.
وعلى عكس الشائع يعني، العلاقة بين نيللي كريم وجوزها في المسلسل مكانتش أكتر حاجة شادة انتباهي، ولا حتى شخصيات المسلسل
المحورية بحكاياتهم المليانة تفاصيل.
كان هو بس أكتر حد شد انتباهي، وتعاطفت معاه بصورة غريبة.. "شريف" أو هاني عادل، صديق نيللي وتقريبًا حلقة الوصل بين كل
شخصيات المسلسل بلا استثناء.
فلاش باك
سنة 2010، كانت أول مرة في حياتي أعرف قيمة الصديق السند، الحقيقة يعني ربنا أد ما اختبر قوة صبري وقتها على البلاء، أد ما
رزقني صديق وصديقة وجودهم في الحياة نعمة كبيرة أوي، بعد ما كنت الحيطة والسند لمعظم أصحابي بدون ما يكون لي حيطة وسند
حقيقيين وقت ما أقع أتسند عليهم، ظهروا الاتنين في حياتي، لغاية اليوم وإحنا بنلعب مع بعض دور "شريف" زي الكراسي الموسيقية
تجاه بلاوي الحياة.
الصديق الموجود في كل الأوقات، متاح في الحزن قبل الفرح، في الكآبة قبل التفاؤل، في الوقوع قبل النجاح.
عودة
في أول حلقة يظهر فيها "شريف" صديق "مريم" في المسلسل وهي بتكلمه في عز ضعفها، في الحلقات اللي بعد كده و"شريف" بيقف في
ضهر "مريم" عشان تبطل إدمان، بيساعد طارق جوز أخته وصديق عمره، بيحاول يصلح حياة شيرين حبيبته القديمة اللي تخلت عنه
وقت ضعفه، وبيساعد ويسامح أخته نفسها اللي غلطت في حقه وحق "مريم" بتهور.
في كل حلقة وكل موقف من مواقف "شريف" كنت بشوف "هشام" و"هاجر" أصدقائي، وكنت طول الحلقات بحاول أدور على أي
تفاصيل في حياة "شريف" غير إنه مدمن سابق ومُعالِج حالي، وسند لكل شخصيات المسلسل، لدرجة إن في مرة زوجي سألني وإحنا
بنتفرج بتلقائية "هو شريف ده بقى بيشتغل وعايش حياته في إيه غير إنه بيحل مشاكلهم؟"، السؤال اللي كان بيدور في دماغي كل حلقة،
بس لأني عارفة إن رؤية مخرج المسلسل لا تختلف كتير عن الواقع، سكتّ.
تعرفي على: قصة فيلم بشتري راجل بطولة نيللي كريم
برة شاشة التليفزيون، عادة لو ليك صديق زي "شريف"، هتتحول بدون وعي لصديق أناني شوية، مش فارق معاك غير إنه يبقى موجود
ويسمعك ويساعدك، بغض النظر عن كواليس حياته بقي بيحصل فيها إيه.
بالظبط زي المسلسل، هو بطل حلول كل الحكايات بس بالنسبة لحياته اللي مليانة كلاكيع، محدش ضهر أو سند له، كلهم كومبارس
تقريبًا، حتى المشاهدين نفسهم أغلبهم بيسألوا في آخر الحلقة عن تطورات علاقة نيللي بجوزها، أو مصير "هانيا" و"علي"، أو حدوتة
طارق وسلمي.. وبقية الشخصيات.
حتى في الحلقة اللي "شريف" طلب فيها النصيحة من صديقة عمره فيما يخص علاقته بحببته القديمة والبنت التانية اللي مرتبط بيها،
ردت "مريم" عليه بكل تلقائية: "إنت جاي تاخد رأيي أنا في حياتك وأنا حياتي ملخبطة؟!".. وكان رده معناه إنه فعلاً ملوش حد غيرها
يسأله. "مريم" جاوبته باختصار وخلص المشهد وعدت الحلقات ومفيش أي سيرة تاني جت عن حياة "شريف"، غير إنه بيكمل دور في
مساندة أخته وصديقته وهكذا.
وعلى عكس توقعات الجميع، أنا منتظرة اللحظة اللي هينفجر فيها "شريف" من الضغط، من كُتر ما هو صديق وأخ وحبيب بيدي بدون
مقابل.
الخلاصة.. لو كان في حياتكم أصدقاء زي "شريف" سواء في صورة بنت أو ولد، لازم تحافظوا عليهم جدًا، تقربوا منهم وتسمعوهم زي
ما بيسمعوكم ويقربوا منكم، نادرًا ما تلاقي سند حقيقي في زماننا ده. أرجوكم متوصلهومش لمرحلة الانفجار وانهيار السند. جرب تقف
مع نفسك وتشوف فيه كام "شريف" في حياتك مش هتعوضهم.
أما لو كنت إنت نفسك "شريف"، اعرف إن لك حقوق تجاه علاقاتك بالقريبين منك، مش فرض عليك تفضل الطرف اللي متاح دايمًا،
حقك تكون خارج الخدمة مؤقتًا، تشحن طاقتك وتجدد روحك ومش هتكون أنانية منك، م الآخر فكر في نفسك بقدر كافي عشان تقدر تفكر
في اللي حواليك.