كلاكيت أول مرة.. 5 أفلام في حب التجارب الأولى

724

هناك لحظات لا تُنسى في عمر الإنسان، تجارب لا تمر مرور الكرام، أشياء تعلق في الذاكرة، وأشياء أخرى تُنقش على جدار القلب، وبكل تأكيد لا يُمكن إغفال التجارب الأولى، أو نسيان شعور استشعرناه للمرة الأولى.

 

التجربة الأولى لا تُنسى إن كانت حلوة أو مرة، هل يُمكن نسيان أول شعور بالحب؟ أول كلمة “أحبك”؟ أول لمسة صادقة؟ هل يمكن إغفال أول فشل؟ أول كبوة؟ أول سقطة جعلتك تندفع للأمام وتكافح لتحصد أول نجاح؟ هل يُمكن أن تتوارى تجربة الحمل الأول؟ أول تجربة ولادة؟ أول نظرة لطفلكِ الجميل؟

 

خُلق الإنسان في كبد، تطحنه التجارب وتعجنه الخبرات، وتظل التجربة الأولى الاختلاف الذي لا ينسى، سر الأسرار الذي يُحدد في أحيانٍ كثيرة حيوات الإنسان فيما بعد، وأشهد أن تجاربي الأولى كان لها في نفسي أثر كبير، وجعلت مني الإنسانة التي أصبحتها الآن.

 

التجربة الأولى لطالما ألهمت الكثيرين، وعلى رأسهم صُنَّاع السينما الذين اجتهدوا ليوثقوا القصص الجميلة للتجارب الأولى والمشاعر الأولى، ولأن البحث في الأرشيف السينمائي صار هوايتي المفضلة في الفترة الأخيرة، فقد بحثت وجئتكم بخمسةِ أفلامٍ ملهمات تمتلئ بحكاياتٍ لأشخاصٍ يخوضون في مجالاتٍ عدة للمرة الأولى.

 

Just Married.. الزواج حب وتفاهم وتقدير وشوية حاجات فوق بعض

فيلم رومانسي كوميدي أمريكي، صدر عام 2003. تخيل شهر عسل يتضمن حادثة في حمام الطائرة، ماس كهربائي في فندق، ليلة وسط الثلوج، صرصار عملاق يداعب وجهك، وظروف تحول بينك وبين أي فعل حميمي مع الآخر، تخيلت؟ فكرة الزواج تبدو سيئة للغاية، نعم أوافقك!

 

هذا ما حدث مع الثنائي “سارة” و”توم”، حادثة صغيرة أشعلت شرارة الحب الأولى بينهما، وبعد أشهرٍ قلائل قررا أن يتزوجا، رغم الاختلافات الاجتماعية والمادية والثقافية بينهما. أحبت “سارة” في “توم” تلقائيته وفوضويته، وهي نفس الأشياء التي كرهتها عندما تزوجت منه، أما “توم” فقد أحب في “سارة” اختلافها وسعة ثقافتها، وهي أشياء لم يستطع مجاراتها بعد الزواج، فنشأت الخلافات بينهما في أول أيام شهر العسل.

تعرفي على: فيلم “شوكة وسكينة”: هو إحنا بنتجوز ليه؟

“أحيانًا هناك أشياء تكون أهم من الحب لدعم الزواج، يجب أن تكوني ناضجة بما فيه الكفاية لتعرفي نفسك وماذا تريدين، وتعرفي الآخر”، هذه هي نصيحة والدة “سارة” لابنتها قبل الزفاف، ومع نشوة الحب اختارت أن تتجاهل النصيحة، وتخوض التجربة لآخرها، أما النتائج فأترك لكم مشاهدتها بأنفسكم.

 

The Pursuit of Happyness.. النجاح أعظم درجات السعادة

فيلم دراما وسيرة ذاتية، أمريكي، صدر عام 2006. يستعرض الفيلم قصة نجاح رجل الأعمال الأمريكي “كريستوفر جاردنر”، الذي عانى الكثير من العثرات والعقبات قبل أن يحقق نجاحه الأول، الذي مهد له الطريق ليصبح رجل أعمال وخبير مالي ومحاضر في التنمية البشرية.

 

الفيلم ملحمة إنسانية تأخذ المشاهد من أقصى لحظات الحزن لأقصى لحظات السعادة، نتابع حياة رجل محب مؤمن بقدراته لكن يُعجِزه الفقر، ويتسبب في خسارته لزوجته التي هربت من جحيم الفقر، تاركةً لـ”كريس” طفلاً صغيرًا ليربيه.

 

في خضم بحث “كريس” المحموم عن سبيلٍ للسعادة والنجاح، نعيش برفقته لحظات إفلاسه، تشرده، حزنه ويأسه. كما نعيش لحظات إصراره وعناده لاستغلال أول فرصة جيدة له، واجتهاده وكَدّه لمدة 6 أشهرٍ ليقتنص وظيفة الأحلام، ويتذوق طعم النجاح والأمل للمرة الأولى.

 

Julie & Julia.. المطبخ كعالمٍ موازٍ

فيلم سيرة ذاتية أمريكي، لا يخلو من الدراما والرومانسية، صدر عام 2009. واحد من أجمل وأعذب الأفلام التي يُمكن مشاهدتها، فهو يشبه وجبة دافئة ولذيذة في ليلة شتوية جميلة.

 

يتنقل المشاهد مع هذا الفيلم بين مكانين وزمنين مختلفين، نعيش مع الطباخة “جوليا تشايلد” رحلتها لتعلم المطبخ الفرنسي أثناء إقامتها في فرنسا في أربعينيات القرن الماضي، ومن ثم ننتقل لبدايات القرن الحالي في مدينة نيويورك لنتتبع مع الكاتبة الأمريكية “جولي” خطواتها الأولى على درب طباختها الملهمة “جوليا”.

 

“جوليا تشايلد” المرأة التي علَّمت أمريكا الطبخ والأكل، “جولي باول” الكاتبة الطموحة التي تعرف كيف تحب الطعام، وتؤمن أن وجبة دافئة مصنوعة بحب كفيلة أن تجعل كل شيء على ما يرام، ما يجمعهما ليس الشغف بالطبخ والطعام فحسب، بل اعتبار المطبخ كعالمٍ موازٍ صنعتاه بحب، ليكون الملجأ الذي تهربان إليه عندما يضيق العالم الحقيقي بهما وعليهما.

 

مشروع “جوليا” لتعلم المطبخ الفرنسي، ومشروع “جولي” لتنفيذ وصفات هذا المطبخ ومن ثم التدوين اليومي عن تجاربها، لم يكن ليُكللا بالنجاح لولا وجود دعم زوجين محبين، وكأن الفيلم يرسل رسالة عذبة مفادها أن الوجبة اللذيذة تصبح ألذ حينما نتشاركها مع من نحب. وجبة دافئة وحضن دافئ ولتزأر العاصفة.

 

What to Expect When You’re Expecting.. الحمل مليان مفاجآت وانبهارات

فيلم كوميدي رومانسي أمريكي، صدر عام 2012. شاهدت هذا العام الكثير من الأفلام، وصدقًا هذا الفيلم على بساطته يُعد من أجمل وأعذب ما شاهدت، ساعتان من المتعة الخالصة التي لا تخلو من الضحك، وسيكون من الصعب عليّ أن أتحدث عنه في بضع سطورٍ فقط.

 

الفيلم يستعرض تجارب خمس نساءٍ مع تجربة الحمل الأول.. الأولى امرأة شهيرة في عالم الرشاقة والرياضة، لم يكن الحمل ضمن خططها، ومع ذلك تقرر الاحتفاظ بالجنين رغم أن ذلك سيعوق قليلاً عروضها وبرامجها. المرأة الثانية شابة حسناء متزوجة من مسن ثري، لكن ذلك المسن الذي لا يبدو كذلك شكلاً وموضوعًا، وما حمل زوجته الشابة إلا دليل رجولة وقوة يتفاخر به أينما حل. أما المرأة الثالثة فهي شابة صغيرة حظها العاثر يجعلها حُبلى في ليلة عابرة مع شاب تعرفته حديثًا. بينما المرأة الرابعة أصبحت حُبلى في ليلة غير مخطط لها على الإطلاق مع زوجها، بعد أن فشلت كل الليالي التي خُطط لها على مدار عامين. وأخيرًا المرأة الخامسة التي لم تفلح كل محاولاتها للحمل، حتى التلقيح الصناعي، فتقرر أن تتبنى طفلاً.

 

ستشاهدين في الفيلم نماذج عدة للنساء الحوامل، الرياضية التي لا يعقيها الحمل عن أداء أصعب التمارين الرياضية، بينما أنتِ تشعرين بانقطاع أنفاسك إن مشيتِ بضع خطوات. الحُبلى التي تشبه النجمات على غلاف المجلات، والتي لا يزيدها الحمل إلا جمالاً. من فقدت جنينها وعانت مرارة الفقد بعد أن كبر الجنين في أحلامها ثم توقف عن ذلك في رحمها. وأخيرًا الحُبلى التي تشبه الكثيرات، الأقرب إلى الواقع بخلل هرموناتها، وانتفاخ قدميها وصعوبة تنفسها وتوترها.

 

أيضًا لا ينسى الفيلم أن يلقي الضوء على مشاعر الرجال مع تجاربهم الأولى مع الأبوة، المخاوف والتوتر، المعاناة مع تقلب مزاج زوجاتهم وطبعًا تقلب هرموناتهن، ومحاولاتهم لتقبل الوضع الجديد، الذي يتطلب عدة تضحيات.

 

The Intern.. التجارب الجديدة لا تعترف بالتقدم في العمر

فيلم كوميدي أمريكي، صدر عام 2015. تدور أحداث الفيلم حول امرأة ناجحة تُدعى “جول أوستن”، تعمل في شركة متخصصة في مجال الأزياء والموضة. تقوم “أوستن” بوضع برنامج تدريبي لكبار السن في الشركة، فيتقدم للبرنامج “بين” الرجل السبعيني الذي تقاعد عن عمله منذ عدة سنوات، لكنه يجد في هذا التدريب فرصة للعودة إلى الحياة المهنية بعد أن أعيته الوحدة والملل.

 

برنامج التدريب في شركة للأزياء والموضة، قائمة على استخدام أحدث تقنيات العصر الحديث، تجربة جديدة كليًا على “بين” الرجل الكلاسيكي الذي اعتاد على العمل الورقي بعيدًا عن كل هذه الإلكترونيات التي يضج بها عصرنا. لكن مع ذلك يُجاهد “بين” ليتعلم مفردات العصر الحديث، ليتقن عمله على أكمل وجه.

ينشأ بين “جول” و”بين” علاقة صداقة من نوعٍ خاص، وكما أهدته فرصة للتدريب، يهديها أيضًا الكثير من حكمته ونصائحه لتتجاوز بها بعض المشكلات التي تؤرقها.

 

 

المقالة السابقةلأننا لا ننسى أبدًا
المقالة القادمةأربع ومضات أولى لا تنسى في 2018

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا