كتير لما كنت بتفرج على أي عمل فني، سواء كان مسلسل أو فيلم، عربي أو أجنبي، كنت بتخيل إني مكان البطلة، حتى ساعات كانت الحالة دي بتجيلي في الروايات اللي بتأثر بيها. غالبًا دور البطلة اللي بتقمصها كانت بتبقى حرة ومُلهمة وشجاعة، وخاضت صراعات استحالة أقابلها أصلًا في حياتي العادية، بس كانت دايمًا مبتتعداش كونها أحلام ومش بتخيلها كواقع حقيقي. ما عدا في فيلم واحد بس، هو اللي كنت بقول الدور ده كان ينفعني أوي، سعاد حسني، أو سميحة في فيلم إشاعة حب.
طول عمري بحب سعاد حسني وغالبًا ما بحب اختيارات أفلامها، عشان دورها هي شخصيًا فيه، بس الدور ده هو أكتر الأدوار اللي كنت أتمنى أكون بدالها فيها، مش عشانها هي، لكن عشان بابايا يبقى يوسف وهبي، عبد القادر النشاشجي. وأنا كنت هبقى سمحية بنت عبد القادر وبهيجة، اللي على طول بيتخانقوا بس أنا مليش دعوة بخناقاتهم، عايشين في مدينة ساحلية حيث البحر على طول موجود، بس أنا لوحدي من غير أهلي سافرت عشان نوعية التعليم في مصر (القاهرة) أحسن من المتوفرة في بورسعيد.
أنا (سميحة يعني) لما بكون راجعة من القاهرة بتكلم في ساعتها أقول أنا راجعة، برجع مع ابن خالتي لوسي الواد المايص الصايص واللي بيرسم عليّ، بينما ابن عمي حسين القفل بيحبني، أبويا بيفضّل حسين وبيحاول يدردحه عشان يعجبني، يعني مغصبنيش عليه ولا حاول يقنعني بيه ويقولي يا بنتي أنا أبوكي وعارف مصلحتك وده اللي يقدر يشيل مسؤولية.
الراجل تفهّم إن الشكل والدردحة مهمين في العلاقة، فساعد اللي شايفه أصلح ليّ عشان يملا عيني فعلًا. بعد ما الحيلة بتنفع وبحب حسين، بنبوس بعض قدّام الوالد، وهو عادي لا قالي عيب ولا اختشي، بالعكس ده وقف يشجّع اللعبة الحلوة، ما هو أصله عارف إن الحب مش غلط، وإني آجي من قدامه أحسن من إني أعمل نفس الكلام من وراه.
بس أنا لو كنت سميحة فعلًا، مكنتش هبقى عبيطة كده وسطحية زيها، كانت هتبقالي حياة، كان هيبقالي عقلي، وكنت هستغل قعدتي في القاهرة لوحدي في عمل خبرات كتيرة مكنتش هعرف أعملها في بورسعيد.
صحيح كنت برضو هعوز حبيبي يكون مدردح وبيتحمّل مسؤولية، بس على الأقل مكانش هيعجبني لوسي، اللي ممكن حد يتلخبط فيه هو ولد ولا بنت، بس برضو مكانش هيعجبني حسين لولا التعديلات اللي عملها فيه أبويا.
ممكن مكنتش أفضّل إن بابا يبقى خاين، ولا إن أمي و أبويا على طول يتخانقوا لحد ما دايمًا يوصلوا لحد الطلاق، هحاول أصلح ما بينهم، مع إني في الحقيقة شايفة إن الحياة بينهم مستحيلة ومش عارفة هم قدروا يكملوا فيها لحد دلوقتي إزاي.
رغم إن سعاد حسني وغيرها عملوا أدوار أنضج من كده، حتى في مشاعرها وصراعاتها البسيطة، بس يظل دور سميحة هو الدور اللي دائمًا أبدًا أحب أعيشه بدالها، شخصية صراعاتها في الحياة بسيطة جدًا، عندها أب سبور، وحبيب ملهوف مستعد يتغير عشانها.
هو الواحدة تعوز إيه في الدنيا أكتر من كده؟! ولا حاجة.