رُبما كان ذلك أفضل

485

(1)

 French Kiss 

كايت فتاة على وشك الزواج ودون أي مقدمات يتصل بها خطيبها من باريس ليخبرها ببساطة/وقاحة أنه وجد فتاة أحلامه أخيرًا بل ويعلم أنها ستسعد له وتتفهم الأمر.لكنها ترفض أن تستسلم وتُخبر الجميع أنها ستذهب لاستعادته،هى من تخاف الطيران تُطلق عنان جناحيها لأجله. وحين يسألها لوك-من ستُحبه لاحقًا- لماذا تفعل ذلك وتُهين كرامتها!؟ تُخبره أنها إن لم تستعده ستنزوي ولن تستطيع أن تفتح قلبها مرة أخرى.

 

(2)

The Story Of Us

كايت-أيضًا- وبن زوجان بعد كل ما جمعهما من حُب لم يعد يستمع أى منهما إلى الآخر وصار الصمت هو الحل الوحيد لعدم العراك. كايت تتهم بن أنه ترك كل شئ على عاتقها ولم يستمع –فعليًا- لما تقول إذ دائمًا ما يترجم شكواها إلى اتهامات لشخصه دون أن يحاول-ولو مرة- رؤية الأمر بعينيها. 

أما بن فهو يفتقد كايت الحبيبة وسط زخم الحياة وكلما حاول سرقتها من مسئولياتها أو عاتبها تنفجر به فلا يرى إلا أن زوجته تتهمه بأنه سببب كل المشاكل دون أن يضع بحسبانه أنها وإن تَصُب عليه غضبها فما لشئ إلا أنه شريكها الوحيد وملاذها الأول والأخير.

وحين يُقرران الانفصال بالفعل وقبل أن يُخبرا أبنائهما يتراجعان إكرامًا لحُبهما ولما بينهما من تاريخ طويل لا يمكن ببساطة تجاهله والبدء –على أنقاضه- من جديد.

 

(3) 

  The Women

تكتشف ماري أن زوجها على علاقة بأخرى فتنصحها والدتها ألا تهدم بيتها وأن تلك مجرد نزوة تتعرض لها جميع النساء لذا عليها ألا تواجه زوجها وأن تصبر وتسترجعه بالحيل الأنثوية المعروفة،فتحاول ماري بالفعل إلى أن تلتقى بالصدفة بتلك المرأة فتُقرر بعدها الانفصال وتحقيق كل الأحلام التي وقف زواجها فى طريقها دون أن تنظر للوراء.

***

فى السنوات الأخيرة ظهرت أزمة منتصف العمر بضراوة وفسرها البعض بأن “الرجالة اتجننت”!

الكثير منا مر بتجارب شخصية أو قريبة عاصر خلالها انهيار أسرة أو على أفضل تقدير إوشاكها على الانهيار.لكن الشئ الوحيد المشترك كان تحميل المرأة فشل العلاقة كله أو معظمه سواء من الزوج أو من المجتمع كما لو كانت العلاقات قائمة على طرف واحد!

 

جَرّب أن تُرسل لأى موقع خاص بالمشاكل وتقول أنك امرأة زوجها على علاقة بأخرى ولا تعرف ماذا ستفعل ستجد أن معظم الردود تندرج تحت بند إما “لو أنتِ مالية عينه مكنش بص بره” أو “غيرى لونى شعرك والبسيله/اقلعيله عشان تشغليه” أو “كل الرجالة كده بتخون..عادي”! والمؤسف أن تلك الردود أكثرها من النساء.

 

مثل تلك العقليات المريضة لا تكتفى بأن تتهم المرأة بأنها سبب الفشل بل ولا ترى حلًا للأمر سوى الصبر ومحاولة استرجاع الزوج “وربنا يجعله فى ميزان حسناتك”.مثل هؤلاء لا يفهمون أن المرأة كائن حي “من لحم ودم ومشاعر” وأن من حقها هى الأخرى أن تبحث عن سعادتها حتى ولو قامت ببنائها على أنقاض عمرها كله طالما كان ذلك اختيارها.

 

فالاختيارات غير محدودة إذ بإمكان المرأة فى مثل تلك الظروف أن تصبر/ترد كيد النسا بكيد أعظم/تقبل الأمر الواقع وتحتسب/تنفصل عن زوجها تحت نفس السقف وتعيش لأبنائها فقط/أو أن ترحل وتبدأ من جديد حتى ولو كان فى ذلك موتها.

 

فإذا كنتِ لا تستطيعين العيش إلا تحت ظل رجل وأن يخونك خيرًا لكِ من أن يرحل فغيرك لن تقبل ذلك وأن يصير جثة هامدة لهو خيرٌ لها من أن تراه بأحضان امرأة أخرى.فمن نحن لنحكم ونفرض على الآخرين اختيارتنا؟بل ومن منا على يقين من رد فِعله إذا وضعته الحياة تحت نفس الظرف!؟

 

***

 

فى عالم السينما تنتهى الأفلام عند نقطة ما دون أن نعرف ماذا سيحدث بعد ذلك!

رُبما كان ذلك أفضل.

 

أما فى الواقع فالحياة لا تقف بنا عند النهايات السعيدة أو حتى على عتبات البدايات بل تقذفنا بقلب التجربة شئنا أم أبينا رُبما لذلك نتخبط ونحتار فى أى الطرق علينا أن نختار.لذا عزيزتي لاتخافين وكوني على يقين من أنكِ لن تعرفين أبدًا النهاية إلا إذا سلكتي طريقك لآخره.

المقالة السابقةطشة الملوخية
المقالة القادمةمستنية إيه؟
ياسمين عادل
امرأة ثلاثينية متقلبة المزاج، أعشق الرقص على السطور كتابةً، أُحب الفن بمختلف أنواعه وأعيش عليه. والآن كبرت وصار عليّ أن ألعب في الحياة عشرات الأدوار طوال الوقت، لأستيقظ كل صباح أُعافر حتى أستطيع أن أُحاكي بهلوانات السيرك فأرمي الكُرات المُلونة بالهواء ثم ألتقطها كلها في آنٍ واحد.

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا