حتى لو كانت حماتك ملاك

505

“حاكم الجواز زي البطيخة محدش يعرف جواها إيه.. يا تطلع حمرا وحلوة وعلى القشرة يا تطلع قرعة وتسد النفس”.

دي كانت كلمات ماري منيب في فيلم الحموات الفاتنات. وهو من الأفلام القديمة إنتاج سنة 1953، ويتحدث عن قصة زوجين في بداية حياتهما الزوجية، يتعرضان للكثير من المشكلات والمشاحنات بسبب وجود الحموات.

 

عند مشاهدة هذا الفيلم تذكرت الكثير من الزوجات الشابات حديثات الزواج التي أعرفهن أو تقابلت معهن، وكم المشكلات التي تُحكى عن الحموات.

يُظهِر الفيلم بعض الأسباب التي تجعل الحماة مصدرًا للمشكلات.

 

فنجد افتقار الحماة/ الأم ماري منيب إلى الحب والحنان وإحساسها بالجوع العاطفي، فهي الأرملة التي تفتقد الزوج وليس لها أي أنشطة، وكل حياتها هي ابنها وفي كل موقف تُذكّره أنها ضحّت من أجله وارتدت الثياب السوداء إخلاصًا لأبيه وكرّست حياتها من أجل تربيته وتطالبه دائمًا أن يرد الجميل بأن ينفذ لها كل ما تقوله.. فهي مرتبطة بابنها ارتباطًا مرضيًا يجعلها تستمد الدعم العاطفي منه.

 

هذه الصورة نجدها متكررة في حياة بعض الأسر المحيطة، فنجد خوف الحماة من أن تفقد هذا الدعم العاطفي من الابن خصوصًا عندما يرتبط بزوجته، مما يجعلها تتصرف تصرفات أحيانًا تكون غريبة وغير مفهومة.

فنجدها تتصيد الأخطاء للزوجة أو تنتقد تصرفاتها وتصرفات أسرتها، وأحيانًا تُظهر نفسها في صورة المضطهده أو المسكينة المغلوبة على أمرها، ليتعاطف معها الأبن أو المحيطون، فتكتسب بعض الحب وتشبع رغبتها المدفونة وتسد جوعها العاطفي.

 

ماذا يفعل الزوجان تجاه هذه المشكلة؟

* لا بد أن يعرف الزوج والزوجة أن على كل طرف منهما أن يحمي الآخر من والديه.. بحيث لا يسمح أي طرف بتدخل والديه في حياتهما، ويظهر هذا في نهاية الفيلم عندما يتفق الزوجان أن ينفصلا عن الحموات حتى يعود السلام للبيت الصغير. ويغني الجميع أغنية مضحكة لها لحن وطني.

* لا بد أن يحترم كل طرف أهل الآخر، فلا يتكلم بصورة سلبية أو بطريقة تهكمية على أهل الطرف الآخر مهما كان، وخصوصًا في وجود الأطفال.

* عليهما أن يظهرا الحب والمعاملة الحسنة والاهتمام للوالدين ويقدّران تضحياتهما، ولكن دون أن يسمحا لهما بالتدخل في قرراتهما وحياتهما الشخصية.

* يجب على الزوجين حل مشكلاتهم فيما بينهم وعدم اللجوء إلى الوالدين بقدر الإمكان.

* يجب الحفاظ على الأسرار، فلا يجب أن تشارك الابنة سرًا مع والدتها دون علم زوجها وكذلك الزوج.

* لا بد من الاستقلال المالي للأسرة، ويفضل عدم الاعتماد الكلي على الوالدين، فدعمهما المالي قد يسمح لهما بالتدخل في قرارات الأسرة أحيانًا.

* يفضل أيضًا الاستقلال في السكن والبعد عن العيش المشترك بقدر الإمكان.

 

الحماة في الحقيقة هي أم قد تكون مرت بظروف قاسية أو معاناة معينة، فيجب أن نغفر أحيانًا ونلتمس الأعذار، يجب أن نحترمها ونقدرها لأنها أم شريك أو شريكة الحياة، لكن في نفس الوقت لا يجب أن تتدخل بأي حال من الأحوال في حياة الزوجين.. يمكننا الاستفادة من خبرة الوالدين، ولكن في نفس الوقت يجب وضع حدود للتدخل.. حدود الأمان التي تحمي الأسرة وتضمن خصوصيتها.. حتى لو كانت حماتك ملاك.

المقالة السابقة16 معلومة للاعتناء بالمنطقة الحساسة
المقالة القادمةليلة الزفاف بين الحقيقة والخُرافات

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا