إنتي مين من بطلات سابع جار؟

540

لفت انتباهي لمسلسل “سابع جار” تعليق واحدة صاحبتي عليه، إنه استفزها جدًا لأنهم جايبين ناس في وسط شبهنا قوي، أمهاتهم بتلبس زي أمهاتنا جوة وبرة البيت، بس البنات مش شبهنا، بيشربوا سجاير وخمرة وحشيش، وبيروحو يقعدوا مع أصحابهم الولاد في البيت، والمحجبات اللي فيه، واحدة بخيلة وعصبية وطبعها صعب ومنكوشة في البيت، والتانية استغلالية هي وجوزها، والتالتة أم وزوجة نكدية. بس الحقيقة لما اتفرجت عليه، لقيت فيه برضو جانب إنساني لمسني في معظم الشخصيات.

 

ابتديت أفكر مين في بطلات المسلسل تشبهني؟ فيه ناس شايفين نفسهم في شخصية معينة، وناس بتكره قوي شخصية تانية، في الحقيقة أنا لقيت نفسي في أكتر من حد، أجزاء منهم بتمثل فترات معينة في حياتي، أو إحساس معين عيشته، أو حتى فكرة خاملة في دماغي عمرها ما خرجت منها.

 

دعاء

البنت الملتزمة المتمسكة بقواعد الدين.عندها إحساس داخلي إن اللي بتعمله هو الطريق الوحيد للجنة. لما فكرت تروح تلعب رياضة اشترت ترينج أكبر منها 3 مقاسات عشان جسمها ميبانش، ومع ذلك كانت ماشية حاسة إنها عريانة. كانت بتترعب لما تقعد مع واحد لوحدها حتى لو أهلها على بُعد أمتار منها. لما كانت بتقعد مع عريس مش بتفكر غير في إنه ملتزم زيها ولا لأ؟ كانت هتبوظ خطوبتها على أول بني آدم تحس إنها عارفة تتكلم معاه براحتها وتضحك معاه من قلبها، عشان مرعوبة من إنها تشغل أغاني في خطوبتها أو تحط مكياج. “دعاء” كانت خايفة ومتلخبطة وفي حالة دفاع عن مبادئها وقناعاتها بتوصل لهجوم ع الناس أحيانًا، لأنها هي الدرع اللي بتحمي نفسها بيه.

 

“دعاء” مش فاهمة نفسها كويس ولا عارفة تفهمها إزاي.. مكانتش عارفة هي بتحب إيه في الدنيا غير البيض بالبسطرمة، معتقداتها كانت هي الحاجة الوحيدة اللي كانت بتحسسها بالأمان، عشان كده كان بيبقى صعب قوي عليها إنها تتنازل عنها.

 

“هو إنت معجب بيَّ ليه؟ أصل إحنا مختلفين، إنت مش ملتزم صح؟ أنا مش متزمتة، أنا ملتزمة بشرع الله والصح، هو إنت بتشرب سجاير صح؟ بنت خالتي قالتلي إن أنا بحكم ع العريس بمعايير ومقاييس ساذجة ومش صح، ما أنا مش عارفة إيه هي المقاييس الصح”.

 

هبة

“هبة” كانت رافضة وبتنتقد كل حاجة حواليها، بس تايهة ومتلخبطة ومش عارفة هي عايزة إيه، بتحاول تفهم نفسها ومش عارفة تعمل ده إزاي، فقررت تجرب أي حاجة تيجي في دماغها، لحد ما تعرف إيه اللي بتحبه. براءة شكلها وكسوفها وارتباكها لما حد يقولها كلمة حلوة، كان بيدي انطباع عنها للناس مختلف عن اللي جواها. كانت حاسة إنها مختلفة عن أهلها ومش عاجبها تفكيرهم، فقررت تجرب حاجات مختلفة بس عشان تثبت لنفسها إنها مش زيهم. وبالرغم من إحساسها إنها مختلفة وقوية، لكنها مكانتش قوية كفاية إنها تشتغل شغلانة مامتها موافقتش عليها، أو إنها ترفض جوازة مع واحد ميعرفهاش ولا بيحاول يفهم دماغها بس عشان اللي حواليها شايفينها جوازة لقطة. أقصى حاجة قدرت تعملها إنها تبين له حاجات عكس ما كان عايز عشان يبعد.

 

“هبة” كانت مفتقدة وجود باباها جنبها رغم إنها مبتبينش ده ولا اعترفت بيه غير في لحظة انهيار لصديقتها المقربة. حبها لأهلها مبانش إلا في لحظات زعل أختها على خطوبة خلصت، او اختفاء مامتها، أو عملية أخوها، ساعتها بس وضح قد إيه هي بتحبهم، رغم إن معظم الوقت بيبان منها عكس ده.

 

“أنا رافضة فكرة الإطار بشكل عام، إن حد يحطلي أي حدود أو يمنعني من حاجة، حتى لو أنا مش هعملها أصلاً، فكرة إن فيه حاجة في الدنيا مينفعش أعملها، معرفش أنزل في الشارع أبيع درة مثلاً؟ أي حاجة أبقى حابة أعملها، أبقى حاسة إن ده قراري”.

 

مي

“مي” أكتر شخصية نقدها المشاهدين. كرهها بعضهم بسبب استقلاليتها وعلاقاتها المختلفة مع أصدقائها الولاد. زاد الطينة بلة عدم حبها لـ”هشام” اللي قايد صوابعه شمع عشانها، وتجاوزاتها مع “أحمد” حبها الأول والأخير، اللي سابها واتجوز لأنه مش عايز يتجوز واحدة مشي معاها. وبرغم عدم تقبل الناس لطريقة حياتها، لكنها كانت بتقف جنب أهلها وأصحابها وجيرانها، واتعاطف معاها بعض الناس لما شافوا رعبها أول ما شافت عربية “أحمد” بتتنضف قدام العمارة، اللي خلاها مقدرتش تبات في بيتها وانهارت جسديًا ونفسيًا عشان خايفة تشوفه فتضعف وترجع.

 

وقوعها في حضنه أول ما خبط عليها الباب، بعد الرعب اللي كانت عايشاه، وضح قد إيه علاقتهم كانت إدمانية، مكانتش بتقدر تسيطر على نفسها قدامه، عشان كده كانت مرعوبة إنها تشوفه. فضلت تدور في دايرة مفرغة من الـ” أقرب- أتوجع- أبعد- أتوجع – أقرب…” لحد ما خدت الخبطة الكبيرة على دماغها ففوقتها وخلتها تقدر تتغلب على ضعفها قدام إدمانها لعلاقتها المؤذية.

 

“طول عمرك محسسني إن أنا بشعة، شكرًا إنك ساعدتني أخلص من كل مشاعري اتجاهك، أنا مش عايزة أشوفك تاني أبدًا في حياتي، من فضلك اطلع برة”.

 

هالة

السترونج إندبندنت وومان على أصولها. نموذج البنت الناجحة في شغلها المستقلة بنفسها حتى وهي في بيت أهلها، مش مستنية تتجوز، راحت جابت شقة لنفسها عشان متحتاجش حاجة من حد، مشاكل والدها خلتها حاسة إنها مش هتلاقي حد يحبها، فقررت إنها هي اللي مش عايزة تتجوز، مش عايزة علاقات، مش عايزة أي حد قريب منها ولا حتى أصحاب. “هالة” كانت حاسة بالرفض من المجتمع بالرغم من إعجاب الرجالة بشكلها، بس هي كانت فاهمة إنهم معجبين بشكلها بس مش بيها كإنسانة. “هالة” كانت فاهمة نفسها واحتياجاتها كويس، كانت محتاجة لطفل وقررت إنها هتحقق ده لنفسها وإنها مش هتستنى لما حد ييجي يعرض عليها الجواز، وبادرت هي بطلب الجواز من واحد واتفقت معاه يفضلوا مع بعض لحد ما تحمل وبعدين يتطلقوا.

 

لكنها فاجئتنا في الآخر بظهور أنثى حقيقية منها ووقوعها في حب “علي”. أنثى بتحب وبتحس وبتعيط عشان مش عايزة تتطلق. فاجئتنا باستمتاعها وهما بيشتروا طلبات البيت مع بعض، وهما بيختلفوا في الرأي وبعدين يتصالحوا، وبإحساسها بالأمان وهي ساندة راسها عليه قدام التليفزيون.

 

“علي عرفني على حقيقتي وقبلني زي ما أنا، وحسسني إني لطيفة وظريفة وإني أتحب”.

 

أنا شوفت نفسي في “دعاء” و”هبة” و”هالة” و”مي”، عشت أحاسيس عاشوها وشوفت فيهم نفسي في مراحل قديمة من حياتي، ولقيت بعض أفكارهم شبه أفكاري، إنتي بقى شوفتي نفسك في مين؟

المقالة السابقةأمَّنلي بيت
المقالة القادمة6 أسباب لحب “ليالي أوجيني” رغم العيوب الفنية

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا