“ع الأصل دور”.. مثل شعبي بسيط ولكنه مناسب لكل من ينوي شراء زينة رمضان، حيث إن الوقت لم يفت بعد، فانتشار المحال والأسواق الكبيرة لبيع مختلف أنواع الزينة لا يغني عن الذهاب للأماكن المتخصصة في صنعها، حيث بإمكان الزبون رؤية تلك الزينة وهي تُصنَع يدويًا بعينه، والاختيار من بين مئات الأشكال والألوان الجميلة والمتنوعة، والأهم هو أن أسعار البيع في تلك الأماكن أرخص كثيرًا مقارنة بأي مكان آخر.
وهناك 7 أماكن في القاهرة يمكن شراء زينة رمضان منها بأقل الأسعار الممكنة، وفي نفس الوقت الحفاظ على روح رمضان البسيطة التي نشأنا عليها منذ أن كنا صغارًا، بعيدًا عن التكنولوجيا الحديثة التي طغت على كل أنواع الزينة، فصارت باهتة وماسخة بلا طعم أو روح.
أول تلك الأماكن هي:
1- تحت الربع.. معرض فوانيس مفتوح
يقع بالقرب من وسط البلد، وأسهل وسيلة مواصلات يمكن الذهاب من خلالها هي المترو من محطة محمد نجيب ثم السير لمدة 10 دقائق يمكن الوصول بسرعة، وهي منطقة يصفها سكانها بأنها لا تنام خلال شهري شعبان ورمضان، حيث ينهمك أصحاب المحال في صنع الزينة والفوانيس ونشرها في الشارع بعد إضاءتها، لتبدو المنطقة كأنها معرض فوانيس مفتوح، والأسعار فيها رخيصة الثمن، لأن معظم تلك الزينة تُصنَع يدويًا. ومثال على ذلك أن فرع الزينة القماش في تلك المحال سعره جنيهان فقط، وفي المحال العادية قد يصل إلى 5 أو 6 جنيهات.
2- السيدة زينب.. شي الله يا طاهرة
سهل الوصول إليها من أي مكان تقريبًا، فأتوبيسات النقل العام، أو بالمترو حيث توجد محطة السيدة زينب نفسها، وهناك تكثر الورش التي تصنع الفوانيس، فتنتشر الخيام الكبيرة التي ينصبها أصحابها في الشوارع لتعرض الفوانيس من كل شكل ولون، فهناك الفوانيس النحاس والقماش والبلاستيك الكبيرة، والمُطعَّم بالخزف، وكلها أسعار في متناول اليد، تبدأ من 100 جنيه وتصل إلى 300 جنيه للأحجام الكبيرة، والتي يصل سعرها في الأماكن الكبيرة إلى 700 و800 جنيه.
وتُعَد أغنية “رمضان جانا” لمحمد عبد المطلب بالكليب الشهير لها (إخراج يسري غرابة) أبرز دليل على أن تلك المنطقة ما زالت تحتفظ بروح مصر في رمضان، فرغم مرور أكثر من 60 عامًا على الأغنية وثلاثين عامًا على الكليب، فإن المشاهد المصورة بالزينة والزحام الشديد والفوانيس المنتشرة ما زالت هي نفسها.
3- الخيامية.. عودة لزمن مصر الفاطمية
البعض لا يكتفي في رمضان بالزينة الملونة والفوانيس الكبيرة، ولكن تكون هناك رغبة في نقل الأجواء الرمضانية المميزة داخل المنازل، لذا تكون “الخيامية” هي المكان الأفضل لشراء كل الديكورات والزينة الرمضانية المناسبة بأقل الأسعار، مثل السجاجيد المزخرفة برسومات إسلامية، أو الخداديات المطبوعة عليها صور “بوجي وطمطم”، وعربات الفول الكبيرة، أو الطاولات المزينة بأقمشة مزخرفة.
والخيامية عبارة عن ممر طويل في حي الدرب الأحمر خلف مديرية أمن القاهرة، والأسعار هناك تبدأ من 35 جنيهًا ولا تزيد على 150 جنيهًا لأي شيء.
دومًا النصيحة التي نقدمها لأي شخص للحصول على أفضل الأسعار عند شراء أي منتج هي الذهاب للعتبة، وهي نفس النصيحة التي نقدمها بخصوص شراء زينة رمضان، خصوصًا في فروع الكهرباء الملونة بأشكال مختلفة، مثل الفواكه أو النجوم أو الفراشات، أو العرائس المضيئة التي تتخذ أشكالاً كارتونية شهيرة، مثل بكار أو السندباد البحري أو شهريار، وحاليًا نجم الكرة الشهير محمد صلاح.
والوصول للعتبة لا يحتاج مجهودًا كبيرًا، فمن خلال المترو في محطة العتبة يمكن الوصول بسهولة.
5- الغورية.. اللي بنى مصر كان فاطمي
عند بوابة المتولي الشهيرة، يستطيع المار أن يشم رائحة التاريخ ويتذكر حواديت بداية ظهور فانوس رمضان في العصر الفاطمي، وهو يشتري كل مستلزمات زينة رمضان من المحال التي تفتح خصوصًا أبوابها طوال شهر شعبان وحتى نهاية شهر رمضان، من أجل الزبائن التي تُقدِّر قيمة الحفاظ على تراثها.
في الغورية يوجد بجانب الزينة المعتادة، الأقمشة الملونة التي تُستَخدم كمفروشات رمضانية و”البوفات” الصغيرة التي يبدأ سعرها من 50 جنيهًا ولا يزيد أكبر واحد فيها عن 100 جنيه، بينما تصل أسعارها في المحال الكبرى إلى 250 و300 جنيه.
6- الموسكي.. سوق تاريخية من عصر صلاح الدين الأيوبي
إحدى الأسواق الشهيرة التي لا تهدأ بسبب الزحام الشديد والذي يتضاعف في الشهر الكريم. وفي الموسكي يمكن أن تجد كل ما ترغب فيه من البضائع، وبالطبع الزينة الرمضانية بكل أنواعها بأسعار رخيصة مقارنة بالمحال العادية، والسوق تبدأ من شارع الجيش وتنتهي عند خان الخليلي المجاور للحسين، ويمكن الوصول إليه بسهولة، إما من خلال المترو وإما من خلال أتوبيسات النقل العام في محطة الموسكي.
7- المحال الصغيرة.. الكنز الخفي
في كثير من الأحيان تعتبر المحال والمكتبات الصغيرة في الأماكن البسيطة مثل مناطق وسط البلد، كنز خفي لا يُقدِّره أحد، بسبب توافر منتجات زينة رمضان فيها بأسعار منخفضة مقارنة بالمحال والمكتبات الكبيرة، فقط كل ما يلزم هو البحث عنها.
وفي النهاية.. شراء زينة رمضان متعة لا يضايها أي شيء آخر، فمن خلالها تُستعاد روح رمضان البسيطة من خلال مشاهدة الأطفال الصغار وهم يبتاعون فوانيسهم الصغيرة وسماع الأغاني الرمضانية الشهيرة، والزحام الشديد المحبب الذي يؤكد أن مصر ما زالت بخير.