بعض الممارسات التي نقوم بها مع مصاب الاكتئاب كمحاولة لمساعدته، قد تؤدي إلى نتائج عكسية تمامًا، وقد تجعلك تخسر علاقتك بهذا الشخص، ومنها:
1- اسأله عن سر اكتئابه
قد يكون المصاب بالاكتئاب على علم بسبب اكتئابه، وقد لا يكون. قد يكون هذا بسبب شيء واحد، وعادة بسبب مجموعة من الأسباب المركبة التي قد لا يدركها المصاب بالاكتئاب.
وقد أثبتت التجارب أن المصاب بالاكتئاب لا يُحِب أن يُجيب بشكل مباشر عن سبب اكتئابه، لِذا إن كنت تريد أن تخسر هذا الشخص واظِب على الزَن، فكلنا يعلم أن الزَن مُجدٍ دائمًا، وكثرة سؤالك قد تدفع المصاب بالاكتئاب للجنون، حتى يصل لمرحلة أن يهشم رأسك، أو رأسه هو شخصيًا. وبهذا ستضمن أن هذا الشخص سيخسرك للأبد، فقد قمت بزيادة معاناته، بينما أنت في قمة السعادة، إذ تظن خطئًا أنك صديق مُخلص.
2- كُن منطقيًا.. فَسِّر له عمليًا لماذا يجب أن يتوقف عن الاكتئاب
تقول الأسطورة إن المصابين بالاكتئاب لا يكونوا في حالة تسمح لهم برؤية الأمور بشكل منطقي. إن مشاعرهم تكون هي المسيطرة في هذا الوقت. لذا فهم في حاجة إلى شخص ذي تفكير مُرتب ومُنظّم ليخبرهم بالحقيقة، وهي أن أسباب اكتئابهم ليست كبيرة إلى هذا الحد.
إن تنامى بداخلك هذا الشعور بأنك أنت هذا الشخص المنطقي الذي هم بحاجة شديدة إليه، فأنت حتمًا على أول الطريق لخسارة صديقك المصاب بالاكتئاب.
إن أردت أن تعرف بعض الخطوات العملية لتُسرِع مُعاناتهم وتُعَجِل خسارتهم كأصدقاء للأبد، فقم مثلاً بإخبارهم عن تجاربك الشخصية حينما كنت في مواقف أصعب لكنك تخطيتها بشجاعة، استخدم هاتفك الذكي وابحث عن أناس مرّوا بقصص ومواقف كانت حِدتها وقسوتها أكبر من تلك التفاهات التي يتذرعون بها، وأنهم لا يحق لهم أن يصابوا بالاكتئاب.
ثم خذ نفسًا عميقًا وازفر، وانظر مباشرة في أعينهم، وقد يفيد إن وضعتَ كَفّكَ اليُمنى على الكَتِف اليسرى للمصاب بالاكتئاب وقُل: “فأنا شايف إن الموضوع ميستاهلش كل ده!” وابتسم.
ثم اربت على كتفه مرتين على الأكثر، وقل بتشجيع أبوي: “يلّا.. قوم اغسل وشك”.
لكن خُذ حذرك.. فأنت على وشك تلقِّي صفعة على خدك أو لكمة في أنفك وطرد من المنزل.
3- اذكر الإيجابيات
استخدام الكليشيهات المستهلكة مع المصاب بالاكتئاب يزيده غضبًا وحنقًا وعصبية. لذا، إن أردت أن تخسر علاقتك به فقل له أن ينظر إلى نصف الكوب الممتلئ. اجعله يشاهد الطيور الجميلة، وابحث عن منطقة خالية من عوادم السيارات، إن وجدت ساعده أن يتشمم هواء نقيًا.
ساعده ليرى العالم من منظورك، وكرر عبارات مثل: “اللي جاي أحسن”، “شوف كنا فين وبقينا فين”، “مش أحسن ما تبقى زي فلان أو فلانة؟”، “يوجد نور دائمًا في آخر النفق المظلم”، “ده اختبار من ربنا”، “لا تؤجل عمل اليوم إلي الغد”.. وهكذا.
لحظة واحدة.. احرص على تدوين تلك الإيجابيات، وقد يكون من الجيد أن تكتبها في Post طويل وتضعها على مواقع التواصل الاجتماعي، لتخسر الأصدقاء الآخرين.
4- ارغمه على ترك المنزل
لوحِظ مؤخرًا أنَّ مُعظم المصابين بالاكتئاب قد لا يُفارِقونَ المنزل، بل أنهم يُلازمون حجراتهم وأسرّتِهِم دون القدرة على النهوض حتى، أليس هذا مقززًا؟ تخيل الرائحة!
وأنت بصفتك شخص يحاول أن يزيد معاناة صديقه ويخسره للأبد يجب أن تستغل هذا الموقف، يجب أن تُرغِمَه على ترك الفراش، وإن لَزَمَ الأمر، فلتحمله حملاً كالوسادة على كتفك، أو كما كان سفاح النساء يحمل ضحاياه في فيلم فؤاد المهندس.
قد تطالك بعض الركلات وتصلك بعض الشتائم، لكنك يجب أن تتحمل للنهاية. المهم ألا تتركه بالمنزل، إن تساءل عن سبب ما تفعل فأخبره أنك تشعر بأنك يجب أن تُجبِرَهُم على أن يكونوا بحالٍ أفضل.
هذه الطرق مُجَرَبة. يمكنك أن تمارسها معًا أو تمارس إحداها فقط، لكن أكثرها نجاحًا والتي شهد كثيرون أنها ذات تأثير عميق في كسر الصداقات هي الطريقة رقم ١ “الزن”، كن زنانًا ولحوحًا واضمن خسارة كل أصدقائك.
