بقلم/ مها العنان
أعبث في موبايلي كالعادة بمجرد الاستيقاظ، أفتح الـ”فيس بوك”، وألمح كاريكاتير يلهمني موضوع المقال، الصورة تعبر عن مقارنة بين الرجل والمرأة في المرض، ففي أعلى الصورة امرأة مصابة بالسرطان تمسك طفلتها بيد وباليد الأخرى طلبات المنزل، وتهرول في اتجاه ما. وفي أسفل الصورة رجل مصاب بالأنفلونزا يجلس في السرير ووجهه شاحب جدا ويكاد يشعر بالموت.
لم أكن أبدا نسوية في آرائي فيما يخص الرجل والمرأة، دوما أري أنهما يتقاسمان الإحباط والقرف المجتمعي والخطأ، إلا أنني بت متأكدة من قدرات المرأة الخارقة وقدرتها على التعامل مع الضغوط والوقوع أيضا في براثن الضغوط.
أظن أن الأغلبية من النساء يقعن في براثن الضغط النفسي، مجتمعنا لا يرحم المرأة والنظرة الذكورية لا تحميها من تحمل المزيد من الأعباء، فكثيرا ما أجد رجالا لا تؤمن بعمل المرأة ودورها مثله في المجتمع، إلا أنها إزاء ما نعيشه من ضغوط اقتصادية يسمحون لنسائهم بالعمل دون تغيير وجهات نظرهم، فزوجته تعمل مثله وربما أكثر من عدد ساعاته دون دعم نفسي منه، ويضاف عليه ضغط نفسي من قبيل أنك ملزمة بالبيت وتنظيفه والأطفال ورعايتي وإغوائي وتدليلي وممارسة الجنس برضا تام ونشوة.
بدأت مؤخرا أراقب النساء من خلف عجلة قيادة السيارة، أراقب القدرات الفائقة لهن في ركوب المواصلات وبيدهن طفلين وأكياس بلاستيكية ممتلئة بالخير.
أراقب الوحدة الصحية بغضب والنساء تعطي الصغار التطعيم، الأغلبية من النساء، لا أكاد أري سوى مجموعة من الرجال يمكن عدهم على أصابع اليد الواحدة.
أخجل من نفسي وأنا أشعر بالضغط وأصرخ في وجه زوجي باكية، أريد هدية فجائية وطبطبة كثيرة، أنا المدللة جدا من زوجي ولمجرد أن لدي طفلة صغيرة وأعمل وأكتب وأذاكر أشعر بالضغط من الأعباء التي يشاركني فيها زوجي في الحقيقة لكني متعبة وأشعر بالرغبة في التدليل.
أفكر في الأخريات اللاتي لا يجدن التعبير عن أنفسهن ولن يستطعن أن يقولن ما بداخلهن من مرارة، ولن يسمح أزواجهن لهن بالإفصاح والغضب، لأن عدم التقدير وقتها سينالهن بعصا غليظة على القلب.
فكرت كيف أعوضهن وأطبطب عليهن بحنو بالغ، تذكرت صديقة ملائكية جدا كانت توزع هدايا صغيرة على النساء في المترو وكروتا مشجعة.
في الحقيقة نتائج الأبحاث في علم النفس الطبي تؤكد الارتباط بين الشعور بالضغط والإصابة بالسرطان، وإذا كان نصيب النساء من الضغوط يكفي لبناء أهرامات جديدة فنسب الإصابة بالسرطان لدى السيدات أعلى بكثير من الذكور.
فكرت في كل ذلك وأنا أتابع فيلم قصير اسمه “معركة حنان مع السرطان” عن امرأة جميلة اسمها حنان كمال تحكي خبرتها في الإصابة بالمرض وكيفية مواجهته ببسالة وجمال رهيبين.
فكرت في كل ذلك أيضا، وأنا أشاهد بالأمس الأغنية الجديدة لحملة سرطان الثدي بصوت مجموعة من النساء الجميلات منهن فيروز كراوية وحنان ماضي.
في الحقيقة شعرت بأن اللون الوردي للحملة يليق بالحدث، يليق بجمال السيدات، إذا شعرت بأني أريد إهداء امرأة مضغوطة ربما أهديها أشياء باللون الوردي لأنه يليق بها.
في النهاية أود أن أنصحكن أن تتعاملن مع ضغوطكن وقللن الأحمال واذهبن إلى معالجين نفسيين يعلموكن مهارات للتعامل مع الضغوط.. وأنتم أيها الرجال أهدوا زوجاتكم هدايا باللون الوردي، سأصبح سعيدة لو أهداني زوجي توكة على شكل فراشة وردية، أيها الرجال الأعزاء زوجاتكم يستحقن التدليل.