بسنت
في البداية معرفتش أوجّه الرسالة لمين، لبنتي اللي لسّه معرفش هتيجي امتي! بس دايمًا عندي يقين إنّها هتيجي بنت! ولا لأصحابي في
العالم الآخر اللي دايمًا كنت ببعتلهم رسايل يومية من سطر واحد، سواء كان دعوة ولا اعتراف، ولا أبعت رسالة ليّ وأنا صغيرة أطمني
إني لسّه بعافر في تحقيق أحلامي ومنها اللي صاب ومنها اللي خاب! عارفين؟ عندي أجندة من سنة 2000 كنت كتبالي فيها رسالة ليّ
وأنا كبيرة، وشايفة نفسي فين وبعمل إيه، وبطمني إني بحاول مبقاش خوّافة، وكنت بتمنّى أتعلم بسرعة أسوق عجل. ولا أبعت رسالة
لربنا، لكن أنا بحتاج أفضفض وأتكلم مع ربنا بعيد عن حروف الكيبورد!
لقيت حل عشان أتخلص من الحيرة، هبعت رسايل قصيرة لكل ما سبق. يمكن بعضها يكون متأخر ويمكن بعضها يكون بدري بزيادة،
لكن في النهاية هتفضل زي الرسالة اللي محفوظة في إزازة سحرية في البحر، هتوصل مع الموج لمن يهمه أمرها، في اليوم والوقت
المكتوب والمتقدر.
إلى ابنتي:
إنتي عارفة إني بحبك وبحلم بيكي تقريبًا كل يوم، يمكن نفسي تيجي بنوتة علشان شايلالك خطط وأحلام ومغامرات لسّه مش قادرة أحققها
لوحدي، يمكن عشان عارفة إن الولاد ملهومش في قراية حروف البنات، ولا بساط الساحرات وعالم أميرات الكارتون، والرغي بالليل
لوش الفجر عن فستان يجنن بس الكسوف منعنا نلبسه ونمشي بيه في شوارع مش ملكنا أوي، عارفة إني هحطك في اختبار صعب كونك
بنت في بلد زي بلدنا، بس عارفة كمان! عمري ما هربيكي خوّافة، ماشية جنب الحيط، هسيبك توصلي لآخر حدود مغامراتك بثقة الأم
اللي عرفت تربي صح، هسيبك تعافري وتقعي وتتوجعي وقلبي موجوع، بس عشان عودك يجمد وتبقي بنت بمليون بنت، عارفة إنك
هتكوني شقية وعندية، وهنتخانق سوا كتير، وهنتجادل سوا أكتر، متقبّلة كل ده فيكي عشان يكونلك رأي وشخصية أحسن م اللي خلفوكي،
هتلاقيني حضن وبيت وسكن ودرع للدفاع عنك وقت اللزوم.. هسيبك تحبي الدنيا بطريقتك، وهعلمك تركبي عجل، ومتبقيش خوافة زي
أمك. اوعي تخافي.. اوعي.
باسنت 2000
صحيح مقدرتش أحققلك حلم ركوب العجل، أو الجرأة في التعبير عن النفس قدام الناس مش ع الورق، كان نفسي مكونش خوافة ولا
مترددة، بس أنا دلوقتي فخورة بيكي، فخورة بباسنت سنة 2000، البنت اللي قررت تعيش مراهقتها على طريقتها الخاصة، وتسجلها
بالصور والحروف قد ما قدرت، حققتلك شوية من أحلامك.. وغيرت شوية منهم، وتعايشت مع كوني مش هقدر أحقق بعضهم، كتبت
وسافرت وركبت طيارة وأنا بموت م الخوف، بس كان لازم أواجهه، حبيت واتوجعت، بس ربنا كان رحيم وكريم أوي، لسّه محافظة
على أصحاب عمرك من قبل سنة 2000، لسّه بحلم وبضحك وبحاول أحقق أحلامك، بس أهم حلم حققته على الإطلاق إني مبقتش أخاف
-ع الأقل زي الأول- وإني اكتشفت إن أوقات بدائل الأحلام بتكون أروع من أحلامنا اللي كان نفسنا فيها.
للعالم الآخر
وحشتوني.. هنتقابل قريب في مكان أحسن كتير، مش بنساكم والسما دايمًا بتفكرني بوجودكم جنبي.
شكرًا! (رسالة للسما)
شكرًا يا رب إنّك بتبعتلي يوميًا شوية النور اللي بيصحوني فايقة.
شكرًا على مكالمة دينا وسارة اللي دايمًا في وقتها بدون ترتيب.
شكرًا على نعمة العوض بالخير والمَخرج من حيث لا أحتسب، واللي بتخليني أتكسف أوي من تقصيري في حقك يا أكرم الأكرمين.
شكرًا على شوية اللخبطة ورسايل السما اللي بتعيد ترتيب الحاجات في مكانها الصح.
شكرًا على الضحكة اللي بتفضل مرسومة على وشي بدون ما أبذل مجهود كبير.
شكرًا على نعمة المعافرة.. والعمرو وكفى بها نعمة.