قد يعتقد البعض أن هوس النساء بالجمال هو أمر مرتبط بالتقدم والتطور العلمي الذي وصلنا إليه هذه الأيام، خصوصًا مع سهولة إجراء عمليات التجميل وانتشار البوتكس والفيلر وحقن البلازما والكولاجين. لكن الحقيقة أن النساء في حالة سعى دائم وراء هدف متحرك يسمى “الجمال المثالي” مهما كانت الوسائل المستخدمة للوصول إليه، حتى وإن كانت تشبه أدوات التعذيب.
إليكِ مجموعة من الحقائق عن تاريخ معاناة المرأة في سعيها المؤلم وراء حلم الجمال.
1- لديك وجه جميل.. لكن ماذا عن أنفك؟
إذا كنتِ على قيد الحياة في أوائل القرن العشرين وتعانين من أنف مفلطح، طويل أو حتى قصير، فلا داعي للقلق واللجوء للجراحات التجميلية، كل ما عليكِ فعله هو ارتداء أحد القوالب المعدنية المصححة للأنف بالشكل الذي تريدينه، الفكرة التي لاقت رواجًا كبيرًا بين النساء والرجال على حد سواء في الفترة ما بين عامي 1918 و1928 متجاهلين حالات الاختناق والتشوهات التي كانت تنتج عن تلك القوالب.
2 – الزرنيخ والزنك أدوات تجميل أم تعذيب؟!
إن كان هناك مسابقة لرصد جائزة لأسوأ فترة تاريخية لمعايير جمال المرأة، فأعتقد أن الحقبة الفكتورية ستفوز بلا منازع، حيث لجأ نساء الطبقة الأرستقراطية في ذلك الوقت إلى استخدام كل الوسائل للوصول إلى قوام وبشرة تشبه تماثيل تلك الفترة، كعلامة على الجمال، بدءًا من استخدام مواد تجميلية تحتوي على مواد سامة كالرصاص والأمونيا، انتهاءً بتناول رقائق الزرنيخ للحصول على بشرة مثالية، والتي تسببت في كثير من حالات الوفاة المفاجئة بين النساء.
3- الوجه الشاحب من علامات الجمال
يبدو أن للبشرة الشاحبة جمالاً من نوع خاص من وجهة نظر الملكة إليزابيث الأولى، التي كانت تميل إلى إستخدام المكياج الأبيض لتبدو بشرتها أكثر شحوبًا، الأمر الذي انتشر بدوره بين نساء الطبقة الأرستقراطية حينها، ودفعهن إلى استخدام خلطات تجميلية تحتوي على هيدروكسيد الرصاص، بالإضافة إلى استخدام العلقات لمص الدم من وجوههن، اعتقادًا منهن أن الجلد الشاحب يعتبر دليلاً على الجمال والمكانة الرفيعة.
4- النمش
وفقًا لمعطيات عصرنا الحالي، يعتبر النمش من علامات الجمال، الأمر الذي دفع بعض النساء إلى رسمه بأنفسهن، إلا إن للنساء ف العام 1930 رأيًا مختلفًا، حيث كن دائمات البحث عن طريقة للتخلص منه، حتى إذا استدعاهم الأمر للتعرض لمادة النيتروجين السامة.
5- ابتلاع الديدان الشريطية
لجأت النساء في إنجلترا في بداية القرن العشرين إلى واحدة من أسوأ الحيل التجميلية على الإطلاق للحصول على قوام ممشوق، حيث كن يتناولن حبوبًا تحتوى على يرقات الديدان الشريطية، والتي تتغذى على معظم المواد الغذائية في معدتهن، متغافلات مخاطر الدودة الشريطية، وما تسببه من أمراض كالتهاب السحايا والصرع.
6- باروكات شحم الخنزير
تُعتبر ماري أنطوانيت ملكة فرنسا وزوجة الملك لويس السادس عشر، أشهر من اتبع صيحة تسريحات الشعر العالية على شكل أبراج، والمُزينة بالريش والزهور كدليل على الجمال والثراء، والتي نقلتها عنها نساء الطبقة الأرستقراطية، إلا أن الحصول على تسريحات بهذا الشكل لم يكن بالأمر السهل على الإطلاق، فلتثبيت الشعر على شكل برج كن يلجأن إلى دهنه بشحم الخنازير ودهون لحم الضأن، مع قليل من الليمون، بالإضافة إلى زيت القرنفل، والذي كان يستخدم للتخلص من حشرات الشعر التي كانت تجد شعورهن بيئة خصبة للتكاثر فيه.
7- كورسيهات القرن الـ19
تعتبر الكورسيهات هي إحدى الحيل السهلة والمريحة التي تستخدمها النساء للحصول على قوام مثالي حتى يومنا هذا. إلا أن هذا لم يكن بالأمر اليسير على النساء في القرن التاسع عشر، حيث كانت الكورسيهات مصنوعة من المعدن المحكم، الذي كان يتسبب لهن في كسور في أضلع القفص الصدري ومشكلات كثيرة في عملية الهضم، كل ذلك في سبيل الحصول على الخصر المثالي.
في الحقيقة لا شيء يدعو لتحمل كل هذا الألم والمعاناة، والمحاولات التي قد تحمل النجاح أو الفشل. الجمال أمر نسبي ينبع من داخل المرأة بعيدًا عن القوالب التي قد يفرضها عليها المجتمع.