لقيت مرة كوميكيس مكتوب فيه “إمبارح النت فصل طلعت قعدت مع الناس اللي قاعدين ف الصالة اللي هما عيلتي، طلعوا ناس طيبين أوي”، كمية ضحك طبعا مش طبيعية ع الكوميك ده وشير ف صفحات كتير
طب بس ركز كده؟ ده كوميك حزين على فكرة! إنت النت خلاك مش عارف الناس اللي عايش معاهم ف البيت، متستغربش أنا مش بأفور، إنت فعلاً مش عارفهم، متعرفش بيحبوا أم كلثوم ولا إليسا، بيتضايقوا م الزحمة ولا بتحسسهم بالألفة، طب باباك بيحب البرتقال ولا مبيكلوش عشان الأملاح زادت عليه؟ مامتك بتلبس أسود شياكة ولا اكتئاب؟ طب إنت عارف الرز اللي بتتغدا منه كل يوم لما بيخلص مين بيجيب غيره؟
إنت ممكن يكون الكلام ده مش فارق معاك، عشان إنت ليك 1500 فولورز على تويتر أو 800 فريندز على فيسبوك، منهم 150 عارفهم بشكل شخصي والباقيين بيحبوا كلامك، وده كفاية أوي عشان يملا دنيتك.
لأ اسمحلي أصدمك.. ده مش كفاية أبدًا، عشان إنت لو عشت تشات معاهم تلات سنين متواصلة بردو مش هتعرفهم، لأن مفيش نظرة عين بينكم توصل حد منكم لجوه روح التاني، ولا فيه رعشة شفايف بتبان، ولا رجفة حب أو ربكة خوف، مفيش نبضة اشتياق ولا نظرة غضب، ولا بيبان التردد ف أي إجابة بتتقال.
إنت نفسك أما بتكلم حد ع النت لو حبيت تضحك ضحكة حقيقية هتعبر عن ده بكذا دوسة على زرار الـ”هـ”، ف هو يفهم إنك بتضحك، ولو دست كتير يفهم إنك ميت م الضحك، طب ثواني كده! ما إنت بردو لو حبيت تضحك ضحكة مجاملة هتدوس نفس الدوسة على نفس الزرار وهتوصل بنفس الشكل “ههههههههه”، ولا هو يمكن الزرار مش بيتداس عليه إلا أما تكون بتضحك بجد!
طب خدت بالك إنك ممكن لو حبيت تأكد للي بتكلمه إن دي مش مجرد دوسة زرار هتقوله “طب والله ضحكتني”، عشان إنت عارف إن الـ”هههههههه” مبتوصلش أي حاجة، ف تبتدي توصل مشاعرك بالوصف، لو عاوز حد يحسك أوي بقى وإنت بتتكلم تقوله: أنا الآن حزين فعلاً (نقطتان وقوس).. أنا أشعر بالسعادة والبهجة وكأن قلبي يرقص طربًا (نقطتان وقوس).
يا إما تكتفي بشوية وشوش صفرا مع الوقت هتنسيك تعبيرات وشك الأصلية، فتلاقي نفسك بعد شوية لو سمعت كلام حلو هتقول ف بالكLike ، ولو حد قالك نكتة حلوة مفروض تضحكلها ضحكة تبين صفين اللولي هيجي ف بالك طوالي حرف الـD ونقطتين.
ف الآخر عاوزة أقولك إيه.. لو فصل النت هو اللي هيعرفك إن الناس اللي قاعدة ف الصالة دي ناس طيبين، افصل الراوتر فورًا، مش خلاص قريت المقال؟!
واتفرجوا على الفيديو ده، هتفهموا قصدي أكتر.. اضغط هنا
