دليل العرائس في رص النيش المودرن والكلاسيكي وتنظيمه

3659

“إنتي عايزة تفضحينا؟!”، كانت دي كلمة أمي القاطعة لتوسلاتي ومطالبتي بأنه “مش لازم نيش”.. زفافي إلى بيت ليس به نيش يعادل فضيحة كاملة الأركان بين سيدات العيلتين، سواء عيلة العروسة حيث سيتهامسوا “تحية مجابتش نيش للبت.. شوفتي يا أختي؟!”، أو من عيلة العريس “يا عيني عليك يا ابني! ضحكوا عليك ف الجوازة.. جبت كل حاجة ومجابولكش نيش.. ولا حتى نص دستة فناجين روميو وجولييت”.

 

النيش.. ذلك الكائن الخرافي الذي يقبع في ركن مقدس في بيت أي ست مصرية، حاله كحال أشياء مقدسة كثيرة ليس لها معنى ولا هدف، كبرطمانات المربى الفارغة التي تسكن الرف الأعلى من خزينة المطبخ أو تستكين بإهمال تحت الحوض.. يظل النيش طوال سنوات لا يمسسه سوء إلا في المناسبات السعيدة.. عزايم رمضان، تظبيط لقاء بين بنت أخته وصديق للأسرة عشان يمكن ربنا يوفق بينهم ويجعلنا سبب جواز بينهم، فلازم الطقم المدهب وطقم الجاتوه ولازم المعالق الشيك المزخرفة حروفها عشان شكلنا يبقى حلو، “والبفتيك.. لازم البفتييييك”.

 

انتصرت أمي في معركة النيش، كما انتصرت قبلًا في معركة إن لازم نجيب شبكة، ومعركة إن لازم نعمل فرح، ومعركة إن لازم أحط المراية جنب الباب، البلكونة، لون الستائر.. انتصرت أمي كثيرًا لحد ما طلع جنزبيل أمي.. ساندتها خالتي في معركتي الشبكة والمراية.. كما أشرفت إحدى سيدات الأسرة على تحديد مكان النيش ذات نفسه، وهو أمر -لو تعلمون- عظيم.. وأسندت أمي لأختي مهمة رص النيش، وهو أمر يحتاج لفن وذوق وخدع بصرية كثيرة لخداع العدو (أهل العريس)، إننا جايبين حاجات كتير وأطقم أطقم أطقم.. آه والنبي يا جماعة مقولكوش!

 

بعد أول شهر جواز صدمت أمي لما لقتني غيّرت رصة النيش وطلعت منه حاجات كتير أستخدمها.. انتهكت قدسيته يا حرام! بل إنني تجرأت وحركت مكان المراية. نرجع للنيش اللي تحوّل معايا إلى نملية بشيل فيها الأطباق الزيادة، مش مجرد حافظة للأطباق والأطقم وشنطة المعالق للضيوف والمناسبات.

 

لا أعرف من اخترع النيش.. ولكنني أريد أن أبعث له برسالة قد تمس أهله بسوء، ولكن إحقاقًا للحق فمخترع النيش لا بد أن يكون سيدة تحب الامتلاك، وبخيلة، وغاوية منظرة وقنعرة كدابة.. وأتوجه برسالة أخرى للبنات اللي على وش جواز، بلاش نيش واصمدي في حربك مع أمك، بلاش تخيبي خيبتي، ولو اتجوزتي خلاص وعندك نيش متعزّيش اللي فيه على نفسك وعلى عيالك، استخدمي كل حاجة فيه.. اتمتعي بيه، ولو حاجة اتكسرت فداكي، ما دام كله مكتوب في القايمة يبقى موقفك القانوني تمام.

 

المقالة السابقةالأكل البيتي Vs. الأطعمة الجاهزة
المقالة القادمةعفوًا.. رجاءً
حنان الجوهري
كاتبة وصحفية مصرية

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا