5 طرق لتقديم المساندة إلى من يحتاجها

1490

يتذكر الطفل “هارون” أن أمه قُتلت فيبكي، فيأتي الكلب “ليفي” ينبح معرباً عن سخطه على من حرم الطفل من أمه، ويجري الجمل الصغير “هادي” على أمه ليخبرها أن صديقه يبكي، فتأتي الناقة الأم وتبرك أمام هارون واضعة رأسها أرضاً بين قدميه فيمسك بأذنيها يلعب بهما،

 فتصدر بعض الأصوات التي تسعد “ليفي” و”هادي” والحصان الصغير “ياقوت” فيقفزون حول هارون ليدخلوا السعادة على قلبه ويخففوا عنه بعض حزنه على فقد أمه.

إنه موقف حقيقي يرويه “صابر” الذي خدم بسلاح الحدود خلال ست سنوات قضاها في صحراء سيناء في الفترة ما بين 1967 و1973.

لقد كانت لغة المشاعر مشتركة ومفهومة بين هارون وأصدقائه من الحيوانات رغم اختلافهم، فقد شعرت الحيوانات بحزن الطفل “هارون” فأسرعوا يساندونه رغم أنهم ربما لا يعرفون سبب حزنه. 

في الأوقات الصعبة يحتاج الإنسان إلى من يسانده، “يعني بالبلدي: يحس به ويقف جنبه”.

كيف نقدم المساندة إلى من يحتاجها؟

طرق تقديم المساندة متعددة وتختلف حسب الشخص الذي نقدمها له، وحسب قدرات من يقدم هذه المساندة، فقد تكون: 

النصيحة إذا طلبها الشخص حتى تزداد احتمالية استيعابه لها واستفادته منها.

خدمة أو حاجة نقضيها للشخص، مثلاً جرى العرف على توفير الطعام لمن كان لديهم حالة وفاة لأن ظروفهم النفسية لا تسمح بالتفكير في هذا الأمر بالإضافة إلى انشغالهم بأمور أخرى.

وأهم من هذا كله ولا غنى عنه: احترام مشاعر الآخر وتقديرها وتفهمها، وهذا يتم التعبير عنه من خلال الاستماع الجيد ومحاولة وضع أنفسنا مكان المتحدث، الاستماع دون تقديم نصيحة، دون لوم، دون مقاطعة. في المساندة، “تعاطفك لوحده ساعات بيكون كفاية”.

الأمر الآخر الذي لا غنى عنه: النظرة الإيجابية للآخرين طوال الوقت “التقبل غير المشروط”. فكما أن الماء والهواء هما أغلى ما في الحياة وفي نفس الوقت أرخص ما فيها، ففي كثير من الأحيان يكون قبولنا للآخر أغلى من أى نصائح أو مساعدات عملية، خاصة عندما نعجز عن تقديم المساعدة أو النصيحة.

مشاركة الآخر بتجربة مشابهة مررت بها ربما يكون مفيداً جداً. 

هل الاحتياج إلى المساندة ضعف؟

الاحتياج إلى المساندة جزء من طبيعتنا كبشر، وهناك أسباب عديدة تجعل المساندة مفيدة منها: 

  • الكلام مع الآخرين يساعدنا على تحقيق المزيد من فهم أنفسنا ومشاعرنا، وفحص أفكارنا ومدى منطقيتها. 
  • مشاركة الآخرين تجعلنا ندرك أننا لسنا وحدنا، فهناك آخرون يفكرون كما نفكر ويشعرون كما نشعر ويمرون بظروف مشابهة لما نمر به. إذاً فنحن أشخاص طبيعيون ولسنا مجانين! وهذا في حد ذاته مريح.
  • المساندة تبث فينا روح الرجاء والأمل عندما يجد شخص أن آخر مر بنفس مشكلاته وتغلب عليها. 
  • التعلم من الآخرين ومن الطرق التي يواجهون بها مشكلاتهم.
  • التعبير عن الفرح يؤكده، وعن الحزن يخفف منه، ويعطى إحساساً بالأمان خاصة عند الحصول على القبول.

لهذا، هيا نطلب المساعدة حين نحتاجها، ونقبلها حين تقدم إلينا، ونقدمها لمن يحتاجها.

 

المقالة السابقةالصرصار الذي قصم ظهر البعير
المقالة القادمةكوني نفسك

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا