كان الوحش “وزاوسكي” يحلم بالالتحاق بقسم الخوف بـ”جامعة المرعبين” ليعمل بعد التخرج في “شركة المرعبين المحدودة”.
نجح “وزاوسكي” في الالتحاق بالجامعة لكنه لم يُقبَل في قسم الخوف رغم اجتهاده في المذاكرة لأنه لم يملك مقومات التخويف كما أخبرته بذلك مديرة الجامعة.. لم يقتنع “وزاوسكي” فاشترك في السابقات التي أقامتها الجامعة في التخويف.
ودخل في تحدٍ مع مديرة الجامعة بأن تسمح له بالالتحاق بالقسم إن فاز وإلا فليترك الجامعة.
وللأسف طُرِد “وزاوسكي” من الجامعة.. ولكنه لحسن الحظ رأى إعلاناً في الجريدة عن احتياج شركة المرعبين إلى موظفي بريد، ورغم أنها لم تكن وظيفة أحلامه إلا أنه تقدم لها وقُبِل. ومع إثبات كفاءته ترقى حتى عمل مدرب تخويف بعد أن اقتنع أنه يصلح مدرباً أكثر منه مخيفاً.
ما رأيك في “وزاوسكي”؟
بالنسبة إليّ، أعجبني أنه:
لم يسلم برأي مديرة الجامعة فيه حتى جرب واكتشف نفسه بنفسه.
لم يتنازل عن حلمه الأصلي بعد طرده من الجامعة، بل سلك نحوه طريقاً آخر.
كان يتمتع بالمرونة لتعديل حلمه بناءً على ما اكتشفه عن نفسه.
وهكذا فإنه ليس كل ما يتمناه المرء يدركه:
فقد يعدل الإنسان حلمه بناء على ما يكتشفه عن نفسه..
أو ربما لأمور خارجة عن إرادته. ووقتها عليه تعديل حلمه، والبحث عن المعنى في هذه الظروف القهرية. يقول عالم النفس “فكتور فرانكل”: إن المعاناة تتوقف عن أن تكون معاناة بشكل ما في اللحظة التي تكتسب فيها المعاناة معنى.
وأحياناً، يفشل الإنسان نفسه لأنه يخاف من النجاح أو لأنه يرى نفسه فاشلاً. إذا كان هذا أنتِ فأنت بحاجة إلى التعافي من آثار الماضي على صورتك الذاتية.
وإذا وجدتِ أنكِ لم تبذلي المجهود الكافي أو الصحيح، فتعلمي من أخطائك وأعيدي المحاولة.
وإذا كان حلمك غير واقعي، فادرسي إمكانياتك والظروف المحيطة بك واحرصي أن يكون حلمك متوافقاً معها.
مهم أيضاً معرفة القيمة التي تسعين إليها من وراء حلمك، وتعريف هذه القيمة بالنسبة إليكِ:
قابلت أماً لا تريد من ابنها سوى التفوق الدراسي (غير عابئة بقدراته خارج الدراسة) “عشان يكون حاجة”. وبالكلام معها، اكتشفت أن هذا حلمها الذي لم تحققه بنفسها فتريد أن تحققه في صورة ابنها.
هذه المرأة لديها قيمة هامة: المكانة الاجتماعية، ولكنها في حاجة إلى سؤال نفسها: ما هي “المكانة”؟ كيف تتحقق؟ من خلال التفوق الدراسي فقط أو الالتحاق بكلية معينة،…الخ؟
الإجابة عن هذه الأسئلة ستساعدها في التحرر من الشعور بالنقص لعدم حصولها على تعليم جامعي، والبحث عن طريقة جديدة وصحية لتحقيق ذاتها، وعلى تحرير ابنها ليعيش حلمه.
وأخيراً، استمتعي برحلة تحقيق حلمك:
قرأت في مدونة لفتاة تتحدث عن الفرق بين الهدف والحلم، وتقول أن حلمها هو الكتابة وأنها تعيش هذا الحلم في كل مرة تكتب فيها مقالاً صغيراً، فحلمها ليس مقصوراً على تأليف كتاب مثلاً مع أنه أحد أهدافها. هذه التفرقة تشعرها بالسعادة لأنها تعيش حلمها بشكل دائم.
ما رأيك أنتِ: هل يجب أن يحقق الإنسان كل ما يحلم به؟