إنهم يدينون البريك.. ويبررون الزواج الثاني

489

 

تطلب “نايلة” من “أكرم” “بريك” أو وقتًا مستقطعًا من زواجهما، كل واحد يبعد عن التاني شوية، بينما “جميلة” تهمل نفسها وتتحول من باليرينا إلى باليلينا، و”طارق” شخص واطي من الأصل وعينه زايغة وغير مهني.

 

الحالات التلاتة دول من 3 مسلسلات مختلفة تعرض في رمضان السنة دي، واللي بيشهد عرض لأكتر من حالة زواج تاني مختلفة الظروف. ومعرفش هل ده بغرض تطفيش الرجال وإبعادهم عن قرف الزواج التاني، ولا عشان يقولوا للستات “خلي بالك يا حبيبتي من جوزك، وحتى لو خليتي بالك منه برضو هيخونك”!

 

ناخد “جميلة” على سبيل المثال في مسلسل “لأعلى سعر”، هي الفتاة الرشيقة الجميلة اللي بتلعب الباليه، وتسيب الرقص لجل خاطر زوجها، تقف جنبه لحد ما ينشئ واحد من أكبر مستشفيات التجميل في مصر، وفجأة ودون مبرر غير إن المخرج عايز كده، تتحول إلى بالونة سوداء ذات مانيكير أحمر مغري. يقرف منها زوجها ويندلق بسهولة في شراك صديقة مراته الأنتيم، فيخون مراته معاها عند أول إشارة منها، وبعدين يتجوزها ويمسك في لبانة “الشرع محلل أربعة”، وكأن نفس الشرع ده كان محلل له برضو مبدأ الخيانة.

تعرفي على: قصة مسلسل مطلوب رجال

أما “تغريد” اللي متجوزة من الدكتور النفسي “طارق” في مسلسل “30 يوم”، واللي جوزها بيصمم على إثبات مقولة إن أكتر الأشخاص المرضى نفسيًا هم الأطباء النفسيين شخصيًا، فيخون مراته الجميلة الشيك المتربية دون أي مبرر، ويتجوز من مدمنة للمخدرات كان بيعالجها في السر، ويمشي معاها مشوار عمره سنتين كاملتين، يعايشها فيه بكل بلاويها، متجنيًا دون أدنى إحساس بالذنب، نحو الساذجة اللي مستنياه في البيت.

 

لحد ما نوصل أخيرًا لـ”نايلة” في مسلسل “هذا المساء”، الفتاة الأرستقراطية اللي بتتكلم كلمة عربي وكلمة إنجليزي وتالتة فرنساوي، جميلة ورشيقة وحاجة الله أكبر، ولكن جوزها يا عيني بيعاني من مشكلة نفسية، مبتوصلوش لنشوته الجنسية معاها، فما يصدق تقوله “إحنا لازم ناخد بريك من بعض”، محاولة منها لحل المشكلة على طريقة الأجانب اللي عايشين بيها من أول المسلسل، فيجري يتجوز من “عبلة”، بنت المنطقة الشعبية صاحبة المسمط، وعندها تنفك ما شاء الله عقدته النفسية ولا سحر ولا شعوذة.

 

في التلات حالات المختلفة، كانت ردود الفعل من المشاهدين كمان مختلفة على حسب الحالة، فالجمهور تعاطف مع “تغريد” زوجة “طارق” على طول الخط، يمكن لأن “طارق” كان ندل معاها بصورة واضحة على طول الخط برضو، ومفيش أي مبرر لخيانته. وتفاعلوا بطريقة مشابهة مع “هشام” وخيانته لمراته “جميلة”، يمكن ده بس بسبب إن مراته التانية “لولّا” شريرة على طول الخط، وغالبًا لو كانت “ليلى هانم” أطيب من كده شوية، كانوا تفاعلوا بطريقة مختلفة وتعاطفوا مع زوج البالونة المسكين، اللي في الحقيقة معملش أي محاولة لفهم مراته والتغيرات التي حصلتلها، غير إنه يبكت فيها في الرايحة والجاية على وزنها الزايد، اللي أصلاً محدش كان شايفه غيره.

 

ولكن عند حكاية “أكرم” و”نايلة”، ناس كتيرة تعاطفت مع “أكرم” المسكين، اللي متجوز من واحدة متوحشة بتاكل الفطير المشلتت بالشوكة والسكينة، متناسين إنه انبهر لما أكل لأول مرة في المسمط، ومتعرفش على العناصر اللي بياكلها، لدرجة إن صاحبه قاله زي ما بنقول للأطفال “هقولك على اسمه بعدين”. قالوا إن “نايلة” هي اللي بعدته لما اقترحت موضوع البريك، وإنهم يبعدوا عن بعض شوية، كان هو ده اقتراحها لحل المشكلة اللي بينهم، متوقعة إنه لو زادت المسافة بينهم شوقه لها هيزيد، بس لأ، هم مشافوش ده، زي كمان مشافوش إنه مكانش قريب منها أصلاً ولا إنه كان بيتهرب منها ولا كل الكلام ده.

 

ولكن اللي السيد المحترم “أكرم” عمله، هو إنه أول ما أخد البريك راح على طول يتجوز من “عبلة”، الست البلدي الشعبية، وهو ده اللي خلى الناس تتعاطف معاه، فالبلدي يوكل، بينما بنت الذوات بتمسك الأكل بأطراف صوابعها، حاجة مقززة خالص فعلاً. هنا أنا مش واقفة ضد “عبلة” حتى وإن كنت واقفة في صف “نايلة”، ولكنني أكيد واقفة ضد الزوج الخاين.

 

من هنا بنستخلص، إن الجواز التاني عشان ييجي على هوا المشاهدين، لازم يكون من واحدة هم نفسهم يتمنوا إنها تكون في حياتهم بأي شكل من الأشكال، سواء حبيبة أو زوجة أو حتى أخت وصديقة، ما أغرتش الرجل غير بكونها على طبيعتها، يحبوا الحدوتة اللي بينهم منفصلة، ناسيين إن فيه واحدة -حتى ولو كانت من وجهة نظرهم باردة- بيتم خيانتها، بينما لو الزوجة التانية دي مش على هواهم والأولى ملمّسة معاهم بشكل أكبر، يبقى ساعتها ملعون أبو الناس العزاز، اللي لما احتاجنا ليهم طلعوا أندال بامتياز.

المقالة السابقة“لا تطفئ الشمس” عن الحب أم الخذلان؟
المقالة القادمةعزوا بعض

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا