العيب في مش فيك

488

في الفترة اللي فاتت احتكيت بكتير من الناس واتصدمت بالآتي:

إن كتير من الرجال المتزوجين بيفكروا بطريقة غريبة:

إما إنه بيقلل من عقلية المرأة بصفة عامة وبيتهاون بحجم العاطفة اللي جواها وبيعتبرها نقطة ضعف مش قوة.. في نفس الوقت أتفاجئ بأنه متزوج من واحدة بيحبها وبيحترمها بس مش قادر يحترم عقلية أي واحدة تانية غيرها.. فيمنعها تكلم أصحابها لأنه مش واثق فيهم. والنوع التاني مشهور أوي، بينادي بحقوق المرأة والمساواة و.. إلخ. بس لأنه مش متصور إنه ممكن يتزوج واحدة من نوعية النساء المبهرات دول ذوات القدرات المتعددة والطموح العالي.. قرر إنه يدور على واحدة عادية، عايزة تتجوز وتقعد في البيت تربي العيال (وده مش عيب فيها.. ده اختيارها) بس للأسف دي نظرة المجتمع ليها.

أما الشاب الظريف اللي لسه بيدور على عروسة بيستنصح.. قرر يضرب عصفورين بحجر، ويدور على واحدة مثقفة وليها دور في المجتمع، وبعدين يخطبها.. وبعدين إيييه بقى؟ يقوم يقعدها في البيت، وبكده يضمن إنه اتجوز واحدة متعلمة ومثقفة وهتربي ولاده كويس، وفي نفس الوقت تبقى ست نموذجية بالنسبة لعقليته لما تقعد في البيت من غير لا شغلة ولا مشغلة.

في الحقيقة أي بنت في الدنيا مش بتدور على أي واحد من دول.. لأن العقلية دي مصابة بنوع من الفصام، ومش قادرين يتقبلوا عقلية المرأة وتركيبها لأنها غريبة عنهم مش أكتر. مش قادر يتقبل فكرة إن فيه واحدة ممكن تعمل أكتر من اللي هو بيعمله، لأنها ببساطة عندها طاقة إيجابية.

وبعدين ييجي السؤال التقليدي.. طيب لو حبيتي حد وطلب منك تسيبي الشغل هتعملي إيه؟ بجد مش فاهمة! هو أنا ليه مضطرة أختار بين حاجتين أنا بحبهم.. ليه محبش وأشتغل في نفس الوقت؟! ليه مكنش زي أورسولا فون دير لاين.. طبيبة نساء وتولت  منصب وزير الدفاع في ألمانيا وعندها 7 أبناء. وإن كانت هي الأولى في تاريخ ألمانيا.. فقد سبقها إلى هذا المنصب 81 سيدة!

مش بس كده ده سبب اكتئاب 90%من ستات مصر إنهم كانوا فاكرين لما يتجوزوا ويكون ليهم زوج هيقدروا يعملوا اللي هم اتمنعوا منه في بيوتهم.. لحد ما تبدأ الصدمة الحقيقة في إن زوجها أكثر ديكتاتورية من أبوها وأمها.. يعني بتعيش فترة صباها على أمل الحلم المؤجل وتدفنه مع بداية الزواج.

أنا شخصيًا بدور على واحد يعلّم على السلوك الخطأ، ويحط عليه دايرة، سواء صادر من رجل أو امرأة، مش يعلم على الجنس بس. معيار الخطأ والصواب واحد عند الرجل والمرأة.. الراجل المرتشي زي الست المرتشية، والطبيب الناجح زي الطبيبة الناجحة.. مفيش فرق.

وعشان كده أنا عندي رسالة لأي واحد بيفكر يتقدملي:

شغل وهشتغل، عمل تنموي وهتطوع معنديش مانع، ندوات وأمسيات شعرية ومنتديات وصالونات ثقافية وهشارك، فلو مش منسابك الحاجات دي ريح نفسك.. وساعتها أنا اللي هريحك وأريح عقليتك الشرقية وهقولك: العيب فيّ مش فيك!

المقالة السابقةحكاية شتا من عشرين سنة
المقالة القادمةالاستقرار زي ما بيقولوا

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا