اليوم العالمي للإيدز.. زوايا مختلفة تناولتها الأعمال الفنية

378

الإيدز.. ذلك المرض الذي سمعنا عنه بعض المعلومات المبهمة وأغلبها مضلل في نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات من القرن الماضي. لا يُعرف بشكل أكيد متى كانت أول حالة سُجلت لهذا المرض، فبينما قيل إن أول حالة كانت في الثمانينيات، ظهرت آراء أخرى تقول إنها كانت في العشرينيات.

 

لا يزال حتى الآن سبب المرض مجهولاً، وإن كانت بعض الآراء ترجّح أنه انتقل إلى البشر عن طريق الشمبانزي. لم يتم حتى الآن اكتشاف علاج يشفي من المرض، وكل ما يتناوله المرضى هي أدوية لمعالجة الأعراض والحفاظ على حياتهم لمدة أطول.

 

يُعدُّ الإيدز واحدًا من أكبر مسببات الموت في العالم، فقد قتل المرض منذ اكتشافه وحتى عام 2015 أكثر من 40 مليون شخص حول العالم. ونظرًا لكون المرضى يوصمون للأبد، فهم لا يُفضِّلون أن يفصحوا عن مرضهم، بسبب المعاملة السيئة التي يختبرونها من المجتمع والأقارب وحتى الأطباء أحيانًا، وابتعاد الكثيرين عنهم فور علمهم بإصابتهم بهذا المرض عن جهل، مما يؤدي إلى شعورهم بوحدة شديدة ونبذ من المجتمع. ولكل ما سبق اختير اليوم الأول من ديسمبر سنويًا للتوعية بهذا المرض الخطير. في هذا اليوم العالمي للتوعية بمرض الإيدز، نستعرض خمسة أفلام تناولت هذا المرض من زوايا مختلفة.

 

A place for Annie

فيلم تليفزيوني أمريكي إنتاج 1994، هنا الفيلم لا يتحدث عن مريض إيدز راشد يمكنك أن تتفاعل معه أو ترفض ذلك، وإنما أنت تتابع الأحداث الدائرة حول الرضيعة “آني” المصابة بفيروس HIV ومنبوذة منذ يومها الأول في الحياة. 

يخشى الجميع الطفلة، فمرضها قد يتطور إلى إيدز في القريب العاجل، نتابع تمسك الممرضة بها، ثم نهتم بالمعركة الدائرة بينها وبين الأم البيولوجية للطفلة. الفيلم إنساني يكاد أن ينسيك تواضع التمثيل والتصوير، فمن الذي يستطيع مقاومة السقوط في حب طفلة مريضة.

شاهد الفيلم من هنا

 

The cure

فيلم أمريكي إنتاج 1995، يتحدث الفيلم عن صداقة تنشأ بين فَتيان هما “إريك” و”ديكستر”، نعرف لاحقًا أن “ديكستر” مصاب بالإيدز، وهو الأمر الذي لا يأبه له “إريك” إلا في القلق على صحة صديقه، على العكس تمامًا من والدته التي عارضت هذه الصداقة بقوة.

من أجل البحث عن علاج لهذا المرض، يخوض الفَتيان مغامرة غير محسوبة الخطوات والعواقب، لتنتهي بطريقة غير التي تمنوها، ولكن بالرغم من كل شيء، فقد ظل “إريك” بجوار صديقه في الصحة والمرض، غير مهتم بما قد يحدث له ما دام سيظل بجوار صديقه.

شاهد الفيلم هنا

 

Philadelphia

يعد من أشهر الأفلام التي تناولت موضوع مرضى الإيدز، الفيلم أمريكي من إنتاج 1993 وحصل على جائزتي أوسكار، بطولة توم هانكس ودينزل واشنطن. يحكي الفيلم عن المحامي الشاب الناجح “أندرو بيكيت” المثلي والمصاب بالإيدز، ولكنه يخفي هذا الأمر عن شركة المحاماة التي يعمل بها، وبعد فترة قليلة من تناثر الأقاويل حوله، يُفصل من العمل لأسباب واهية، يُرجع “بيكيت” هذا القرار إلى ميوله الجنسية ومرضه، ويقرر مقاضاة الشركة.

تناول الفيلم الفكرة السطحية التي كان يتعامل بها من يجلس بالقرب من مريض بالإيدز، هذه الفكرة التي لم يسلم منها حتى المحامي المتعلم، الذي ظن أنه حصل على العدوى بمجرد السلام باليد على المريض.

هنا لا نجد “بيكيت” يتنازل عن حقه الذي يظن أن الشركة هضمته، بل هو يحاربها حتى آخر نفس، متحديًا كل نظرات الوصم له بأنه مثلي مجرم حصل على عقابه بإصابته بالإيدز.

شاهد التريلر

 

Dallas Buyers club

هو الفيلم الأمريكي الحائز على 3 جوائز أوسكار لعام 2014، بطولة ماثيو ماكونهي وجاريد ليتو وجينيفر جارنر. الفيلم قائم على أحداث حقيقية وقعت لـ”رون وودوورف” الذي يكتشف إصابته بالإيدز وأن أمامه 30 يومًا فقط على قيد الحياة، يثور “وودوورف” عندما يعرف بهذا الأمر، فبحسب الصورة النمطية آنذاك (ثمانينيات القرن الماضي) عن مرضى الإيدز، هو مرض يصيب الشواذ جنسيًا فقط. 

لهذا يتعرض “ودورف” للنبذ من الأصدقاء والعمل، حتى يجد طريقًا يمكنه به أن يعالج نفسه من أعراض المرض، وفي نفس الوقت يمكنه أن يربح المال اللازم للمعيشة، وفي رحلة “وودوورف” مع الإيدز يعيد اكتشاف نفسه، ويتحول تدريجيًا من شخص عنصري إلى شخص يجيد تقبّل كل أطياف البشر ويستطيع التعامل معهم بشكل جيد.

 

على جانب آخر، يتعرض الفيلم لتعنت وكالة الغذاء والدواء الأمريكية FDA، فهي تطرح قانونًا يمنع استيراد الأدوية التي يتحسن معها مرضى الإيدز، بينما تستمر في إعطائهم العلاج الذي يبدو أنه غير فعّال، مما يضطر “وودوورف” في النهاية إلى خوض معركة قانونية معهم. الأمر المذهل بخصوص هذا الفيلم، أن إنتاجه تكلف قرابة 5 ملايين دولار فقط، ولكنه تمكن من الحصول على أرباح أضعاف أضعاف هذا المبلغ، بالإضافة إلى التقدير النقدي والجماهيري للفيلم.

شاهد التريلر

 

أسماء

تعاملت السينما المصرية مع مرض الإيدز بشيء من السخافة والاستهتار، فظهر في بعض المشاهد من أفلام الثمانينيات والتسعينيات، يظهر وكأن مريض الإيدز مصاب بمرض معدي ينتقل باللمس أو بالهواء، يهرب منه الجميع هلعًا. 

لذا من الضروري أن نحتفي بفيلم أسماء (إنتاج 2011 بطولة هند صبري وإخراج عمرو سلامة)، حتى وإن اختلفنا معه في بعض النقاط الفنية، فهو يعد العمل المصري الوحيد الذي تناول هذا الموضوع بدون السطحية المعتادة. نجد أنفسنا في الفيلم أمام “أسماء”، هذه المرأة التي تجبرك على احترامها واحترام موقفها من عدم الإفصاح عن سبب مرضها، سواء تعاطفت معها أم لا، فمريض الإيدز موصوم في بلادنا العربية، رغم أنه ليس مرضًا جنسيًا بالضرورة. تدافع أسماء عن أسبابها الشخصية في عدم الإفصاح عن سبب مرضها، فتصبح بذلك مدافعة عن حقوق المرضى ضد الوصم.

 

تعرّض الفيلم بالتأكيد للأشخاص العاديين الذين يهربون من التعامل مع مريض بالإيدز خوفًا من أن يصابوا بالعدوى وكأنهم مرضى الجذام، ولكن في نفس الوقت أظهر الحياة الطبيعية اليومية لمريض الإيدز، الصعوبات التي يلقاها في الحياة والعمل والمستشفيات خصوصًا.

شاهد الفيلم من هنا

 

المقالة السابقةفيلم خرج ولم يعد رؤية فنية لمحمد خان عام 1984، الكواليس وتحليل الفيلم
المقالة القادمةعشرة أشياء متقوليهاش لصديقتك المطلقة حديثًا

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا