دايمًا كان عندي يقين بجملة "الانطباعات الأولي تدوم"، وأد إيه الانطباع الأول عن أي شخصية بقابلها صح، لكن مع الوقت وتحديدًا في
شغلة الصحافة، الاعتقاد واليقين العظيم ده اترمي في أقرب سلة زبالة (لا مؤاخذة). وعرفت جدًا إن الوشّ الأولاني اللي بتاخده من الناس
مش دايمًا حلو ومش دايمًا وحش.. ليه بقي؟ لأن ياما فيه ناس بوشين وتلاتة وعشرة… بتعرفوا تعدوا لكام؟!
اللي بيضحك في وشك مش شرط إنه بيحبك .
اللي مكشر ومتنرفز دايمًا ده يمكن مفيش أطيب منه.
اللي خُلقه ضيق ومعندوش صبر.. لمّا تسمعله ساعات هتلاقيه أكتر واحد بيديك نصيحة ومعلومة خالصة لوجه الله.
البنت اللي قلت عليها في حالها أوي.. اتحولت لأعز صاحبة ليّ.
والزميل اللي خفت في يوم أشتغل تحت إيده.. متعلمتش أصول الشغل إلا منه.
والجار اللي أكلت معاه عيش وملح في طبق واحد.. أول حد كان متعمد يؤذيني بكل الطرق.
وعجبي!
وهكذا يا سادة.. البنت اللي عاشت 20 سنة من عمرها مصدقة في الانطباعات الأولى وبتبني عليها حياتها، في 6 سنين بس الاعتقاد ده
طار في الهوا شاشي، وما زلت بعاني من تبعاته وبشتغل أكتر على نفسي إني مقعش في فخ الانطباعات الأولى.
بس بيني وبينكم في وسط 10 مواقف لازم أتكعبل في موقفين تلاتة أتدلق فيهم في الفخ زي الجردل.. لكن طبعًا ده أحسن كتير من
زمان.. أيام ما كنت مستوطنة جوة الفخ نفسه وكنت أنا الجردل.
في يوم ما من أيام الشغل (بدايات التدريب يعني وأنا في الجامعة)، قابلت زميلة شغل وبقينا أصحاب، ثم أصحاب جدًا، ثم فجأة هذه
الزميلة أثبتتلي خطأ نظرية الانطباعات بموقف زي الهباب.. واتأكدت وقتها إن أنا هبلة أوي!
حاولت أكون فيما بعد أكثر حذرًا وعدوانية، ساعات بنجح وساعات لأ.. بس في النهاية، اتمسكت بالحذر في الانطباعات الأولى.
وطبعًا مش محتاجة أحكيلكم إن انطباعي الأول عن زوجي المستقبلي كان مزيج من كل الانطباعات المهببة.. آه والله! وكان انطباع
متبادل، ثم طار الانطباع ده بسرعة الضوء مع طاقة الحب والمودة والرحمة والسكن والسكينة اللي مع عمرو.
موقف آخر جوهري بالنسبة لي من وحي الشغل، شادي وهشام.. شادي زلط أستاذي في شغلي القديم، وهشام زميلي.. في وقت ما من
الأوقات كان انطباعي عن شادي إن خُلقه ضيق وملوش صبر وف حاله بزيادة، وكانت أخطائي الإملائية في الكتابة بالكيلو، لكن الحقيقة
يعني محدش علّمني أكتب صح بصبر وطولة بال -وما زال- غير شادي.. وبالتالي ضرب عرض الحائط بالانطباع الأول!
أما هشام، فيكفي إني أقول إن الطالب الجامعي اللي بيتدرب صحافة وانطباعي السلبي عنه لأول مرة، مش بس اختفي، ده هشام أصبح
أخويا الكبير والصغير -حسب الموقف- وذهب الانطباع التيت إلى الجحيم.
طبعًا مش كل الحكايات لذيذة كده، وبتنتهي نهايات سعيدة وانطباعات مرشوش عليها كريز وشوكولاتة نوتيلا.. نهائي.
فيه انطباعات علّمت فيّ وعليّ حرفيًا، لكن إحنا عايشين ليه؟ عشان نتعلم طبعًا.
• متصدقوش الوشوش الملونة، أم ضحكة مغشوشة، وردود أفعال مبتذلة جدًا، متصدقوش غير اللي يبان بوشه الأصلي، حتى لو وشه
الأصلي في وجهة نظرك عكِر بس يمكن تحت العكارة دي قلب ونية وروح صافية بجد.
• متصدقوش الانطباعات الأولى المتزوقة، ولا اللي يسيبلكم انطباع شبه الباب الموارب مش معروفله حالة.
• متصدقوش اللي ع الوش، فيه ناس روحها الحلوة أو العطنة بتبان من أول كلمة بس إحنا اللي مبنركزش.
• وأخيرًا متصدقوش الانطباع اللي نفسكم تصدقوه.. واعملوا زي منير ما قال "دور ع الناس في قلوب الناس".