الكوفية الفلسطينية وتاريخها.. ما قصة ذلك الرمز العربي؟

5618

أردتُ الكتابة عن موضوع من صميم بيئتي الفلسطينية، فجاءتني الأفكار كلها مزينة بكوفية.

الكوفية..

وكيف أمنع نفسي عن الكتابةِ عنها؟! قطعة الملابس التي تحولت إلى رمزٍ للقضية الفلسطينية ثم رمز عالمي للتحرر والثورة.

الكوفية، الحطة، السلك، مسميات للباس الرأس الذي كان يرافق الفلاح الفلسطيني على الدوام، يقيه حر الصيف وبرد الشتاء، وقطرات العرق المتساقطة أثناء عمله في الزراعة.

سُميت الكوفية بهذا الإسم نسبة لمدينة “الكوفة” في العراق، حيث كانت تنتشر صناعتها قديمًا.

تتميز الكوفية الفلسطينية بلونيها الأبيض والأسود، فالأرضية بيضاء مطرزة بالأسود بشكلٍ شبكي، يشبه الأسلاك الشائكة.

تلك الأسلاك التي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من ثقافة الفلسطيني فيما بعد، حيث ارتبطت بالاحتلال بسجونه وحصاره.

بدأ ارتباطها بالمقاومة منذ ثورة 1936 م، تلثم بها الثوار في القرى الفلسطينية أثناء مقاومتهم القوات الإنجليزية حيث كانت فلسطين في ذلك الوقت واقعة تحت سيطرة الانتداب البريطاني.

وسرعان ما استخدمها الثوار في المدن كلثام اقتداءً بشركائهم في القرى.

استمر هذا الاستخدام للكوفية قائمًا أثناء محاربة العصابات الصهيونية والمهاجرين اليهود، حتى حدثت نكبة عام 1948م، بتهجير الكثير من الفلسطينيين من مدنهم وقراهم، ليجدوا أنفسهم لاجئين في مخيماتٍ داخل فلسطين “الضفة والقطاع” وخارجها “الأردن، لبنان، سوريا”.

وهكذا ظلت الكوفية في نفس الفلسطيني رمزًا لمقاومة الظلم والثورة على المحتل، وخير تذكير بالأرض التي سُلبت منه وبحقه في العودة، وارتبطت ارتباطًا وثيقًا بالثائر والفدائي حالها حال سلاحه تمامًا.

تَحَول الكوفية كرمزٍ عالمي للقضية الفلسطينية، بدأ عام 1964م بعد تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية، وتزايد التأييد الشعبي لهذه القضية بعد أن نجحت المنظمة في إيصالها لكل دول العالم.

الآن خرجت الكوفية من العباءة الفلسطينية وعبرت الحدود الجغرافية، لتصبح رمزًا عالميًا للمقاومة والتحرر.

تجدها حاضرة في المظاهرات والاعتصامات، في النشاطات السياسية والاجتماعية والثقافية.

لم تعد تذكيرًا للفلسطيني فحسب، بل بالمقاومة والثورة والحرية، إنما تذكير لكل حر في أي مكانٍ في العالم.

الصور بعدسة الصحفي/ نضال الوحيدي

المقالة السابقةتجربة بوتي تريننج ناجحة.. هتنفع معاكي جربيها
المقالة القادمةدليل للبنات: كيف تعرفين شخصية خطيبك؟ كيف أكلم خطيبي؟ عن ماذا أسأل خطيبي؟

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا