Frozen يجمّد البطولة الذكورية

2054

 

 

مؤخرًا أنتجت شركة “ديزني” فيلم أنيميشن اسمه FROZEN ، الفيلم احتل مكان ضمن أول عشر أفلام في الـ U.S. Box office لفترة طويلة، وضيف على كده إنه أخد الأوسكار كأفضل فيلم أنيميشن، الفيلم بيحكي عن الأميرة “إلسا” اللي عندها قدرة سحرية لتحويل أي حاجة لتلج، وعندها القدرة إنها تخلق جليد من ولا حاجة، لكنها للأسف مبتقدرش تتحكم تمامًا في قدرتها دي، الشيء اللي بيدفع والديها لعزلها تمامًا وإخفاء سرها حتى عن أختها الصغيرة “آنا”، وأبواب القصر بتتقفل في وش الشعب، لحد ما بييجي اليوم اللي بتضطر فيه إنها تظهر للناس، ومن هنا بتبدأ المشاكل وبينكشف السر، و”إلسا” تهرب وتسكن في الجبل، والصيف بيتحول لصقيع والبلد حالها بيتقلب تمامًا، تقرر أختها “آنا” إن هي اللي لازم تقوم بالمغامرة لوحدها، تلاقي أختها وتجيبها وتجيب الصيف معاها، بتتطور الأحداث تطورات كتيرة لحد ما في الآخر الفيلم بينتهي زي ما أفلام الأنيميشن لازم تنتهي، بالنهاية السعيدة.

 

أفلام الأنيميشن عامة طول عمرها بترسّخ لأفكار زي إن الخير دايمًا بيهزم الشر، وإن الطيبة هي اللي لازم تنتصر في الآخر، أما مؤخرًا بدأت تظهر أفكار زي المغامرة والحث على العفوية وعلى إظهار المواهب وتنميتها، حتى لو كان ده عكس رأي المجتمع فيك أو عكس الدور والصورة اللي المفروض تظهر عليها، الفيلم ده بيتكلم طبعًا عن الفكرة دي، ولكن مش دي الفكرة الوحيدة اللي بتخليه مميز.

 

من ساعة ما بدؤوا وقالوا يا حواديت أطفال ويا أفلام أنيميشن، كانت البنت دايمًا هي الجانب الضعيف المكسور في القصة، حتى لو كرّموها وخلّوا اسم القصة على اسم البطلة، زي “سنو وايت”، “آرييل”، “سندريلا”، لكن بيبقى دايمًا إن الحل في قبلة الحب الحقيقي، والمنقذ هو الفارس الوسيم، بينما “البطلة” فكان بيبقى دورها إنها مغلوبة على أمرها أو بيغمى عليها، ومن النقطة دي بتنبثق الفكرة الأهم في الفيلم ده.

 

الفيلم في الأساس بيدور حول الشخصيتين الرئيسيتين “إلسا” و”آنا”، اللي كل واحدة فيهم بتنقذ حياة أختها، واللي كانت بتعمله “قبلة الحب الحقيقي” عملته مشاعر حقيقية بين أختين، كل واحدة ضحّت بحياتها عشان خاطر أختها تعيش، فكانت النتيجة إنهم همّ الاتنين عاشوا، الفيلم بيقول إننا يمكن محتاجين لدور الولاد في حياتنا، بس هم مش الدور المحوري ولا الرئيسي، وإن الجواب مش دايمًا جايلنا على حصان أبيض، وإننا كبنات إخوات وأصحاب مشاعرنا وحبنا لبعض قوى كفاية عشان يخلينا نستغنى عن “بوسة الحب”، إحنا بس اللي ساعات بننسى تأثير قوة المشاعر دي، الفيلم جه يفكرنا بيها.

 

من أهم النقاط اللي أسعدتني، إنه من المعروف عالميًا إن أفلام البطولة النسائية واللي بيستغنوا فيها عن البطولة الذكورية، رغم قوتها كسيناريو وإخراج، إلا أنها مش بتحصل على النجاح الجماهيري، فالفيلم ده حقق المعادلتين: نجح جماهيريًا (شباك التذاكر)، وفنيًا (جايزة الأوسكار)، يمكن يكون حب الناس له ملوش علاقة بالموضوع اللي طرحته، لأن الفيلم فنيًا مبهر جدًا، ولكن أيًا كان سبب نجاح الفيلم فشيء كويس إنه أخيرًا فيلم بيطرح الأدوار النسوية بالرؤية دي يحقق النجاح المطلوب.

 

 

 

 

المقالة السابقةتألقي في العيد في 12 خطوة
المقالة القادمةقلب الأم
مساحة حرة لمشاركات القراء

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا