7 اتهامات لو هتودي بنتك الحضانة

2052

قررت أودي بنتي الحضانة.

أنا قلت كده وعينكم ما تشوف إلا النور، ماسورة ندب وتقطيم ضربت في وشي بعنوان “إنتي قلبِك قاسي أوي أوي، إنتي مش بتحسي كده وكده”.

 

1- بنتك دي يلعبوا بيها كورة في الحضانة.

بنتي عمرها سنة وشوية، ووَزنها أقل بكتيـيييييييييييييير من اللي في سنها، عشان كده أي حد يشوفها بيديها سن صغير، ويكوّن عنها انطباع إنها لو أي حد لمسها هتقع.

طب هل ده معناه إنها متحتكش باللي في سنها لأنهم أكبر منها حجمًا؟ بالعكس، ده أدعى إنها تطور مهاراتها الحركية والدفاعية بدل ما تفتكر العالم كائنات صغنططة ومسالمة زيها. ثم ليه أتعامل مع بنتي من منطلق إنها “قِلَّة” وأدمرلها ثقتها في نفسها من قبل ما تتبني، طالما هي عندها وعي وإدراك يخلوها بالتدريب والممارسة تقدر تتعايش مع مجتمع الغيلان اللي إحنا فيه؟!

 

2- لأ طبعًا مش هتنزليها حضانة قبل سنتين (وده بيبقى رد حد فاكر إن له سُلطة عليّ وكده).

ده رأيك؟ وبيعمل إيه عندي؟!

 

3- ليه؟ هتنزلي تشتغلي؟ ولا هتخاويها وتجيبيلنا عيل تاني؟!

غريبة أوي الناس اللي بتشوف الأم مينفعش تودي أولادها حضانة طالما هي ربة منزل! تكونش الأم اتجننت وافتكرت نفسها بني آدم من حقها ترتاح شوية أو يكونلها وقت خاص! ولا حتى تعمل اللي وراها من غير ما تقعد تصرخ “اطلعي برة المطبخ، استنى متنطيش من ع الكنبة، هاتي الموبايل (دشششش..صوت الموبايل وهو بيقع ع الأرض)، يا لهوي حطيتى إيه في بقك؟!”.

طب مش هشتغل ومش هخلف، وبرضو هودي بنتي حضانة، حد له شوق في حاجة؟!

 

4– هتودي بنتك حضانة بشيء وشويات وإنتي فاضية! ليه؟ لاقيين الفلوس في الشارع؟!

وهو الواحد بيشتغل ولا جوزه بيشتغل ليه لو مكانش عشان يصرف الفلوس على راحة باله وبال عياله، ويختار المكان الأفضل قدر استطاعته، حتى لو المكان مُكَلِّف وهيخرم الميزانية بس يبقى متطمن.

 

5- خلاص زهقتي من بنتك؟!

*(رد قبيح 1).

 

6- عشان عايزة تستريحي ترمي بنتك؟!

*(رد قبيح 2). ثم هو أنا برمي بنتي في الشارع؟! ما أنا مودياها حضانة محترمة، سُمعتها كويسة ومتابعة معاهم يوم بيوم، وأكيد لو حصل أي حاجة مرتحتلهاش فالأولوية الأولى والأخيرة لبنتي. وبفرض إني هستريح شوية.. هو عيب؟!

 

7- جوزك موافق؟!

ده آخر كارت بيتلعب بيه، على أساس إن هو اللي هيدفع فجيبه هيحرقه، وبما إنه مش “معكوك” في الدوامة بتاعة كل يوم مع البنت، فمش هيخسر حاجة لو قعدت أنا وهي نطلع عين بعض. يبقى يوافق ليه؟! يرفض أرخص. 

طب موافق ومرحب ومشجع.. موتوا بغيظكم.

 

**

 

دي كانت عينة عشوائية من الإجابات السلبية اللي سمعتها من أول ما أخدت قرار الحضانة ولحد ما نفذته. ولأن الموضوع شخصي جدًا كنت بسمع آراء الناس السلبية والإيجابية، ويا أدرسها بيني وبين نفسي يا أطنش ومردش، يا إما أوقف اللي بيتجاوز عند حَدُّه.

أصل فيه ناس مبتنفعش معاها الدبلوماسية ولازم تديهم فوق دماغهم عشان يتكيفوا ويمشوا معاك زي الألف، إنما تتلجلج وتتحجج هيفتكروك بتطلب الإذن ويشوطوك لبعض، وقابلني لو مرة سابوك تعمل اللي على كيفك من غير تقطيم.

 

مش فاهمة ليه “كل الناس بتدَخَّل في حياة كل الناس بطريقة تضايق كل الناس”؟!

والمشكلة مش إن الناس بتقول رأيها في حياتنا من باب النصيحة أو الحب والعشم ولا حتى الحشرية، لأ دي بتقول رأيها وهي مستنيانا نقتنع وننفذ اللي همّ شايفينه صح بالحرف، ويُفَضَّل من غير نقاش وإلا نبقى عنيدين وطايشين وجيل بايظ، مصدر معلوماته الوحيد النت والفيسبوك.

أصلًا.. مفيش حاجة صح أو غلط في المطلق، ومحدش عارف الخير فين، كلنا بنسعى ونجتهد وندعي ربنا يوفقنا ويكملها معانا بالستر، وفي النهاية التجربة هي اللي بتدينا الخبرة. 

فيا ريت لما حد يقولكم -مثلًا- إنه هيودي بنته حضانة اعرفوا الأول أسبابه، ولما تلاقوا نفسكم مش مقتنعين والكلام حارقِكم أوي قولوه باعتباره رأيكم الشخصي مش باعتباركم مخلفين دَستَة قبل كده. أقتنع يبقى كويس، مقتنعش اتمنوله الخير وخلاص، بلاش تنكدوا ع الناس عيشتهم وتقلقوا راحتهم، الحياة مش ناقصة.

 

موضوع الحضانات في سن صغيرة زي ما له عيوب أكيد له مميزات. مش لازم أقولكم إن بنتي مبتاكلش لحد دلوقتي إلا سوايل، فنزولها الحضانة كان على أمل إنها يمكن لما تشوف أطفال حواليها بياكلوا تقلدهم. ولا لازم أقولكم إن أنا وبنتي توأم ملتصق وارتباطنا ببعض على وشك يتحول لشيء مَرَضي، فالانفصال في المرحلة دي ضروري ليّ وليها. ولا حتى لازم أقولكم إن البنت بتفرح لما تلاقي أطفال تلعب معاهم بدل ما هي طول الوقت لوحدها، فأكيد الحضانة هتخليها اجتماعية أكتر وتساعدها تتطور حركيًا وذهنيًا وحسيًا.

 

ربنا وحده اللي عالم بظروف الناس فمتحكموش على حياة اللي حواليكم، لأنكم مش عايشين حياتهم، لو كل واحد خرج من نافوخ اللي جنبه مسير اللي جنبه هيخرج من نافوخه، فاعملوا ده، ولو لمصلحتكم الشخصية أولًا.

 

عشان كل الكلام اللي فات ده، ولأسباب تانية كتير بقى أي حد يسألني ليه ودّيتي بنتك حضانة من دلوقتي، أو يقولي إنتي أم إنتي! يا شيخة حرام عليكي! برد عليه وأقوله بمنتهى الجدية والبشاشة: “أنا أم قاسية وديت بنتي الحضانة عشان أنام وأستحمى وأعرف أعمل بيبي”.

_______________

المقالة السابقةالجدار القبيح
المقالة القادمةبين أن أنظر إليّ وأن أراني
امرأة ثلاثينية متقلبة المزاج، أعشق الرقص على السطور كتابةً، أُحب الفن بمختلف أنواعه وأعيش عليه. والآن كبرت وصار عليّ أن ألعب في الحياة عشرات الأدوار طوال الوقت، لأستيقظ كل صباح أُعافر حتى أستطيع أن أُحاكي بهلوانات السيرك فأرمي الكُرات المُلونة بالهواء ثم ألتقطها كلها في آنٍ واحد.

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا