يوم الأجازة

474

كان يوم أجازة وكنا منتظرين اليوم ده بفارغ الصبر، صحينا بدري ولبسنا هدومنا، وماما عملتلنا السندويتشات ولبست هدوم مريحة وجزمة كعبها مش عالي وصحيّنا بابا من النوم. لبس وخرجنا كلنا وبعد ما وصلنا لأول الشارع عشان نركب.. بابا دوّر راسه الناحية التانية وبعدين بصّلنا وقال أنا مش عارف لازمتها إيه الخروجة دي؟ ولازمته إيه المشي أصلاً إذا كان الشوية اللي هتمشوهم هترجعوهم تاني؟! يلا على البيت.
ورجع على البيت فعلاً وإحنا وراه.

من الموقف اللي فات نقدر نقول إن مفهوم الأجازة عند بابا إنه يقضي يوم في البيت بهدوء عشان يستريح من إرهاق الأسبوع كله لكن مفهوم ماما كان مختلف. كانت عايزة تاخد الولاد يتفسحوا ويقضوا يوم برة البيت يلعبوا ويتنططوا في مكان فيه هوا نضيف وشمس بدل كتمة البيت والمدرسة والمذاكرة والدروس.

وده مكانش رأي بابا لوحده، لكن رأي كتير من الرجالة بشكل عام، ولما الست كانت بتقول إن الوضع ده مش مناسب ليها كانت بتتهم بإنها دايمًا مش حاسة بيه لأنها طول الأسبوع في البيت ومش حاسة بكل التعب والمشاكل اللي بيواجهها برة البيت. والكلام ده بتسمعه حتى لو كانت بتخرج كل يوم ومسؤولة عن مشاوير البيت! لأن الست دلوقتي هي اللي بقت مسؤولة عن الاجتماعيات الخاصة بالأسرة من حضور الأفراح لحد المواساة في المياتم. ومسؤولة عن مشاوير السوق والسوبر ماركت ومسؤولة عن توصيل الأولاد للمدرسة ومتابعتهم وحاجات كتير قوي بتضطرها لإنها تقضي وقت كبير جدًا برة البيت وعلى الرغم من كل ده دايمًا هي تصورها عن يوم الأجازة إن يوم بنقضيه بعيد عن البيت.

الست دلوقتي بقى نفسها تصرخ وتقول يوم الأجازة مش هو اللي بقضيه عند مامتي ولا عند حماتي.. يوم الأجازة مش هو اللي بروح فيه السوبر ماركت أشتري طلبات البيت.. يوم الأجازة مش هو اليوم اللي بروح فيه المول ألفّ على محلات ملابس الأطفال.. يوم الأجازة مش هو اللي بقضي فيه الواجبات الاجتماعية المتأخرة.

يوم الأجازة عند الست هو اليوم اللي تنسى فيه كل همومها ومشاكل يومها وتقضيه في استرخاء وهدوء نفسي. هو اللي تكون راضية فيه ومنسجمة مع كل اللي حواليها.. هو اللي تتخلص فيه من التزاماتها وتتخفف من أحمالها اليومية وتحس إنها خفيفة وطايرة وفرحانة بكل اللي حواليها.

مش مهم اليوم ده تقضيه على السرير ولا على البحر.. في البيت ولا في الجنينة.. عند مامتها ولا في الملاهي.. مع صاحباتها ولا مع عيلتها.. المهم في اليوم ده إنها تفرح وإنها تحس إنها مستعدة ترجع تاني تمارس كل مهامها ومسؤولياتها وهي راضية ومش حاسة بضغط ولا بتزق نفسها عشان تقوم من السرير تدور في ساقية التزاماتها اللي مبتنتهيش.

المقالة السابقةبكرة تلبسي سواد يا بلطية
المقالة القادمةكيكة الفواكه

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا