يا ليلة المونديال آنستينا

649

تزامن تأهُّل فريق مصر لكرة القدم -بعد ثمانية عشر عامًا من تأهله الأخير- مع حلول أول أيام عيد الفطر المبارك، فكانت لفرحة العيد فرحتان.

كان اهتمام معظم الشركات في رمضان هذا العام في إعلاناتها بكأس العالم، لدرجة غطت على إعلانات الأعمال الخيرية التقليدية.

 

جاءت إعلانات شركات المحمول على قمة الإعلانات المهتمة بكأس العالم..

 

– على رأسها إعلان شركة أورنج “مدد مدد”: جاء الإعلان موجهًا بشكل مباشر لجمهور كرة القدم بوجوه مدربين أحببناهم جميعًا، وتعبيرات كروية وحركات مميزة لهذه الشخصيات، في دراسة واضحة لشخصية المشجع المصري، طالبة من هؤلاء المشجعين توفير جهودهم لتحميس الفريق الذي يحتاجنا بجواره، وبالرغم من تعبيرات الكرة التي لم أفهمها فإن الأغنية الحماسية جعلتني أنا وابنتي الصغيرة نحفظ الإعلان عن ظهر قلب ونردد الأغنية معه عند إذاعته.

 

– إعلان شركة فودافون: لا أقصد الإعلان الذي أشار إلى النجومية التي اكتسبها لاعبو المنتخب هذا العام، والتي غطت على نجوم رمضان الحقيقيين أبطال الأعمال الدرامية، فبالرغم من أن الفكرة كوميدية أعجبتني، فإن المشاهد التمثيلية الكوميدية التي قاموا بها وأذاعتها الشركة على اليوتويب لم تعجبني كثيرًا. ولكن أقصد إعلانها مع شركة بيبسي، فقط 28 ثانية بصوت المعلق الرياضي التونسي المحبوب عصام الشوالي ووجه أسطورة كرة القدم محمد صلاح ووجوه مألوفة لنا جميعًا تغني النشيد الوطني قبل بداية المباراة.

 

إعلان شركة اتصالات الذي شارك فيه أبطال مصر المعتزلون، ميدو وزيدان ومحمد شوقي ومعهم حارس مرمي المنتخب عصام الحضري ساخرًا خفيف الدم.. تلاه إعلان لعصام الحضري يثير فيه غيرة ميدو عارضًا عليه أن يرسل له تذكره إلى روسيا ليشجعه هناك. اعتقدت أن هذا الإعلان سوف يكون حملة كاملة لإعلانات تحمل نفس الفكرة، ولكن يبدو أن شركة اتصالات اكتفت بهذا الإعلان فقط.

 

– استطاعت شركة قطونيل أن تحتل قلوب الجماهير بإعلان مميز يحمل أغنية حماسية بصوت قريب لأذن المشجع المصري، صوت المعلق الرياضي المصري مدحت شلبي، حتى أن المشجعين في الاستاد في ماتش مصر وأوراجواي هتفوا “هلا هلا ع الفانلة” في المدرجات.

 

– أقامت شركة we للاتصالات إعلانًا خفيف الظل، جاء فيه نجوم منتخب مصر لمونديال 1990 يمررون خبرتهم في كأس العالم لنجوم مونديال 2018. ذلك بعد أن أخفقت في عمل إعلان كان الأكثر مللاً على الإطلاق.. إعلان يجند فيه النجم أحمد عبد العزيز كلاً من نجوم الأكشن كريم عبد العزيز وأحمد عز للبحث عن سعيد فوكاليز، ليعثرا بدلاً منه على صوت سمير الإسكندراني.

إعلانان تكلفا الكثير من الأموال ولم يحملا أيًّا من روح كأس العالم أو روح المشجع المصري، لم يكسر مللهم الشديد سوى صوت سمير الإسكندراني وهو يغني حبًا في مصر أغنيته الجميلة “بنعاهدك يا غالية”. حدث ذلك بعد بداية مبشرة قامت فيها بإعلان مميز وقصير يحمل أصوات عدد من الأشخاص يستعدون للتشجيع، حاملاً شعار #مصر_بصوت_ميت_مليون، توقعت أن تتبعه بعدد من الإعلانات تحمل أصواتًا مختلفة لمشجعين مصريين حول العالم.

 

– كان إعلان شركة النقل أوبر لمحمد صلاح إعلانًا مميزًا بخدع الجرافيك ورحلة كفاحه التي سردت في دقيقة ونصف بذكاء شديد، ثم رفع شعار يعبر عن جميع المصريين “اللي ملوش في الكورة له في محمد صلاح”. عابه فقط حرص الشركة على عدم ذكر كأس العالم في الإعلان، وأعتقد أن الهدف من ذلك إمكانية عرض الإعلان بعد خروج مصر من المونديال.

 

إعلان شركة الهواتف المحمولة لأوبو لمشجعين مصريين يوصلون رسالتهم للمنتخب، جاء مميزًا مختصرًا ومعبرًا.

 

– كان إعلان محلات العبد للحلويات الوحيد التي تذكَّر الربط بين العيد ودخول مصر كأس العالم، في إعلان يحمل أغنية رقيقة تُعبِّر عن فرحة العيد، بوجه بريء لبطل الإعلان يجعلك تشعر أنه ابنك أو أخوك الصغير.

 

–  ثم إعلان شركة مصر للطيران الناقل الرسمي للمشجع المصري، جاءت وجوه المصريين المسافرين إلى روسيا وحركاتهم التلقائية التشجيعية معبرة وقريبة إلى القلب، أصابتني بحماس وجعلتني أشعر معهم بفرح وصول المنتخب إلى روسيا.

 

– لم يعجبني كثيرًا إعلان شوكولاتة كيت كات، الذي يطلب من الجمهور المصري أن يأخذ هدنة من البحث عن رحلة مجانية للمونديال، ومتابعة الماتشات من المنزل، ووجدته فاقدًا لروح المونديال.

 

– شركة تايجر صنعت في رأيي أسوأ حمله إعلانية لكأس العالم “المسيطرين وصلوا روسيا” بدأت بشاب مصري يجبر صديقته الروسية بتبديل ملابسها التي يرى أنها غير لائقة بكونه شابًا مصريًا “حمش”، ثم إعلان لشاب مصري آخر يبيع شيئًا ما لشاب روسي، لم تُوضَّح نوع السلعة ولكن جو الإعلان يوحي بأنها أشياء ممنوعة.. لم أجد أيًّا من روح المونديال، أو التشجيع في الإعلان، وجدته فقط إعلانًا يظهر الشباب المصري بالذكورية والفهلوة.

 

جيدة أو سيئة كانت هذه الإعلانات إلا أنها جعلتنا نحيا جميعًا في أجواء روسيا وكأس العالم، راجين من الله أن يصعد فريقنا لدور الـ16، أو على الأقل نتمنى من الله هدفًا جديدًا من أحد أفراد الفريق ينسينا الهدف الذهبي لمجدي عبد الغني في مرمى هولندا.

 

 

 

 

المقالة السابقةعبر أنفاس “زين” عايدني العيد بعد طول غياب
المقالة القادمةاحمي نفسك وأولادك من قلق الثانوية العامة

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا