مين اللي وقًّع الزبادي؟!

514

الأب غاضبًا: مين اللي وقّع زبادي هنا على الأرض؟
الابن مرعوبًا: مش أنا يا بابا!
الأمّ مبسوطةً: واو! مين اللي رسم الـ”سنومان” الجميل ده بالزبادي؟!
نفس الابن مُظأططًا: أنا يا مامي.

كتب هذه الكلمات.. أحد الأزواج على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك مذهولاً من رد فعل زوجته تجاه شغب الأطفال، وكيف اختلف رد فعلها عن رد فعله.. وكيف استخدمت أخطاء الأطفال لتبني فيهم شيئًا جميلاً.. في الحقيقة جذبتني هذه الكلمات.. ودار في ذهني الكثير والكثير من الأفكار.. حول نظرة المرأة الخارقة للأمور وما لها من قدرة كبيرة على رؤية أشياء قد لا يراها الرجل.

تفاصيل وتفاصيل تخفى عن عينيه.

في الأفراح مثلاً تخرج الزوجة وقد علق بذهنها فستان العروسة وبدلة العريس.. أكسسوار العروس وبابيون العريس.. الورد والألوان.. الإشبينات وموكب الدخول.. طريقة تزيين المكان وألوان المفارش وطريقة وضع الطعام.. وابتسامة العروس ونظرات العريس.

تعليقات المحيطين.. والأكثر من ذلك ما قد يحدث داخل المكان.. لا يمر عليها مرور الكرام، ففي إمكانها أن تلاحظ اضطراب أم العروسة أو قلقًا ما في عائلة العريس.. ويمكنها أن تبرهن.. وتخمن أمورًا وتصيب فيها.

في نفس الوقت الذي قد يخرج فيه زوجها من نفس الفرح ويقول الحمد لله الفرح جميل والبوفيه كان رائع.. إنه الفرق بين نظرة المرأة التي تهوى التفاصيل.. ونظرة الرجل التي تهتم بمجمل الأمور.

فنجد جورجيت زوجة فان كوخ مكتشف الكوليرا، كانت هديتها لزوجها السبب الرئيسي في تفوقه، فقد أهدته مِجْهرًا في عيد ميلاده، هذه الهدية (المنتقاة بعناية) أعطته آفاقًا جديدة في عمله، وكانت لمنفعة كل البشرية.

وزوجة “ناثانئيل هوثون” الكاتب الروائي المشهور الذي كان مجرد موظف بسيط بمصلحة الجمارك عندما فصل من عمله، قالت له زوجته إنها فرصته، فقد حان الوقت ليكتب كتابه الذي كان يتمناه ولم يمكّنه عمله من ذلك، وأهدته مبلغًا من المال، وقالت: لقد أحسست أن هذا العمل لا يناسبك، فأنت خلقت لتكون روائيًا مشهورًا ولم تخلق لتكون موظفًا عاديًا.. لذلك كنت أدّخر مبلغًا من المصروف اليومي للمنزل لأوفّر مالاً يكفي لمعيشتنا عندما تتاح لك الفرصة لتبدع، وها قد أتت. فكانت بالفعل فرصته للإبداع، وألّف أولى رواياته “الزوجة العظيمة ” وأصبح من أكبر الروائيين.

ولا عجب.. فقدرات المرأة هائلة، وإن أحبت شخصًا سخّرت كل مواهبها وقدراتها لإسعاده ورفعته، والعكس بالعكس، إن كرهت رجلاً فقل عليه يا رحمن يا رحيم!

 

المقالة السابقةالمرايا العميا
المقالة القادمةقهوتك عندنا

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا