مهرجان السبلايز

726

 

بقلم/ علا عبد المنعم

 

بمناسبة مهرجان السبلايز المنتشر حاليًا في مصر، وكأم مقيمة بثلاثة أطفال في ألمانيا في مراحل تعليمية مختلفة، حبيت أشارككم حكايتي مع السبلايز ليست، أو طلبات المدارس الألماني. افتكرت أول عهد ليّ بالمدارس في ألمانيا، وافتكرت ورقة الطلبات الألماني (معلش أنا دقة قديمة شوية، بالنسبة لي كلمة سبلايز غريبة شوية على جيلي).

 

السبلايز كان فيها طلبات أولى ابتدائي، اللي بتستمر مع الأطفال مرحلة ابتدائي كلها (أربع سنين)، كانوا بيكتبوا مثلاً: علبة ألوان شمع أو ألوان مية وبين قوسين على استحياء “نوع جيد لأنها هتفضل معاهم مرحلة ابتدائي”، وفعلاً مع الأطفال اللي مش بتضيع حاجاتهم أو بتعضعض فيها بتقعد العلبة ٤ سنين.

 

وطبعًا الكراريس كانت ١٦ ورقة ولو احتاجنا تاني هنقول. والاعتماد الأكتر كان على الفايلز (الدوسيهات) البلاستيك الملونة، لأن المدرسة بتوزع عليهم ورق في كل مادة، لأن فيه مواد ملهاش كتب في ابتدائي، زي العلوم مثلاً! وطبعًا مع مرور السنين وزيادة عدد المواد ممكن يكون فيه طلبات بسيطة على قد المادة الزيادة.

 

والجميل في الموضوع كمان، إن في آخر أسبوع في السنة المدرسة بتقول للطلبة خدوا الدوسيهات كلها معاكم البيت وفضوا الورق منها وهاتوها فاضية عشان نستخدمها السنة الجاية، والورق اللي فيها لازم يترمي في صندوق الورق عشان إعادة تدويره واستخدامه كأساس لورق جديد.

 

وطبعًا في أول السنة المدرسة بتجمع مبلغ متفق عليه من كل طفل، وده بتشتري بيه مُدرسة الفصل مجموعة أقلام وأساتيك وبرايات للفصل كله، عشان عارفة إن الطلبة هيضيعوا أكيد بعض الحاجات، وبتوزعها على المحتاج في الفصل بشرط يرجعهالها بعد ما يخلص.

 

أما عن أغرب طلبات السبلايز ليست، كانت “تيشيرت ماما أو بابا القديم” والموضوع ده كان محيرني جدًا، ليه يا ترى عايزين لبس قديم مننا؟ هل عشان لو الطفل وحشه الأهل يحضن التيشيرت ويشم فيه ريحة أهله؟ ولا الموضوع فيه أعمال وكده؟! (ثقافة مصرية أصيلة)، وقلت بلاش أضحي بحد من الأسرة، إذا كان هدفهم “أتر” من حد فينا. ونزلت اشتريت أنضف تيشيرت مقاس ماما وبابا فيكي يا ألمانيا وبعته مع “ناريمان” ساعتها، وأنا مش فاهمة لسة الهدف النبيل اللي ورا التيشيرت القديم!

 

لقيت المدرسة بتكلمني وقتها وبتقولي إنتي جبتي تيشيرت جديد ليه؟ أنا اتلبخت ساعتها وكرامتي نقحت عليّ ورديت بعزة نفس: بنتنا متلبسش قديم أبدًا.

قامت ردت المدرسة: إحنا عايزين تيشيرت قديم من عندكم عشان نوفرلكم فلوس بالطو التلوين البلاستيك الجديد، اللي بيحمي هدوم الأطفال من آثار التلوين بألوان المية، الموضوع توفير مش أكتر!

 

أنا حسيت ساعتها إحساس “خلف الدهشوري” لما دخلوه الجامعة الأمريكية، وحسيت إني بمثل دوره بإتقان، بس في المدرسة الألمانية.

 

 

السبلايز في مدارس ألمانيا وأغرب طلبات

 

المقالة السابقةشوفت ربنا؟!
المقالة القادمةاحتياجاتنا النفسية
مساحة حرة لمشاركات القراء

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا