مطلوب عروسة تفصيل

454

بقلم/ نهلة النمر

 

عند اختيار شريك أو شريكة الحياة، عادة يحدد كل شخص بعض الصفات التي يعتبرها أساسية ولا يستطيع الاستغناء عنها، ويترك باقي الاختيار لاعتبارات التوافق النفسي والتوفيق بين الطرفين.

لكن من العجيب أن تجد هذه الصفات تتحول عند بعض الأشخاص إلى قائمة مطوّلة، تحمل صفات مفصّلة ودقيقة يفترضها في شريك الحياة المثالي، من صفات شخصية إلى شكلية، ويعتبر جميعها صفات رئيسية ومصيرية لا يستطيع التنازل فيها.

لتتحول من كونها مجرد خطوط عريضة إلى شكل لقالب جامد يبحث صاحبه عمن “سيصبه” بداخله!

 

وهو ما يخالف الطبيعة البشرية التي لا تجعل من صفات معينة بالضرورة هي عنوان للشخصية المُثلى، فقد تجد في شخص كل ما تريده، لكنك تجد أيضًا به ما لا تريده ولا تستطيع أن تتقبله، وقد تجد السعادة مع شخص لا يحمل أيًا من الصفات التي طالما حلمت بها، وظننت أنها وصفتك الأبدية للسعادة.

 

لكن يصل التمسك بهذه الرؤى أحيانًا إلى الحد الطوبوي، الذي لا يجدد فيه صاحبه وفق متغيرات الحياة، فيفقد ما يفقد من فرص للارتباط بمن يناسبه، لتمسّكه بصورة تمثلها في السابق لمن يريد، أو يتعنت مع الطرف الآخر لتشكيله وفق ما يتصوره.

 

ونرى هذا النموذج أكثر بين الرجال، فقد يعجب الرجل بامرأة ناجحة، طموحة، متميزة في عملها، وتعجبه فيها هذه الصفات، ثم يطالبها إذا أرادت أن تخطو إلى مرحلة الزواج أن تنحّي كل ذلك جانبًا.

 

أحيانًا يأتي هذا تحت شعار “مش هتعرفي توفّقي بين بيتك وشغلك”.

 

وهو ما يطرح التساؤل الآخر: “لماذا لا تخوض التجربة أولًا ثم تحكم؟”.

 

فإذا كانت العبرة بالتوفيق، فأتصور أن أي امرأة ناضجة وواعية بمعنى المسؤولية، ستتخذ هذا القرار بملء إرادتها إذا خانتها قدراتها، لكن لا ينبغي أن تبدأ العلاقة بالتنقيص من هذه القدرات.

أما إذا كانت ليست على قدر من الوعي والنضج يثق فيه الرجل، فكيف يأمنها على ذلك البيت الذي ستتحمل أعباءه في كثير من الأحيان منفردة؟

 

أما أحيانًا أخرى فقد يأتي طلب التخلي عن الطموح نتيجة شعور متستّر بالخوف من النجاح!

 

فإذا وصل نجاح المرأة إلى مرحلة التفوق على الزوج، يعتبره البعض إهانة لرجولته، ويُشعره بالنقص أمام زوجته.

 

لذلك يقاوم هذا النوع من الرجال الوصول إلى ذلك الشعور بالوقاية من نجاح الزوجة، وحرمانها من طموحها أو تفضيلها من الأساس غير طموحة.

 

ومع أن رغبة الذكر في الشعور بالهيمنة على زوجته هي رغبة فطرية ثابتة لا تتغير بتغير الأزمان أو أنماط الأشخاص، لكن ما يجعل رجل يدعم زوجته فيما تحب وتقدر، ورجل آخر يجردها مما تحب كلما كان يقدر، هو نفسه ما يجعل رجل يستطيع أن يشعر بالهيمنة حتى إذا تفوقت عليه زوجته في بعض المساحات لثقته في ذاته، ورجل آخر لا يستطيع أن يصل إلى هذا الشعور سوى مع امراة مسلوبة الإرادة لضآلة رؤيته لذاته.

 

 

 

 

 

 

Meta tags

 

Meta description

تعامل الرجل مع امرأة ناجحة، المرأة الطموحة وعلاقة زوجها بها، مطلوب عرو

المقالة السابقةأنا حلوة وعارفة إن أنا حلوة 
المقالة القادمةكرامتها أولاً
كاتبات

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا