بقلم/ فيفي شوقي
لما ابنك أو بنتك يقولك “أنا خايف”..
كلمة “أنا خايف” درجات. فيه خوف بمعنى القلق، وفيه خوف أكبر شوية من القلق، يعني إحساس بالانزعاج، يمكن بسبب أو من غير سبب. فيه اللي أكبر من كل ده، الرجفة والانكماش والرعب، حاجة كده إن الواحد عايز يستخبى جوة حيطة أو جوة حد.
وفي كل الأحوال بيبقى محتاج حضن، ومينفعش كلمة “خليك جدع.. خايف من إيه؟!”، لأن كلنا بنخاف.
احضن ابنك أو بنتك عشان ميدورش على حضن تاني بعيد عنك.
محدش من أولادنا كبير على الحضن والطبطبة والحنية. بنتي وهي بتذاكر وتعبانة وخايفة من الامتحان بتقولي وهي بترفع إيديها “ماما محتاجة دعم”، دي بقيت اللغة بتاعتنا. دعم مش معناه إني أعملها حاجة سخنة تشربها أو حاجة تاكلها، دعم يعني كل اللي يحمله الحضن من معنى، يعني أنا حاسس بيك، حاسس بتعبك، حاسس بخوفك. حضن يعني متخافش أنا جنبك بعد ربنا.
يمكن إحنا كلنا جربنا إحساس الخوف بدرجات متفاوتة، وربنا عمل الأسرة عشان الدعم ده، مش الفكرة عشان الناس تفضل تحضن في بعض عمال على بطال، لا، ده الحضن اللي بييجي في وقته بالظبط وله معنى إن أنا معاك متخافش.
الطبطبة بتفرق كتير في نفس الواحد، الكلام المشجع مع لمسة حنان بيرفع الروح المعنوية من الأرض لسابع سما.
محدش يقول بلاش دلع وأنا بربِّي رجالة وبنات جدعان؛ إحنا مش داخلين حرب، ابنك الحنين وبنتك الحنينة بيتعلموا ده من والديهم، فيبقوا بلسم لأزواجهم في المستقبل، وبلغة ولادنا بيبقوا “كيوت”، والشخص الكيوت ده متقدرش تهاجمه أو تعاديه لأنه طيب وودود وحنين، اتعلم من بيته إن في لحظة ضعف اللي حواليه بيكون سند وبلسم وحضن له معنى.
أنا بحس إني لما أربي عيالي على طيبة القلب برحم مجتمع كامل.. بعكس طرق التربية الحادة القاسية، حتى لو هدفها ونيتها إن الأطفال يكبروا عودهم جامد، لكن بالتأكيد الطرق دي بتولِّد عنف وقسوة بدون ما نحس، وبتخلي ولادنا مش قادرين يعبروا عن نفسهم ومشاعرهم لأنهم متعودوش على كده، مش عارفين معنى الاحتواء والحضن.
جايز كلامي مش هيعجب بعض الناس، وهيحسوا إنهم كده هيطلعوا جيل متدلع، أنا معاكم إن مش معقول أغيَّر سياستي وطريقتي في التربية فجأة، لكن أكيد فيه بديل مقبول، زي إني أطبطب على كتف ابني وأقوله الكلام اللي يطمنه وفي نفس الوقت يقويه.
مش بقول الكلام ده من فراغ، لأني شوفت بعيني أمهات وآباء طريقتهم في التربية كلها انتقاد وتركيز على مساوئ ولادهم وكل همهم يطلعوا عيوبهم قدام الناس ويحرجوهم.. “إنتي تخينة، إنتي رفيعة، إنت مش نافع، لو فلحت تعالى بص في وشي…”.
ولما الأمور توصل بينك وبين ابنك للتحدي تبقى خسرتوا بعض للأبد. دي نتايج أفعالك وكل اللي بتزرعه في تربية ابنك هتحصده. ازرع زرع جيد يجيب ثمر، ازرع شوك هيوجعك ويوجع الناس.
اللي مجربش الوصفة يجربها يمكن أكون صح.
عشان يتعلم إن في لحظة ضعف اللي حواليه يكون سند
