لما صاحبك وقع منك

663

 

 

بقلم/ سارة سعيد

 

جميل إننا نكون وسطيين، لا مفرَطين أو مفرطين. لا نرهق نفسنا بزيادة ولا نقدس اللا مبالاة. لا نمشي شايلين رأي الناس فينا وردود أفعالهم على راسنا ولا نرميها ع الأرض. ما هو اللي قال خير الأمور الوسط كان حكيم فعلاً، وده الحل إنك تعيش في عالم متناقض من جواك ومن حواليك.

لكن في العلاقات الإنسانية، ينفع أكون وسط؟ أحب باعتدال وأخاف بحذر وأتحمس بعقل؟

طيب ومع الصحاب؟!

 

المشكلة مش في اللي ارتحناله أول ما شوفناه وحسيناه صاحب، المشكلة لما الشخص ده يبقى صديق فعلاً بس بعد شوية وقت مبيبقاش موجود، عشان مبذلناش مجهود في توطيد العلاقة دي، أو يمكن هو مبذلش مجهود هو كمان، أو مكانش شايف السكة اللي إنت رسمتها للعلاقة دي، وتوقعاتك هي اللي وديتك لحتة هو مكانش ناوي يوصلها، وإنت اللي استنيت الشخص الغلط.

 

ما هو اختيار الصاحب الصح مش سهل، والأصعب منه إنك تحافظ على الصداقة دي وتفضلوا إنتو الاتنين على نفس خط الاهتمام.

 

قد إيه ممكن نكون ناجحين في لفت نظر الناس من أول مرة، وتكوين علاقات تؤدي لصداقات، لكن تعمُّد الوسطية هو اللي بيخلينا نقرب لدرجة معينة ومنعرفش إن الدرجة دي تلقائيًا بتقِل لو مشتغلناش عليها. فكرة إن علاقاتك باللي حواليك تبقى مش قوية جدًا بس برضو مش ضعيفة، هو ده اللي بيخليها تتلاشى.

 

التلاشي هو المصطلح الصح للي بيحصل. إنت مختلفتش معاه، بس برضو مقربتش، وشوية شغل على ظروف على تأجيل لمكالمة النهارده وانشغال عن مقابلة الأسبوع الجاي خلت الصداقة تختفي. فمبقتش عارف هو إيه اللي حصل! واللي كانوا بالقرب ده راحوا فين؟ وهل العلاقة مكانتش قوية من الأول ولا الكسل ضعفها، ولا اختيارنا لكونها علاقة وسطية من الأول مخلاش عندها ملامح مميزة تخلينا نستدعيها لما تغيب شوية؟ وشوية بشوية بقت مجرد علاقة صداقة كويسة مش وحشة، لكن يمكن استبدالها أو حتى الاستغناء عنها!

يمكن إنت متشوفش كده لأنك محافظ على روحها وتفاصيلها جواك، لكن مش بالضرورة الطرف التاني يكون زيك.

 

ويفضل السؤال: إيه اللي بيوصَّل الصداقة لمرحلة سخيفة من البرود، وكأنك بتقابل واحد معرفة، مش الشخص اللي كان سره معاك وعارف كل تفاصيل حياتك؟! كسلنا ولا افتكرنا إنه زي ما هنسيبه هنلاقيه؟ ولا يمكن اتعشمنا بزيادة واتصدمنا في حيطة التوقعات اللي دايما بتخيب أملنا؟

 

إيه اللي بيوصَّل الصداقة لمرحلة سخيفة من البرود؟!

 

المقالة السابقةأميرتي الصغيرة: أجمل حكايات الأميرات الجميلات
المقالة القادمةخمس طرق لتجنب الحب الأعمى
مساحة حرة لمشاركات القراء

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا